(للفاضل)، ص: 7

قال الصادق علیه السلام:

«الحاجّ و المعتمر وفد اللّٰه، إن سألوه أعطاهم، و إن دعوه أجابهم، و إن شفعوا شفّعهم، و إن سکتوا ابتدأهم و یعوّضون بالدرهم ألف ألف درهم» (وسائل الشیعة: 11/ کتاب الحجّ، أبواب وجوبه و شرائطه ب 38).

*** و قال علیه السلام فی جواب هشام، عند ما سأله عن علّة الحجّ:

«فجعل فیه الاجتماع من الشرق و الغرب لیتعارفوا... و لو کان کلّ قوم إنّما یتّکلون علیٰ بلادهم و ما فیها هلکوا و خربت البلاد، و سقطت الجلب و الأرباح، و عمیت الأخبار، و لم تقفوا علی ذلک» (وسائل الشیعة: 11/ 14، کتاب الحجّ، أبواب وجوبه و شرائطه ح 18).

فنقول: قد وصفه صاحب الجواهر قدس سره- بأنّه کان من أعظم شعائر الإسلام، و أفضل ما یتقرّب به الأنام إلی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 8

الملِک العلّام؛ لما فیه من إذلال النفس و إتعاب البدن، و هجران الأهل، و التغرّب عن الوطن، و رفض العادات، و ترک اللّذات و الشهوات، و المنافرات و المکروهات، و إنفاق المال و شدّ الرِّحال، و تحمّل مشاقّ الحلّ و الارتحال، و مقاساة الأهوال، و الابتلاء بمعاشرة السفلة و الأنذال، فهو حینئذٍ ریاضة نفسانیّة، و طاعة مالیّة، و عبادة بدنیّة، قولیّة و فعلیّة، وجودیّة و عدمیّة، و هذا الجمع من خواصّ الحجّ من العبادات التی لیس فیها أجمع من الصلاة، و هی لم تجتمع فیها ما اجتمع فی الحجّ من فنون الطاعات. و من هنا ورد فی الحدیث: أنّه أفضل من الصیام و الجهاد و الرباط، بل من کلّ شی ء إلّا الصلاة. بل ورد: أنّه أفضل من الصلاة و الصیام؛ لأنّ المصلّی یشتغل عن أهله ساعة، و

أنّ الصائم یشتغل عن أهله بیاض یوم، و أنّ الحاجّ لیشخّص بدنه و یضحّی نفسه و ینفق ماله و یطیل الغیبة عن أهله لا فی مالٍ یرجوه و لا فی تجارةٍ «1». و قد

______________________________

(1)- راجع الوسائل: 11/ 93 و 110، کتاب الحج، أبواب وجوبه و شرائطه ب و 38 و 41.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 9

تطابق العقل و النقل علی أنّ أفضل الأعمال أحمزها، و أنّ الأجر علی قدر المشقّة «1». و یدلّ علی أهمّیة الحجّ و أفضلیّته من الصلاة- مضافاً إلی اشتمال الحجّ علیها و عدم اشتمالها علیه- أنّ الصلاة عبارة عن إحرام صغیر یتحقّق الشروع فیه بتکبیرة الإحرام المسمّاة بها لأجله و الفراغ عنه بالتسلیم، و لا ینافی ذلک ما ورد فی الصلاة من أنّها عمود الدین، إن قُبلت قُبِلَ ما سواها و إن ردّت رُدَّ ما سواها؛ لعدم دلالته علی الحصر، فتدبّر. و عمدة ما یختصّ الحجّ به ممّا لا یوجد فی غیره أصلًا هو الجهة الاجتماعیّة السیاسیّة المتحقّقة فیه، فإنّه یتضمّن اجتماع المسلمین من جمیع أقطار العالم علی اختلاف ألسنتهم و ألوانهم و عاداتهم و رسومهم و اختلاف مذاهبهم، و هذا الاجتماع العظیم الذی لیس فی الإسلام

______________________________

(1)- نهایة ابن الأثیر فی مادّة «حمز» و فی الکافی ج 4 ص 199 فی خطبة لأمیر المؤمنین علیه السلام قال: و کلّما کانت البلوی و الاختبار أعظم کانت المثوبة و الجزاء أجزل.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 10

مثله ممهّد لحصول الوحدة و الاتّحاد بین المسلمین، و تحقّق القدرة الکاملة التی لا تعادلها أیّة قدرة فی العالم، و هذا یتوقّف علی الارتباط و معاشرة المسلمین بعضهم مع بعض، و البحث عمّا هم علیه من

النقائص و المشکلات، و عن طریق رفعها و حلّها، و عمدة المشاکل التی اقترنت بهم و قلّدتهم هی مشکلة الحکومات التی تدّعی الإسلام ظاهراً و تتظاهر به، و فی الباطن لیس فیهم من الإسلام عین و لا أثر، و قد استظهروا بالحکومات القویّة المستعمرة المسیطرة علی العالم و یطیعونها بکلّ طاعة بل یعبدونها کعبدٍ ذلیل، و لا یتخلّفون عن أوامرهم و نواهیهم بوجه أصلًا. و کیف کان، فهذه الجهة فی الحجّ جهة مهمّة لا توجد فی غیره لاقتضائها حصول القدرة الکاملة للإسلام و تحقّق الوحدة و الاتّحاد بین المسلمین. کما أنّه ینبغی التفقّه فی الحجّ، فإنّه کثیر الأجزاء، جمّ المطالب، وافر المقاصد، و هو مع ذلک غیر مأنوس و غیر متکرّر، و أکثر الناس یأتونه علی ضجرٍ و ملالة سفر،

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 11

و ضیق وقت و اشتغال قلب، مع أنّ الناس لا یحسنون العبادات المتکرّرة الیومیّة مثل الطهارة و الصلاة مع الفهم لها و مداومتهم علیها و کثرة العارفین بها، حتّی أنّ الرجل منهم یمضی علیه خمسون سنة و أکثر، و لا یُحسن الوضوء فضلًا عن الصلاة، فکیف بالحجّ الذی هو عبادة غریبة غیر مألوفة، لا عهدَ للمکلَّف بها مع کثرة مسائلها و تشعّب أحکامها و أطولها ذیلًا، و خصوصاً مع انضمام الطهارة و الصلاة إلیها؛ لشرطیة الأُولی و جزئیة الثانیة، فإنّ الخطب بذلک یعظم، قال زرارة: قلت لأبی عبد اللّه علیه السلام: جعلنی اللّٰه فداک أسألک فی الحجّ منذ أربعین عاماً فتفتینی، فقال: «یا زرارة بیتٌ حُجّ إلیه قبل آدم بألفی عام ترید أن تفنی مسائله فی أربعین عاماً» «1»، إلّا أنّه یلوح من الخبر المزبور عدم اعتبار استقصاء مسائله، بل هو

غیر مقدور، و لکن لا بدّ من معرفة فروض المناسک «2».

______________________________

(1)- وسائل الشیعة: 11/ 12، کتاب الحجّ، أبواب وجوبه و شرائطه ب 1 ح 12.

(2)- جواهر الکلام ج 17 ص 214- 218.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 13

علی الأحوط.

مسألة 12: الهدی الواجب فی الحج علی ولیّ الصبی.

مسألة 13: علی الولی أن یأمر الصبی بأداء جمیع أعمال الحج و العمرة، و إذا لم یستطع ینوب عنه، و الأحوط فی الأعمال التی تحتاج إلی الوضوء أن یوضّأ الطفل بصورة الوضوء، و یوضّأ هو أیضاً علی الأحوط.

مسألة 14: لو بلغ الطفل قبل الإحرام فی المیقات و کان مستطیعاً، فحجّه حجّة الإسلام.

إلی نفقة الزواج.

مسألة 19: من کان له دین علی شخص آخر، و باستیفائه تکمل شروط الاستطاعة، فإذا کان حالًّا

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 18

وجب علیه المطالبة و باستیفائه الدین یجب علیه الحج، إلّا إذا لزم من المطالبة الوقوع فی الحرج و المشقّة أو کان المدیون معسراً، فلا تجب حینئذ المطالبة و لا یصیر مستطیعاً. لکن إذا استطاع أن یبیع دینه بمقدار أقل لیتسلّمه نقداً، و کان ذلک المقدار الأقلّ کافیاً للحج فهو مستطیع و یجب علیه أن یحج. کذلک إذا لم یکن الدین حالًّا لکنّ المدیون أراد أن یدفع الدین، فیجب علی الدائن أن یأخذ منه لیصیر مستطیعاً. و لکنّ المطالبة لا تجب إلّا إذا تیقّن بأنّ المدین مستعدّ للدفع عند المطالبة.

مسألة 20: لا یجب علی غیر المستطیع أن یقترض لأجل مصارف الحج و إن کان أداء الدین عنده بعد الحج فی غایة السهولة، لکن لو اقترض مع سهولة الأداء علیه فقد وجب الحج و یجزئ عن حجّة الإسلام.

مسألة 21: من کانت لدیه نفقة الحج و کان فی ذمّته دین مؤجل یستطیع أدائه فی وقته فهو مستطیع و یجب علیه الحج، کذلک إذا کان دینه حالًّا و رضی الدائن

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 19

بتأخیره و اطمأن المدین بقدرته علی الأداء فی وقت المطالبة. و فی غیر الصورتین المذکورتین وجوب الحج تخییری؛ أی إنّه مخیّر بین الحج و أداء الدین، و لو حجّ کفاه عن حجّة الإسلام.

مسألة 22: من کان فی ذمّته خمس أو زکاة فهو لا یکون مستطیعاً، إلّا أن تبقی لدیه نفقة الحج بعد أدائهما.

مسألة 23: من کان مستطیعاً من الناحیة المالیة و لکنه غیر مستطیع من ناحیة صحّة البدن أو تخلیة

السرب، فإنّه یجوز له التصرّف فی ماله و إخراج نفسه من الاستطاعة.

مسألة 24: لو کان فی سنة الاستطاعة المالیة غیر مستطیع من جهة صحّة البدن أو تخلیة السرب و علم أنّه فی السنوات التالیة سیصبح مستطیعاً من هاتین الجهتین، فإنّه مع ذلک یستطیع التصرّف فی ماله و إخراج نفسه من الاستطاعة.

مسألة 25: من کانت لدیه استطاعة الحج وجب علیه أن یؤدّی المصارف اللازمة لمقدّمات الحج، کسعر التذکرة

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 20

و تأشیرة السفر و ما إلی ذلک ممّا یرتبط بالحج، و هذه المصارف لا توجب سقوط الحج. لکن لو لم یتمکّن من أداء هذه النفقات فهو لا یعدّ مستطیعاً.

مسألة 26: لو کانت اجرة السیارة أو الطائرة کثیرة أو أنّها أکثر من القیمة المعتادة، کما إذا کانت أسعار البضائع مرتفعة فی سنة الاستطاعة أو أزید من الحدّ المتعارف، فیجب مع ذلک أن یذهب للحج و لا یجوز له التأخیر عن سنة الاستطاعة، إلّا إذا کانت الأسعار مرتفعة إلی درجة وقوعه فی الحرج و المشقّة فی معیشته.

مسألة 27: لو لم یکن المستطیع مالکاً للنقود لکن لدیه أعیاناً وجب علیه أن یبیعها و یذهب للحج و إن باعها بأقلّ من قیمتها المتعارفة بسبب عدم وجود المشتری، إلّا أن یکون بیعها بهذا النحو موجباً للحرج و المشقّة.

مسألة 28: من کان مالکاً لأعداد کبیرة من الکتب بحیث لو باع الزائد عن موضع الحاجة منها لحصلت له الاستطاعة المالیة، و کان مستطیعاً من الجهات الاخریٰ وجب علیه الحج، بل إذا استطاع أن یسدّ حاجته إلی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 21

الکتب بواسطة الکتب الموقوفة و أمثالها ممّا هو غیر معرّض للفقدان و الزوال، و کانت الاستفادة منها مناسبة لشأنه

و لا تؤدّی إلی وقوعه فی الحرج، و کان بیعه للکتب التی یمتلکها محقّقاً للاستطاعة، فهو مستطیع و یجب علیه الحج.

مسألة 29: لو شک فی أنّ ما لدیه بمقدار الاستطاعة أم لا، فالأحوط وجوباً أن یحقّق، و لا فرق فی وجوب التحقیق بین کونه جاهلًا بمقدار ماله أو مقدار نفقات الحج.

مسألة 30: لو نذر زیارة کربلاء المقدّسة أو سائر العتبات المقدّسة فی یوم عرفة فنذره صحیح، لکن لو کان مستطیعاً أو استطاع بعد النذر فیجب علیه الحج، و النذر لا یمنع عن الحج. و لو لم یذهب استقرّ فی ذمّته الحج، و یجب أن یعمل بنذره. و لو ذهب للحجّ لم تجب علیه کفّارة الحنث، لکن لو لم یذهب للحج و لم یعمل بالنذر وجبت علیه کفّارة النذر.

مسألة 31: إذا کان السفر إلی الحج موجباً لترک

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 22

واجب أو فعل حرام، فهنا یجب أن تلحظ الأهمّیة، فإذا کان الحج أهمّ وجب و إلّا فیجب علیه عدم الذهاب إلی الحج. و لو ذهب فارتکب حراماً أو ترک واجباً فقد عصی و لکنّ حجّه صحیح.

مسألة 32: لو اعتقد عدم الاستطاعة فقصد الحج المستحبّ، ثمّ تبیّن له أنّه کان مستطیعاً فحجّه لا یجزئ عن حجّة الإسلام، إلّا إذا کان قصد التکلیف الفعلی و اشتبه فی تطبیقه علی الحج المندوب.

مسألة 33: لو لم یکن له زاد و راحلة و لکن قیل له:

«حجّ و علیّ نفقتک» فقد وجب علیه الحج، و یسمی هذا الحج بالحج البذلی، و لا یشترط فی هذا الحج الرجوع إلی الکفایة المعتبر فی سائر الموارد. نعم، یعتبر فیه أن لا یکون قبول البذل و الذهاب إلی الحج موجباً لاختلال امور معاشه.

مسألة 34:

لو وهب أحدٌ مالًا کافیاً للحج و کانت الهبة من أجل الحج وجب علی الموهوب له القبول و الذهاب إلی الحج کذلک إذا قال الواهب: «أنت مخیّر بین

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 23

الحجّ و غیره». لکن إذا وهب المال و لم یذکر اسم الحج فلا یجب القبول.

مسألة 35: یجوز للباذل الرجوع عن بذله، لکن لو رجع عنه فی أثناء الطریق فعلیه أن یدفع نفقة العودة.

مسألة 36: ثمن الهدی فی الحجّ البذلی علی الباذل إن کان البذل قد وجب عن طریق النذر و شبهه، أو أنّ الباذل قد قال عند البذل: «حجّ و نفقة حجّک علیّ»، و لو لم یعطه ثمن الهدی فلا یسقط وجوب الحج و یبقی ثمن الهدی متعلّقاً بذمة الباذل، لکنّ الکفّارات لیست علی الباذل.

مسألة 37: من أمکنه أن یصیر أجیراً فی طریق الحج بأُجرة تجعله مستطیعاً فقد وجب علیه الحج، و إن لم تکن الإجارة واجبة علیه، لکنّه بعد الإجارة یصیر مستطیعاً و یجب علیه أداء الحج.

مسألة 38: لو صار أجیراً بواسطة النیابة عن شخص آخر و أصبح مستطیعاً بأُجرته، فإذا کان استئجاره لأجل السنة الاولی، فیجب علیه أن یقدّم الحجّ النیابی. و إذا بقیت استطاعته إلی السنة التالیة فعلیه أن یحج لنفسه.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 24

مسألة 39: یشترط فی الاستطاعة أن یترک لعیاله ما یحتاجونه من النفقة حتّی یرجع، و المقصود من العیال من یلزم علیه نفقتهم عرفاً و إن لم یکونوا واجبی النفقة شرعاً.

مسألة 40: یعتبر فی الاستطاعة الرجوع إلی الکفایة، أی أن یرجع من الحج و هو یمتلک عملًا فی تجارة أو زراعة أو صناعة أو منفعة ملک کالبستان أو المحلّ التجاری بحیث لا یقع فی الشدّة

و الحرج لأجل معیشته، و یکفی فی ذلک کونه قادراً علی الکسب اللائق بحاله، و یکفی أیضاً تمکّنه من تمریر معاشه عن طریق استلام الزکاة أو الخمس أو الاستعطاء.

مسألة 41: یشترط فی وجوب الحج القدرة البدنیة، و الاستطاعة من جهة کون الطریق مفتوحاً للسفر، و الاستطاعة الزمانیة، فلا یجب الحج علی المریض و لا علی من یقع فی الحرج و المشقّة الشدیدة لو سافر إلی الحج، کذلک لا یجب الحجّ علی مَن أُغلق بوجهه الطریق، و لا علی من لم یبق له وقت کافٍ لإدراک الحج.

مسألة 42: إذا ترک الحجّ مع توفّر شروط

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 25

الاستطاعة، فإن بقیت الاستطاعة إلی انتهاء أعمال الحج فقد استقر الحج علیه، و وجب علیه أن یحج فیما بعد بأیّ نحوٍ کان إلّا أن یکون علیه حرجیّاً، و فی هذه الحالة أیضاً یجب علیه الحجّ علی الأحوط.

مسألة 43: یجب علی المستطیع أن یذهب بنفسه إلی الحج، و لا یجزئ عنه الحج النیابی إلّا فی حالة المرض أو الشیخوخة بتفصیل سیأتی بیانه.

مسألة 44: من وجب علیه الحج و کان قادراً علی أدائه فلا یجوز له أن یکون نائباً عن شخص آخر سواء کانت النیابة مجّاناً أم بالإجارة، لکن لو فعل ذلک و ذهب إلی الحج نیابة فحجّه صحیح.

مسألة 45: من وجب علیه الحج، أی توفّرت لدیه الاستطاعة من جمیع الجهات و لکن لم یحجّ حتّی مات فیجب أن یُحجَّ عنه من الترکة و یکفی الاستنابة من المیقات، و إذا لم یحجّ عنه فلا یجوز للورثة التصرّف فی الترکة، و یجب الحج عنه فی نفس سنة الوفاة، و لا یجوز التأخیر، و إذا لم یمکن فی تلک السنة الاستنابة

من المیقات

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 26

فیجب الاستنابة من البلد، و نفقة الحج البلدی تخرج من أصل الترکة، و إذا لم تحصل الاستنابة من المیقات إلّا باجرة أکثر من الاجرة المتعارفة فتجب الاستنابة و لا یجوز التأخیر، و لو أهمل الوصی أو الوارث و أخَّر أداء الحج حتّی تلفت الترکة فهو ضامن، و إذا لم یکن للمیت ترکة فلا یجب حجّ المیّت علی الوارث.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 27

کان التفاوت بین القیمتین کافیاً للذهاب إلی الحج فهو مستطیع إذا توفّرت باقی الشروط، لکن إذا کانت الدار مناسبة لشأنه فلا یجب علیه بیعها و هو لیس مستطیعاً.

مسألة 49: من توفّرت لدیه نفقة الحج عن طریق الکسب و غیره و بعد الرجوع من الحج سیوفِّر مقداراً من مئونة معیشته من الکسب کالخطابة، و المقدار الآخر من الحقوق الشرعیة فهو مستطیع.

مسألة 50: من باع أرضاً أو شیئاً آخر من أجل أن یشتری دار لسکناه، فإذا کان محتاجاً إلی دار السکنیٰ فهو

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 29

غیر مستطیع، و إن کان المبلغ الذی حصل علیه کافیاً لنفقة الحج.

مسألة 51: إذا کان الشخص مستطیعاً فی السنوات السابقة، و لم یستطع فعلًا السفر بواسطة الطائرة بسبب المرض، و لم تتوفّر له واسطة اخری للسفر فلا یجوز له الاستنابة و یجب أن یحج عند حصول القدرة، و إذا لم یقدر حتّی مات فیجب أن یحجَّ عنه من ترکته، و إذا لم یکن مستطیعاً فی السنوات السابقة فهو لیس مستطیعاً فی الفرض المذکور.

مسألة 52: إذا کانت الزوجة تؤمِّن نفقتها بنفسها بواسطة الکسب، و کانت تملک نفقة الحج أیضاً، و إذا ذهبت إلی الحج فإنّ زوجها سیقع فی شدّة من ناحیة المئونة، فإذا کان وقوع زوجها فی الشدّة لا یوجب الحرج لها فهی مستطیعة و یجب أن تحج، و وقوع الزوج فی شدّة لا یمنع من استطاعة الزوجة.

مسألة 53: من کان فی بلده غیر مستطیع فلا یجب علیه الحج، و إن استطاع الحج من المیقات، لکن لو ذهب،

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 30

و عند ما وصل إلی المیقات کانت لدیه استطاعة الحج من هناک بجمیع شروطها فهو مستطیع و یجزیه حجّه

عن حجّة الإسلام.

مسألة 54: من استؤجر للنیابة فی الحجّ، ثمّ حصلت لدیه استطاعة مالیة فی نفس تلک السنة، فإن کان أجیراً للحج فی تلک السنة فیجب أن یؤدّی حج النیابة، فإن بقیت استطاعته حجّ لنفسه فی السنة التالیة.

مسألة 55: لا فرق فی حصول الاستطاعة بین حصولها فی أشهر الحج (شوّال، ذی القعدة و ذی الحجّة) أو قبلها، فإذا وجدت الاستطاعة المالیة و البدنیة و بقیّة الشروط فلا یجوز له أن یخرج نفسه من الاستطاعة، و إن کان فی أوّل السنة و قبل أشهر الحج.

مسألة 56: العاملون فی قوافل الحج إذا وصلوا جدّة و کانوا واجدین لشروط الاستطاعة کامتلاک أسباب المعیشة بالفعل أو بالقوّة و الرجوع إلی الکفایة کالعمل و الحرفة و غیرها بحیث یستطیعون عند الرجوع مواصلة المعیشة بنحو مناسب، فهم مستطیعون و یجب علیهم أن

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 31

یؤدّوا حجّة الإسلام و تجزئهم عن الحج الواجب. و أمّا إذا لم تتوفّر لدیهم الشروط، فلا تحصل الاستطاعة بمجرّد التمکّن من الحج، و یکون حجّهم مستحبّاً، فإذا حصلت لهم الاستطاعة فیما بعد وجب علیهم الحج، و کذلک حکم المرشد أیضاً.

مسألة 57: الأطبّاء أو غیرهم ممّن یرافقون القافلة إذا وصلوا المیقات و هم واجدون لشروط الاستطاعة تجب علیهم حجّة الإسلام، إضافة إلی لزوم أداء مهمّتهم الاخری أیضاً.

و أحکام الحج و لو بإرشاد غیره له فی حال العمل. الخامس: أن لا یکون معذوراً فی ترک بعض أفعال الحج، کما و یشترط أن یحصل للمستنیب ثقة و اطمئنان بأنّ النائب یؤدّی أعمال الحج، لکنّ بعد أداء العمل بواسطة النائب لا یشترط حصول الاطمئنان بصحّة أدائه، و عند الشکّ یحکم بالصحّة، و الاستنابة صحیحة و إن کان شاکّاً بها قبل العمل.

مسألة 59: یشترط فی المنوب عنه الإسلام و الإیمان، فلا یصحّ الحج نیابة عن الکافر إلّا من أجل إهداء الثواب، ففی هذه الصورة لا یبعد جواز الاستئجار. و یشترط فی الحج الواجب أن یکون المنوب عنه متوفّی، و إذا کان حیّاً فیشترط فیه أن یکون ممّن وجب

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 33

علیه الحج و لم یستطع الذهاب إلی الحج بسبب مرض لا أمل له بشفائه أو بسبب الشیخوخة، و لا یشترط ذلک فی الحج المستحبّ.

مسألة 60: عدم اشتراط البلوغ و العقل فی المنوب عنه محلّ إشکال و تأمّل. و لا تشترط المماثلة بین النائب و المنوب عنه، و یجوز لمن لم یحج و لغیر المستطیع أن یکون نائباً لغیره.

مسألة 61: یجب علی النائب أن ینوی النیابة فی العمل، و أن یعیِّن المنوب عنه فی النیّة و لو إجمالًا و لا یشترط ذکر اسمه و إن کان مستحبّاً.

مسألة 62: لا تفرغ ذمّة المنوب عنه إلّا إذا أدّی النائب العمل صحیحاً. نعم، إذا مات النائب بعد الإحرام و دخول الحرم فإنّه یجزئ عن المنوب عنه، و فی القول بشمول هذا الحکم للحج التبرّعی إشکال، بل فی غیر حجّة الإسلام لا یخلو من إشکال.

مسألة 63: لباس الإحرام و ثمن الهدی فی الحج النیابی علی النائب، إلّا

إذا اشترط ذلک علی من استأجره، کذلک

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 34

إذا أتی النائب بما یوجب الکفّارة فهی علیه لا علی المنوب عنه.

مسألة 64: إذا لم یؤدّ النائب طواف النساء بنحو صحیح حرمت علیه الزوجة و لا شی ء علی المنوب عنه.

مسألة 65: من ضاق به الوقت عن أداء حج التمتّع و کان تکلیفه العدول إلی الإفراد، فلا یصحّ اتّخاذه نائباً لمن کان تکلیفه حج التمتّع. نعم، إذا استأجره فی سعة الوقت ثمّ ضاق الوقت عن عذر، یجب العدول، و یجزئ عن المنوب عنه.

مسألة 66: لا یجوز فی الحج الواجب نیابة شخص واحد عن عدد من الأشخاص فی سنة واحدة، و یجوز ذلک فی غیر الواجب.

مسألة 67: من استقرّ علیه الحج و لم یذهب فی السنة الاولی للاستطاعة و لم یکن قادراً علی الذهاب بسبب المرض أو الشیخوخة أو لزوم الحرج و المشقّة، و لا أمل له فی الشفاء و وجدان القدرة، فیجب علیه الاستنابة، و الأحوط وجوباً الفوریة فی الاستنابة. لکن لو لم یستقرّ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 35

علیه وجوب الحج، فالأقویٰ عدم الوجوب.

مسألة 68: بعد أن یؤدّی النائب العمل، یسقط الحج عن المعذور و لا یجب علیه أن یحج بنفسه و إن زال عذره.

لکن لو زال العذر قبل إتمام الحج فیجب علیه أن یحجّ بنفسه سواء کان زوال العذر قبل الإحرام أم بعده.

مسألة 69: من وجب علیه الحج سواء کانت فی سنة الاستطاعة أو کان الحج علیه مستقرّاً لا یجوز له أن یقبل النیابة عن الغیر، و لو عصیٰ و ذهب فی حج نیابی فحجّه النیابی صحیح.

مسألة 70: إذا مات النائب لحجّة الإسلام بعد الإحرام و الدخول فی الحرم، جزیٰ ذلک عن

حج المنوب عنه و لا یجب علیه الحج، لکن لو مات قبل الإحرام أو قبل الدخول فی الحرم، وجب علی المنوب عنه الاستنابة مرّة اخریٰ، و یجزئ نفس الحکم بالنسبة لمن حجّ بنفسه و کان استقرّ علیه وجوب الحج.

مسألة 71: إذا مات الأجیر بعد الإحرام و دخول الحرم، فإذا کانت إجارته من أجل تفریغ ذمّة المنوب عنه

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 36

فإنّه یستحقّ تمام الاجرة، و إذا مات قبل دخول الحرم فإنّه یستحقّ بمقدار اجرة الأعمال ما قبل الإحرام؛ أی مقدّماته مع اجرة الإحرام إذا کانت هذه الأعمال جزءاً من عقد الإجارة. و إذا لم تکن جزءاً من عقد الإجارة، بل کانت علی نحو الشرط فلا یکون فی مقابلها شی ء من مال الإجارة، و کذلک الأعمال الأُخری من قبیل الذهاب إلی مکة و عرفات و مِنی، و لا فرق بین التصریح بکیفیّة الإجارة و عدمه، و فی حال عدم التصریح بکیفیّة الإجارة فیستحقّ تمام الاجرة إذا کان ما قام به هو المصداق الصحیح عرفاً، و إن کان فیه نقص غیر معتدّ به عرفاً.

مسألة 72: من ذهب إلی الحج نیابة، و لم یکن قد أدی الحج الواجب لنفسه، فالأحوط أن یؤدِّی عمرة مفردة لنفسه بعد الفراغ من عمل النیابة، و هذا الاحتیاط لیس واجباً، لکنّه مطلوب جدّاً.

مسألة 73: من کان نائباً لحج التمتّع، فیجوز له أن یکون أجیراً لغیره للطواف أو الذبح أو العمرة المفردة بعد عمل الحج، کما یجوز له أن یؤدّی الطواف و العمرة

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 37

المفردة لنفسه.

مسألة 74: من کان معذوراً عن بعض أعمال الحج فلا یجوز استنابته للحج، و إذا حج عن غیره تبرّعاً ففی الاجتزاء بحجّه إشکال.

الذین یجب علیهم حج التمتّع کالإیرانیین، و حج التمتّع مرکّب من العملین المذکورین؛ و هما الحج و العمرة بخلاف القریبین من مکّة الذین یجب علیهم حج و عمرة الإفراد، و فی هذا الحج یمکن الفصل بین الحج و العمرة.

مسألة 82: من أراد دخول مکة فیجب أن یدخل بالاحرام، و یجب أن ینوی للإحرام إمّا نیّة العمرة أو الحج، و إذا لم یکن فی وقت الحج و أراد الدخول إلی مکة، فیجب أن یؤدی العمرة المفردة، و استثنی من هذا الحکم الأفراد الذین یتطلّب عملهم الدخول الکثیر إلی مکّة.

مسألة 83: تکرار العمرة مستحبّ کتکرار الحج، لکن یجب أن تقع کلّ عمرة فی أحد شهور السنة و إن لم یفصل بین العمرتین شهر، مثلًا یجوز أن یعتمر فی آخر شهر رجب و فی أوّل شعبان أیضاً یعتمر عمرة مفردة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 40

ص: 42

مسألة 87: تختلف العمرة المفردة عن عمرة التمتّع التی سیأتی بیانها، فی ثلاثة امور:

الأوّل: فی عمرة التمتّع یجب التقصیر؛ أی أن یأخذ شیئاً من شعره أو ظفره و لا یجوز الحلق، لکن فی العمرة المفردة یتخیّر بین الحلق و التقصیر.

الثانی: یجب فی العمرة المفردة طواف النساء و لا یجب فی العمرة التمتّع.

الثالث: المیقات فی عمرة التمتّع هو أحد المواقیت الخمسة التی سیأتی ذکرها، و أمّا فی العمرة المفردة فالمیقات هو أدنی الحل، لکن یجوز، بل قد یجب الإحرام لها من أحد المواقیت الخمسة.

مسألة 88: کیفیّة أداء أفعال حج الإفراد من إحرام و وقوفین و أعمال منی و أعمال مکّة هی نفس کیفیّة حج التمتّع و أحکامهما مشترکة، و کیفیّة أداء أعمال عمرة التمتّع من إحرام و طواف و سائر الأعمال هی نفس الکیفیّة التی تؤدّی بها العمرة المفردة.

مسألة 89: عمرة التمتّع تجزئ عن العمرة المفردة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 43

مسألة 90: من کان یجب علیه حج التمتّع کالبعیدین عن مکّة ستة عشر فرسخاً و کانت لدیه استطاعة لأداء العمرة دون الحج فلا تجب علیه العمرة المفردة، کالشخص الذی یؤدّی حجّاً بالنیابة، و إن کان الأحوط أن یؤدّیها.

مسألة 91: من أحرم للعمرة المفردة حرمت علیه جمیع الأشیاء المحرمة فی إحرام التمتّع و بعد الحلق أو التقصیر تحلّ له جمیع الأشیاء إلّا النساء، فإنّها لا تحلّ له إلّا بعد أداء طواف النساء و صلاته.

مسألة 92: طواف النساء فی العمرة المفردة یجب أن یؤتی به بعد الحلق أو التقصیر.

مسألة 93: من دخل مکّة بإحرام العمرة المفردة و کان إحرامه فی أشهر الحج جاز له أن یجعلها عمرة تمتّع، و یأتی بعدها بحج التمتّع و فی هذه

الحالة یجب علیه الهدی.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 44

إذا قامت البیّنة الشرعیة- أی شهد شاهدان عادلان- بأنّ المکان الفلانی میقات فلا یجب التحقیق و تحصیل العلم، و إذا لم یحصل العلم و لا البیِّنة، فیکفی الاطمئنان الحاصل من سؤال ذوی المعرفة بالأماکن.

مسألة 105: لو سلک طریقاً لا یمرّ بأحد المواقیت، وجب أن یحرم من محاذاة أحدها.

مسألة 106: لو سلک طریقاً فیه محاذاة لمیقاتین وجب أن یحرم فی المحاذاة الاولیٰ، و الأفضل أن یجدّد نیّة الإحرام فی محاذاة المیقات البعدی.

مسألة 107: إذا لم یحرم المستطیع فی المیقات عالماً عامداً و لم یتمکّن من الرجوع إلی المیقات لعذر ما، و لیس أمامه میقات، فحجّه باطل و یجب أن یحجّ فی السنة القادمة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 52

مسألة 108: من أراد الإحرام من محاذاة المیقات و لم یعلم بمحلّ المحاذات فیجب السؤال من أهل الخبرة الموثوق بهم، و لا اعتبار بقول المجتهد إذا لم یکن من أهل الخبرة. و إذا لم یستطع معرفة المحاذات فعلیه الإحرام بالنذر قبل الوصول إلی المحلّ الذی یحتمل فیه اجتیاز المحاذات، بل لو أحرم من محلّ معیّن بالنذر قبل الوصول إلی المحاذات لکان أحوط.

مسألة 109: المراد من المحاذات أن یصل فی طریقه إلی مکة إلی موضع یکون المیقات علی یمینه أو یساره بخط مستقیم، بحیث لو جاوز ذلک الموضع لصار المیقات متمایلًا إلی الخلف.

مسألة 110: تثبت المحاذات بنفس الطریق الذی یثبت به المیقات.

مسألة 111: لو کان له عذر عن إنشاء الإحرام فی المیقات، کالنسیان أو الجهل بالمسألة أو الإغماء ثمّ زال العذر بعد تجاوز المیقات، فإن أمکنه الرجوع إلی المیقات و إدراک أعمال العمرة فیجب أن یرجع إلی المیقات

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 53

و الإحرام من هناک، سواء کان قد

دخل الحرم أم لا، و إذا لم یمکنه الرجوع بالنحو المذکور و لم یکن قد دخل الحرم فلیحرم من مکانه، و الأحوط الأولی أن یرجع بکلّ ما یمکنه نحو المیقات و یحرم من هناک. و لو کان قد دخل الحرم، فإذا کان یستطیع و یبقی له وقت یدرک به أعمال العمرة فیجب أن یخرج من الحرم و یحرم من هناک، و إذا لم یمکنه ذلک فلیحرم من مکانه، و الأحوط الأولی أن یرجع باتجاه خارج الحرم بمقدار الإمکان و یحرم من هناک.

مسألة 112: الحائض الجاهلة بالمسألة التی ترکت الإحرام لاعتقادها بعدم جواز الإحرام فی المیقات فحکمها هو نفس ما مرّ فی المسألة 115.

مسألة 113: لا یجوز الإحرام قبل الوصول إلی المیقات و لو أحرم فإحرامه غیر صحیح، لکن لو نذر أن یحرم فی محلّ قبل المیقات جاز بل وجب علیه الإحرام من هناک، مثلًا لو نذر أن یحرم من قم؛ وجب علیه أن یعمل بهذا النذر و إحرامه صحیح.

مسألة 114: لا یجوز تأخیر الإحرام عن المیقات

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 54

اختیاراً، بل الأحوط الأولیٰ عدم العبور بغیر إحرام عن محاذاة المیقات و إن کان بعدها میقات آخر.

مسألة 115: لو تجاوز المیقات بغیر إحرام وجب علیه إن تمکّن الرجوع إلی المیقات و الإحرام منه، بل حتّیٰ إذا کان هناک میقات آخر فالأحوط وجوباً أن یرجع إلی المیقات الذی تجاوزه و الإحرام منه.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 55

من کانت حائضاً فی المیقات و تعلم بأنّها لا تدرک عمرة التمتّع فی وقتها یجب علیها قصد حجّ الإفراد و الإحرام بنیّته.

مسألة 118: المسافرون بالطائرة إلی جدّة فی عمرة التمتّع لا یجوز لهم الإحرام فی جدّة أو الحدیبیّة، بل یجب علیهم الذهاب إلی أحد المواقیت کالجحفة و الإحرام من هناک، و إذا ذهبوا إلی المدینة فیجب أن یحرموا من

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 56

مسجد الشجرة.

مسألة 119: من لم یتبیّن له المیقات فلا یجوز له الاعتماد علی أخبار الدلیل أم مسئول القافلة، إلّا إذا کان کلامه یورث الاطمئنان.

مسألة 120: لم یثبت بأن رابغ محاذیة للجحفة، فلا یجوز الإحرام منها.

مسألة 121: من ذهب إلی مکّة فی غیر أشهر الحجّ و أدّی العمرة المفردة، ثمّ بقی فی مکّة إلی أشهر الحجّ، فإن أراد الإحرام لعمرة التمتّع فیجب أن یذهب إلی أحد المواقیت الخمسة المعروفة، و لا یجوز له الإحرام من التنعیم.

مسألة 122: القادمون إلی مکّة من أجل أداء العمرة المفردة إذا مرّوا علی أحد المواقیت الخمسة فلا یجوز لهم العبور منها بغیر إحرام، و لو فعلوا ذلک تعمّداً یعدّون عاصین، و لکن لم یجب علیهم الرجوع إلی المیقات، و یجوز لهم الإحرام من میقات آخر أو أدنی الحلّ، و إذا لم یعبروا من المیقات أو محاذیه جاز لهم الإحرام من أدنی الحلّ.

مسألة 123: من کان فی مکّة و أراد أن یؤدّی عمرة

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 57

التمتّع و کان معذوراً عن الذهاب إلی میقات عمرة التمتّع لسبب ما، فیجب علیه الخروج من الحرم و الإحرام من هناک، و یجزئه الإحرام من أدنی الحلّ أیضاً.

مسألة 124: میقات عمرة التمتّع للعاملین فی جدّة من الإیرانیین و غیرهم هو

أحد المواقیت المعروفة، و لا یجوز لهم الإحرام من جدّة أو من أدنی الحلّ، و لو أحرموا فی مکان آخر جهلًا بالمسألة فإحرامهم باطل و لا تحرم علیهم محرّمات الإحرام، و من أحرم عالماً عامداً فحکمه أیضاً کذلک، لکنّ الجاهل إذا لم یلتفت إلی المسألة إلّا بعد أعمال الحجّ فعمله صحیح.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 59

عمله صحیح و یقع عمرة التمتّع.

مسألة 130: إذا ظنّ بسبب الجهل أو غیره بأنّ حجّ التمتّع مقدّم علی عمرة التمتّع، فنوی حجّ التمتّع. یقصد الذهاب إلی عرفات و المشعر و إکمال الحجّ ثمّ الإتیان بعمرة

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 61

التمتّع فإحرامه باطل، و یجب علیه أن یجدّد الإحرام فی المیقات و إذا کان قد تجاوز المیقات فیجب الرجوع إلیه إن تمکّن و الإحرام منه و إلّا فیحرم من مکانه، و إذا التفت بعد الدخول فی الحرم فیجب علیه أن یخرج من الحرم إن تمکّن و یحرم من هناک، و إن لم یتمکّن من الخروج أحرم فی مکانه.

الثانی: التلبیة؛ أی قول لبّیک، و صورتها علی الأصحّ أن یقول: لَبَّیْکَ اللّهُمَّ لَبَّیکَ لَبَّیکَ لا شریکَ لکَ لَبَّیکَ. و لو اکتفی بذلک کان محرماً و صحّ إحرامه، و الأحوط الأولی أن یقول بعد التلبیة المذکورة: إنّ الحمد و النعمة لکَ و المُلک، لا شریکَ لکَ لبّیک. و الأحوط الأولی أن یقول بدلًا عن الصورة الاولیٰ: لبّیک اللّهم لبّیک، لبّیک إنّ الحمد و النعمة لکَ و المُلک، لا شریک لک لبّیک. و یستحبّ أن یقول بعدها:

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 62

لَبَّیْکَ ذَا الْمَعٰارِجِ لَبَّیْکَ، لَبَّیْکَ دٰاعِیاً الیٰ دٰارِ السَّلٰامِ لَبَّیْکَ لَبَّیْکَ غَفّٰارَ الذُّنُوبِ لَبَّیْکَ، لَبَّیْکَ اهْلَ التَّلْبِیَةِ لَبَّیْکَ لَبَّیْکَ ذَا الْجَلٰالِ وَ الْاکْرٰامِ لَبَّیْکَ، لَبَّیْکَ تُبْدِئُ وَ الْمَعٰادُ الَیْکَ لَبَّیْکَ، لَبَّیْکَ تَسْتَغْنی و یُفْتَقَرُ الَیْکَ لَبَّیْکَ، لَبَّیْکَ مَرْهُوباً و مَرْغُوباً الَیْکَ لَبَّیْکَ، لَبَّیْکَ الٰهَ الْحَقِّ لَبَّیْکَ لَبَّیْکَ ذَا النَّعْمٰاءِ وَ الْفَضْلِ الْحَسَنِ الْجَمیٖلِ لَبَّیْکَ، لَبَّیْکَ کَشّٰافَ الْکُرَبِ الْعِظٰامِ لَبَّیْکَ، لَبَّیْکَ عَبْدُکَ وَ ابْنُ عَبْدَیْکَ لَبَّیْکَ، لَبَّیْکَ یٰا کَریٖمُ لَبَّیْکَ. و الأفضل أن یذکر هذه الجملات أیضاً: لبّیک أتقرّب

إلیک بمحمّدٍ و آل محمّد... إلی قوله و بلاغها علیک. و فی هذا الفصل مسائل:

مسألة 131: یجب الإتیان بالمقدار الواجب من التلبیة علی الوجه الصحیح، کوجوب الأداء الصحیح لتکبیرة الإحرام فی الصلاة الواجبة.

مسألة 132: لو لم یتمکّن من أداء القدر الواجب من

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 63

التلبیة فیجب أن یتعلّمه أو أن یلقّنه شخص آخر فی وقت الأداء، یعنی أن تذکر التلبیة کلمة کلمة و الشخص الذی یرید الإحرام یردّد ما بعد الشخص المُلقِّن بنحو صحیح.

مسألة 133: إذا لم یتمکّن من تعلّم التلبیة، أو لیس لدیه وقت للتعلّم و لا یستطیع أن یؤدّیها بالتلقین، فلیؤدّیها بأیّ نحو کان، و یستحبّ أن یقول ترجمتها إن لم یکن عربیاً، و الأفضل مع ذلک الاستنابة.

مسألة 134: إذا ترک التلبیة لنسیان أو جهل فیجب علیه إن تمکّن الرجوع إلی المیقات و الإحرام فیه مع التلبیة، و إذا لم یتمکّن من الرجوع، و لم یکن قد دخل الحرم فلیحرم من مکانه مع التلبیة، و إذا کان قد دخل الحرم فیجب علیه الرجوع إلی خارج الحرم و الإحرام من هناک مع التلبیة، و إذا لم یتمکّن من الخروج من الحرم أحرم من مکانه مع التلبیة، و إذا لم یتذکّر إلّا بعد فوات وقت التدارک و انقضاء جمیع أعمال الحجّ و العمرة فلا یبعد صحّة العمل.

مسألة 135: إذا ترک التلبیة الواجبة، لعذر کان أو

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 64

لعدمه، فلا تحرم علیه محرّمات الإحرام، و لا کفّارة علیه إذا ارتکب ما یوجب الکفّارة علی المحرم، و کذلک إذا أبطل التلبیة بالریاء.

مسألة 136: إذا شک بعد التلبیة الواجبة فی المیقات هل أنّه نویٰ عمرة التمتّع أم حج التمتّع بنی علی أنّه

جاء بنیّة عمرة التمتّع و عمرته صحیحة، کما إذا شک فی الیوم الثامن و هو الیوم الذی تجب فیه علیه التلبیة الواجبة للحج هل أنّه نویٰ التلبیة للحج أم للعمرة بنیٰ علی أنّها کانت للحج و حجّه صحیح.

مسألة 137: لا یجوز تأخیر التلبیة عن المیقات، و لو فعل وجب علیه العمل بالحکم المذکور فی المسألة 115.

مسألة 138: المقدار الواجب من التلبیة مرّة واحدة، لکنّ التکرار مستحبّ، و یستحبّ الإکثار من قولها ما استطاع. و روی ثواباً کثیراً لذکرها سبعین مرّة، و لا یجب تکرار جمیع ما قاله عند بدایة الإحرام، بل یکفی أن یقول «لبّیک اللّهمّ لبّیک» أو یکرّر «لبّیک» فقط.

مسألة 139: من أحرم لعمرة التمتّع یجب علیه أن یترک

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 65

التلبیة إذا شاهد بیوت مکّة، و الأحوط الأولی أن یقطع التلبیة إذا شاهد الأبنیة الجدیدة مهما اتّسعت مکّة، و من أحرم للحج یقطع التلبیة عند زوال یوم عرفة، و المحرم للعمرة المفردة یقطع التلبیة عند دخول الحرم إن کان قد أحرم من أحد المواقیت المعروفة، و إذا کان قد أحرم من أدنی الحلّ فیجب علیه أن یقطع التلبیة عند مشاهدة الکعبة و إن لم یحرم من خارج مکة، کمن أحرم من مسجد التنعیم. و حرمة التلبیة فی هذه الموارد تشریعیة.

الثالث: لبس ثوبَی الإحرام للرجال، و الأحوط الأولی علی المرأة لبس ثوبی الإحرام عند النیّة و التلبیة:

أحدهما الإزار و الآخر الرداء الذی یجب أن یُلقی علی الکتف.

مسألة 140: الأحوط وجوباً لبس ثوبی الإحرام قبل نیّة الإحرام و التلبیة، و إذا لبسهما بعد التلبیة استحبّ له إعادتها.

مسألة 141: لا یجب کون الإزار ساتراً للسرّة و الرکبة و یکفی أن یکون علی النحو

المتعارف، لکن یستحبّ أن

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 66

یستر السرّة و الرکبة.

مسألة 142: لا یشترط ترتیب خاصّ فی لبس ثوبی الإحرام، و إنّما یجب فقط أن یجعل أحدهما إزاراً و یتّزر به کیف شاء، و یجعل الآخر رداءً و یلبسه کیف شاء. لکن یجب أن یغطّی الرداء قسماً کبیراً من الکتفین کی لا یخرج عن صدق اسم الرداء علیه.

مسألة 143: الأحوط وجوباً عدم الاکتفاء بثوب طویل یتّزر ببعضه و یجعل الباقی رداءً إلّا فی حال الضرورة، ففی حال الاختیار یجب الإحرام بثوبین منفصلین.

مسألة 144: الأحوط وجوباً أن ینوی طاعة الأمر الإلهی عند لبس ثوبی الإحرام، و الأحوط الأولی أن ینوی الطاعة أیضاً عند ما یخلع الثیاب المخیطة.

مسألة 145: یشترط فی هذین الثوبین أن یکونا ممّا تصحّ الصلاة فیه، فلا یکفی الإحرام فی ثوب الحریر و غیر المأکول و لا المتنجّس بنجاسة غیر معفوّ عنها فی الصلاة.

مسألة 146: لا یجوز الإحرام فی إزار رقیق بحیث یُری الجسم من ورائه، و الأحوط وجوباً أن لا یکون الرداء

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 67

أیضاً کذلک.

مسألة 147: الأحوط وجوباً أن لا یکون لباس المرأة من الحریر الخالص، بل الأحوط لها عدم لبس ثوب الحریر إلی آخر الإحرام.

مسألة 148: ما ذکر من ثوبی الإحرام مختصّ بالرجال، و الأحوط وجوباً علی المرأة أن تلبس ثوبی الإحرام مع النیّة و التلبیة.

مسألة 149: الأحوط وجوباً تطهیر ثوبَی الإحرام أو تبدیلهما إذا تنجّسا فی حال الإحرام أثناء العمل أو فی غیره. و لا یجب تطهیر البدن فی حال الإحرام و بعده. نعم، یستحبّ ذلک.

مسألة 150: إذا لم یطهّر المحرم ثوبی الإحرام أو بدنه فلا کفّارة علیه و لا یبطل إحرامه.

مسألة 151: الأحوط أن

لا یکون ثوب الإحرام من الجلود، و لکن یجوز إذا صدق علیه الثوب.

مسألة 152: لا یشترط أن یکون ثوب الإحرام منسوجاً فیصحّ إذا کان مثل اللبد مع صدق الثوب علیه.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 68

مسألة 153: الأفضل للمحرم إذا بدّل ثوب إحرامه أن یلبس عند الطواف اللباس الذی أحرم فیه.

مسألة 154: لو اضطرّ المحرم إلی لبس القباء أو القمیص لبرد و نحوه جاز لبسهما، لکن یجب أن یقلب القباء ذیلًا و صدراً و یضعه علی کتفه و لا یخرج یده من کُمّه، و الأحوط الأولی أن یقلبه بطناً و ظهراً أیضاً، و یجب أیضاً أن لا یلبس القمیص و یضعه علی کتفه، و یجب أن یقلبه بطناً و ظهراً، و لو لم یرتفع الاضطرار إلّا بلبسهما جاز.

مسألة 155: لا تجب استدامة لبس ثوبی الإحرام فیجوز تبدیلهما و نزعهما من أجل تنظیفهما أو الذهاب إلی الحمّام، بل یجوز نزعهما لأجل الحاجة.

مسألة 156: یجوز للمحرم لبس أکثر من ثوبی الإحرام مع حفظ شروط لباس الإحرام فیها، فیستطیع أن یلبس بسبب البرد أو غیره رداءین أو ثلاث أو إزارین أو ثلاثة.

مسألة 157: إذا لم یلبس ثوبی الإحرام عامداً أو لبس المخیط و هو یرید الإحرام فقد عصی لکن إحرامه صحیح، و إذا کان معذوراً فلا یعدّ عاصیاً و إحرامه صحیح.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 69

مسألة 158: یجوز عقد لباس الإحرام، لکن الأحوط وجوباً عدم عقد الإزار علی عنقه، و لو عقده جهلًا أو نسیاناً یجب علی الأحوط أن یحلّه فوراً، لکنّه لا یضرّ فی إحرامه و لیس علیه شی ء، و یجوز وضع الحصیٰ فی ثوب الإحرام و عقده بالخیط.

مسألة 159: لا یشترط فی الإحرام الطهارة من الحدث الأصغر

و الأکبر، فیجوز الإحرام حال الجنابة و الحیض و النفاس، بل یستحبّ أیضاً للحائض و النفساء غسل الإحرام.

مسألة 160: إذا لبس المحرم بعد الإحرام قمیصاً وجب علیه أن یشقّه و یخرجه من تحت، لکن لو أحرم فی القمیص فلا یجب شقّه، و یمکنه أن ینزعه من الأسفل و لبس ثوبی الإحرام، و إحرامه صحیح فی الحالتین.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 70

الحجّ، فأسالک أن تعزم لی علیه علی کتابک و سُنّة نبیّک صلواتک علیه و آله، و تقوّینی علی ما ضعفت عنه و تسلم منّی مناسکی فی یُسرٍ منک و عافیة، و اجعلنی من وفدک الذین رضیت و ارتضیت و سمّیت و کتبت، اللّهمّ إنّی خرجت من شقّةٍ بعیدة، و أنفقت مالی ابتغاء مرضاتک، اللّهمّ فتمِّم لی حجّی و عمرتی، اللّهمّ إنّی ارید التمتّع بالعمرة إلی الحجّ علی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 72

کتابک و سنَّة نبیِّک صلواتُکَ علیه و آله، فإن عرض لی عارضٌ یحبسنی فحلّنی حیث حبستنی لقدرک الذی قدّرت عَلیّ، اللّهمّ إن لم تکن حجّة فعمرة، أحرم لک شعری و بشری و لحمی و دمی و عظامی و مخّی و عصبی من النساء و الثیاب و الطّیب، أبتغی بذلک وجهک و الدار الآخرة. 6- أن یقول عند لبس ثوبَی الإحرام: الحمد للّٰه الذی رزقنی ما اواری به عورتی و اؤدّی فیه فرضی، و أعبد فیه ربّی، و أنتهی فیه إلی ما أمرنی، الحمد للّٰه الذی قصدته فبلغنی و أردته فأعاننی و قبلنی و لم یقطع بی، و وجهه أردت فسلّمنی، فهو حصنی و کهفی و حرزی و ظهری و ملاذی و رجائی و منجای و ذخری و عدّتی فی شدّتی و رخائی. 7- أن یکرّر التلبیة فی حال الإحرام خاصّة فی الموارد التالیة:

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 73

أ- عند القیام من النوم. ب- بعد الصلاة الواجبة و المستحبّة. ج- عند ملاقاة راکب. د- عند الصعود علی تلّ أو الهبوط منه. و- عند الرکوب أو النزول. ز- عند السحر. و الحائض و النفساء و کذلک الجنب یؤدّون التلبیة أیضاً. و یستمرّ المتمتِّع فی التلبیة

فی العمرة حتّی یشاهد بیوت مکّة، و أمّا تلبیة الحجّ فتستمرّ حتّی ظهر یوم عرفة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 74

وجوباً ترک قتل النحل إذا لم یقصد الإیذاء.

مسألة 170: یحرم الإمساک بالصید، بل یجب إطلاقه و إن کان مالکاً له کمن کان قد جلبه معه.

مسألة 171: الصید الحرام یحرم فراخه و بیضه أیضاً.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 77

و هاهنا فی الصید أحکام أخریٰ لم نتعرّض إلیها لعدم الحاجة.

الثانی: النساء: وطأً و تقبیلًا و لمساً و نظراً بشهوة لزوجته، بل کلّ لذّة و تمتّع من النساء.

مسألة 172: لو جامع فی إحرام عمرة التمتّع قبلًا أو دبراً بالانثی عن علم و عمد فالظاهر عدم بطلان عمرته، لکن علیه الکفّارة علی الأحوط، و الأحوط إتمام العمل و إعادته لو کان الجماع قد وقع قبل السعی.

مسألة 173: إذا ارتکب الجماع عالماً و عامداً بعد السعی فعمرته صحیحة و تجب علیه الکفّارة فقط.

و کفّارته بدنة أو بقرة أو شاة، و الأحوط الأولی اختیار البدنة، و لا فرق بین الغنی و الفقیر.

مسألة 174: إذا ارتکب هذا العمل فی إحرام الحجّ عالماً عامداً علیه الکفّارة و الحج من قابل عقوبة، و الکفّارة بدنة، و إن لم تکن فبقرة.

مسألة 175: إذا وقع هذا العمل بعد الوقوف فی عرفات و المشعر فله صورتان: أحدهما وقوعه بعد إتمام الشوط

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 78

الثالث من طواف النساء، فحینئذ حجّه صحیح و لا کفّارة علیه علی الأصح. و الصورة الاخریٰ هی أن یرتکب العمل قبل إتمام الشوط الثالث من طواف النساء، ففی هذه الحالة یکون حجّه صحیحاً و علیه أداء الکفّارة فقط.

مسألة 176: إذا قبّل امرأة بشهوة، فإن خرج منه المنی فکفّارته بدنة، و إن لم یخرج فکفّارته شاة، و إذا قبّلها بغیر شهوة فلا کفّارة علیه.

مسألة 177: إذا نظر متعمِّداً إلی غیر زوجته فأمنیٰ

فکفّارته بدنة إذا کان غنیّاً، و إذا کان متوسّط الحال فبقرة، و إن کان فقیراً فکفّارته شاة.

مسألة 178: إذا نظر المحرم إلی زوجته بشهوة فامنیٰ فکفّارته بدنة علی الأقوی. و إذا لم یکن نظره بشهوة فلا کفّارة علیه.

مسألة 179: إذا لمس زوجته بشهوة فأمنی فکفّارته بدنه علی الأحوط وجوباً، و إذا لم یخرج منه المنیّ فکفّارته شاة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 79

مسألة 180: لو جامع امرأته المحرمة بالإکراه فلا شی ء علیها و علیه کفارتان، و إن طاوعته فعلیها کفّارة و علیه کفّارة. و قد مرّ بیان مقدار الکفّارة الواجبة علی کلّ منهما.

مسألة 181: کلّما ارتکب أمراً یوجب الکفّارة و کان سبب ارتکابه هو الجهل بالمسألة أو الغفلة أو النسیان فعمرته و حجّه صحیحان و لا کفّارة علیه.

الثالث: إیقاع العقد لنفسه أو لغیره، سواء کان غیره محرماً أم محلّاً.

مسألة 182: لا یجوز للمحرم الشهادة للعقد و لو کان العقد لغیر المحرم.

مسألة 183: الأحوط عدم إقامة الشهادة علی العقد و لو کان قد شهد العقد فی غیر حال الإحرام، و إن کان جوازها لا یخلو من قوّة.

مسألة 184: لا تجوز الخطبة فی حال الإحرام علی الأحوط.

مسألة 185: یجوز للمحرم الرجوع إلی الزوجة المطلّقة بالطلاق الرجعی.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 80

مسألة 186: إذا عقد لنفسه امرأة فی حال الإحرام و هو عالم بالحکم فقد حرمت علیه حرمة أبدیّة.

مسألة 187: لو عقدها جاهلًا بالحکم فعقده باطل و لکن لا تحرم علیه دائماً إذا لم یدخل بها، و الأحوط مع الدخول أن لا یتزوّجها.

مسألة 188: الظاهر عدم الفرق فیما ذکر من الأحکام بین العقد الدائم و المنقطع.

مسألة 189: لو عقد رجل محلّ علی امرأة محرمة فالعقد باطل، و إذا کانت

المرأة عالمة بالحکم فقد حرم أحدهما علی الآخر حرمة دائمیة.

مسألة 190: لو عقد شخص امرأة لرجل محرم فدخل بها، فإذا کان الثلاثة عالمین بالحکم و الموضوع أی کون الرجل محرماً فعلی کلّ منهم کفّارة، و إذا لم یدخل بها فلیس علیهم شی ء، و لا فرق فی هذا الحکم بین کون العاقد و المرأة محلّین أم مُحرمین، و لو علم بعضهم دون بعض فعلی العالم کفّارة، و لا یجری هذا الحکم فی صورة کون الزوجة محرمة فقط.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 81

الرابع: الاستمناء بالید أو غیرها و لو بالتخیّل أو الملاعبة مع زوجته أو غیرها بأیّ نحو من الأنحاء، فإذا خرج المنی فکفّارته بدنة و إعادة الحجّ من قابل.

الخامس: استعمال الطیب و العطور بأنواعها؛ أی المسک و الزعفران و البخور و الورس، و الأحوط اجتناب باقی الأنواع حتّی الکافور.

مسألة 191: لا یجوز المسح بالعطور علی البدن و الثوب، کما لا یجوز لبس الثوب الذی فیه رائحة العطر و إن کان معطّراً من السابق.

مسألة 192: لا یجوز أکل الأطعمة التی یفوح منها الطیب کالزعفران.

مسألة 193: إذا اضطرّ المحرم إلی أکل أو لبس ما فیه الطیب فیجب إمساک أنفه کی لا یشمّ الرائحة الطیّبة.

مسألة 194: یجب علی المحرم الاجتناب عن الورود و النباتات ذات الرائحة الطیِّبة إلّا بعض الأنواع البریّة کالخزامی الذی یقال إنّه من أطیب الأزهار، و القیصوم و الشیح و الإذخر.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 82

مسألة 195: الأحوط الاجتناب عن «الدارسینی» و «الزنجبیل» و «الهیل» و أمثالها.

مسألة 196: لا یجب الاجتناب عن الفواکه الطیّبة الریح کالتفّاح أکلًا، و الأحوط ترک استشمامها أیضاً.

مسألة 197: الأقوی حرمة إمساک الأنف من الرائحة الکریهة، لکن یجوز الفرار منها بالتنحّی السریع.

مسألة

198: لا بأس ببیع العطور و شرائها، لکن یجب اجتناب استعمالها أو استشمامها لأجل الاختبار.

مسألة 199: کفّارة استعمال الطیب عن علم و عمد شاة علی الأحوط إذا استعملها استشماماً، و علی الأقوی إذا استعملها أکلًا.

مسألة 200: لا یحرم خلوق الکعبة؛ و هو الشی ء الذی تطیّب به الکعبة؛ و هو مرکّب من أنواع خاصّة من العطور و الزعفران و المحتوی علی دهن، و تمسح به الکعبة لأجل إزالة الروائح و الأوساخ التی تحصل علی أثر استلام الکعبة، و لذلک عبّرت بعض الروایات عن الخلوق بالطهور.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 83

مسألة 201: إذا کرّر استعمال الطیب فی وقت واحد فلا یبعد کفایة شاة واحدة، و الأحوط التعدّد، و إذا استعمله فی أوقات متعدّدة فالأقوی تعدّد الکفّارة، و إذا استعمل العطر فکفّر عن عمله ثمّ استعمل مرّة اخری وجبت علیه کفّارة اخریٰ.

السادس: لبس المخیط، کالقمیص و السروال و القباء و أشباهها.

مسألة 202: لا یجوز لبس ما یشبه المخیط کالثیاب المنسوجة بواسطة الماکنة أو بالید أو المصنوعة من اللبد علی شکل غطاء، کالعطف و القبّعة و غیر ذلک.

مسألة 203: لا بأس باستعمال المخیط إن لم یصدق علیه اللباس، کالتکّة و الهمیان و ما شدّ به فتقه به و النعل و نحوها.

مسألة 204: یجوز أن یربط بحزامه الهمیان الذی توضع فیه النقود و إن کان مخیطاً، و الأفضل أن لا یکون فیه عقدة.

مسألة 205: لو اضطرّ إلی لبس المخیط جاز و علیه الکفّارة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 84

مسألة 206: یجوز عقد لباس الإحرام، و لکن الأحوط عدم العقد، و الأحوط وجوباً عدم عقد الإزار علی العنق.

مسألة 207: یجوز وصل لباس الإحرام بعضه ببعض بواسطة الإبرة و إن کان الأحوط ترک

ذلک.

مسألة 208: یجوز للنساء لبس کلّما شئن من المخیط و لا کفّارة علیهنّ. نعم، لا یجوز لهنّ لبس القفّازین (القفازات) و هو شی ء یوضع فیه القطن ثمّ توضع فیه الید لحفظها من البرد.

مسألة 209: کفّارة لبس المخیط شاة.

مسألة 210: إذا لبس المحرم ثیاباً متنوّعة مخیطة کالقمیص و القباء و العباء ففی کلّ واحد شاة، و إذا جعلها متداخلة و لبسها کلّها دفعة واحدة فالأحوط وجوباً التکفیر عن کلّ واحدة منها بشاة أیضاً.

مسألة 211: إذا اضطرّ إلی لبس المتعدّد لم تسقط عنه الکفّارة.

مسألة 212: إذا لبس مخیطاً ثمّ کفّر و لبس مخیطاً آخر

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 85

مرّة اخری أو نزع ذلک اللباس و لبسه مرّة ثانیة فتجب علیه الکفّارة فی کلّ مرّة.

مسألة 213: إذا لبس المتعدّد من نوع واحد کالقمیص أو القباء فالأحوط وجوباً الکفّارة فی کلّ منها، سواء کان اللبس قد حصل فی مجلس واحد أو مجالس متعدِّدة.

السابع: الاکتحال بالسواد الذی فیه زینة و إن لم یقصدها، و الأحوط وجوباً اجتناب مطلق الکحل الذی فیه زینة، و لو کان فیه رائحة طیبة فهو حرام علی الأقوی.

مسألة 214: لا تختصّ حرمة الاکتحال بالمرأة، بل تشمل الرجل أیضاً.

مسألة 215: لا کفّارة فی الاکتحال، لکن لو کان فیه الطیب و استشمّه فالأقوی وجوب الکفّارة، و إذا لم یستشمّها فالأحوط الأولی التکفیر.

مسألة 216: لو اضطرّ إلی الاکتحال جاز.

الثامن: النظر فی المرآة، و لا فرق فیه بین الرجل و المرأة.

مسألة 217: یجوز النظر إلی الأجسام الصقیلة التی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 86

تعکس الصور و الماء الصافی ممّا یُریٰ فیه الأشیاء.

مسألة 218: تجوز المنظرة إذا لم تکن زینة و لم یقصد بها الزینة، لکن إذا اعتبرت زینة و

قصد بها الزینة فلا تجوز.

مسألة 219: لیس فی النظر إلی المرآة کفّارة لکن یستحبّ بعد النظر أن یلبّی.

مسألة 220: یجوز السکن فی غرفة فیها مرآة و إن کان یعلم بأنّه یقع نظره علیها عن طریق السهو أحیاناً، لکن الأحوط رفعها أو تغطیتها بشی ء.

مسألة 221: الأحوط عدم النظر فی المرآة حتّی لغیر الزینة.

التاسع: لبس ما یستر جمیع ظهر القدم کالخفّ و الجورب و الحذاء.

مسألة 222: هذا الحکم مختصّ بالرجال و لا یشمل النساء.

مسألة 223: لو احتاج الرجل إلی لبس ما یستر ظهر القدم فالأحوط الأولیٰ شقّ ظهره.

مسألة 224: الأحوط للمحرم إذا لبس ما یغطّی ظهر

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 87

القدم التکفیر بشاة.

العاشر: الفسوق، و لا یختصّ بالکذب بل یشمل السباب و المفاخرة أیضاً، و لیس فی الفسوق کفّارة، و إنّما یجب الاستغفار منه، و یستحبّ الکفّارة بشی ء، و الأفضل ذبح بقرة.

الحادی عشر: الجدال؛ و هو قول «لا و اللّٰه» و «بلی و اللّٰه».

مسألة 225: القسم إذا کان بلفظ «اللّٰه» أو مرادفه؛ مثل «خدا» فی اللغة الفارسیّة فهو لیس جدال، و کذلک القسم بغیر اللّٰه أیّاً کان فلیس ملحقاً بالجدال.

مسألة 226: الأحوط وجوباً إلحاق سائر أسماء اللّٰه بلفظ الجلالة تعالی، فإذا أقسم بالرحمٰن و الرّحیم و خالق السماوات و الأرضین، فالأحوط وجوباً اعتبار ذلک جدالًا إذا کان مشتملًا علی کلمة «لا» أو «بلی».

مسألة 227: یجوز القسم باسم الجلالة و غیره فی مقام الضرورة لإثبات حقّ أو إبطال باطل.

مسألة 228: لو کان فی الجدال صادقاً فلیس علیه

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 88

کفّارة إذا کرّر الجدال مرّتین و علیه الاستغفار، لکن فی المرّة الثالثة علیه کفّارة و هی شاة.

مسألة 229: إذا کان فی جداله کاذباً فیجب التکفیر

بشاة للمرّة الاولی، و الأحوط وجوباً التکفیر ببقرة للمرّة الثانیة و بدنة للمرّة الثالثة، و الاحتیاط الکامل یتحقّق بالجمع بین الشاة و البقرة فی المرّة الثانیة، و البقرة و البدنة فی المرّة الثالثة.

مسألة 230: لو جادل کاذباً فی المرّة الاولی فکفّر بشاة ثمّ جادل کاذباً مرّة ثانیة فلا یبعد أن تکون کفّارته شاة لا بقرة.

مسألة 231: لو کفّر بعد الجدال الکاذب للمرّة الثانیة ببقرة ثمّ جادل کاذباً مرّه اخری فالظاهر أنّ کفّارته شاة.

و إذا جادل بعد ذبح البقرة کاذباً مرّتین فالظاهر أنّ کفّارة ذلک بقرة.

مسألة 232: لو جادل صادقاً زائداً علی ثلاث مرّات فکفّارته شاة، و لو کفّر بعد الثلاث ثمّ جادل ثلاث فما فوقها صادقاً وجب علیه التکفیر بذبح شاة اخری.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 89

الثانی عشر: قتل هوامّ الجسد و الحیوانات الاخریٰ کالقمل و البرغوث.

مسألة 233: لا یجوز إلقاء القمل و البرغوث عن البدن.

مسألة 234: لا یجوز نقلها من مکانها إلی مکان تسقط منه، و الأحوط عدم نقلها إلی محلّ تکون فیه معرضة للسقوط.

مسألة 235: الأحوط الأولی أن لا ینقلها إلی مکان یکون الأوّل أحفظ منه.

مسألة 236: الأحوط فی قتلها أو نقلها التصدّق بکفّ من طعام.

الثالث عشر: لبس الخاتم للزینة، و أمّا لأجل الاستحباب فلا إشکال فیه.

مسألة 237: لو لبس الخاتم لا للزینة و لا للاستحباب بل لأجل الخاصیّة فلا إشکال فی ذلک.

مسألة 238: الأحوط وجوباً علی المحرم أن یترک استعمال الحنّاء للزینة، بل الأحوط الأولی ترکه إذا عدّ زینة و إن لم یقصدها.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 90

مسألة 239: یجوز استعمال الحنّاء قبل الإحرام، سواء قصد الزینة أم لا، و سواء کان أثرها سیبقی إلی زمان الإحرام أم لا، لکن الاحتیاط حسن.

مسألة

240: لا کفّارة فی لبس الخاتم و استعمال الحنّاء.

الرابع عشر: لبس المرأة الحلیّ للزینة.

مسألة 241: الأحوط وجوباً ترک لبس الحلیّ إذا کان زینة، و الأحوط الأولی ترکه إذا لم تقصدها.

مسألة 242: لا یجب علیها نزع الحلیّ مع عدم قصد الزینة التی اعتادت علی لبسها قبل الإحرام.

مسألة 243: یحرم علیها إظهار الحلیّ التی اعتادت علی لبسها حتّی لزوجها.

مسألة 244: لیس فی لبس الحلیّ کفّارة و إن فعلت حراماً.

الخامس عشر: تدهین البدن.

مسألة 245: الأقوی حرمة التدهین و إن لم یکن فیه طیب.

مسألة 246: لا یجوز التدهین بالمطیّب قبل الإحرام إذا

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 91

کان أثره یبقی إلی زمان الإحرام.

مسألة 247: لو اضطرّ أو احتاج إلی التدهین جاز.

مسألة 248: یجوز أکل الدهن إذا لم یکن فیه طیب کالزعفران.

مسألة 249: إذا لم یکن الدهن مطیّباً فلیس فی التدهین به کفّارة.

مسألة 250: کفّارة أکل الدهن المطیّب شاة و إن کان مضطرّاً إلیه. و الأحوط التکفیر فی الاستعمال بغیر الأکل أیضاً.

السادس عشر: إزالة الشعر عن بدنه أو بدن غیره.

مسألة 251: لا فرق فی الحرمة بین إزالة الشعر الکثیر و القلیل، بل یحرم إزالته حتی شعرة واحدة.

مسألة 252: لو اضطر إلی إزالة الشعر جاز، کما إذا کان لدفع القمل و إیذائه و إزالة الشعر الذی یؤذی العین.

مسألة 253: لٰا بأس بسقوط الشعر حال الوضوء و الغسل بلا قصد الإزالة.

مسألة 254: لا فرق فی الإزالة بین حصولها بواسطة

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 92

الحلق أو النورة أو النتف أو المقراض أو غیره.

مسألة 255: کفّارة حلق الرأس إذا کانت للضرورة اثنا عشر مدّاً من الطعام لستّة مساکین لکلّ منهم مدّان، أو صیام ثلاثة أیّام، أو ذبح شاة، و المدّ ثلاثة أرباع الکیلو

غرام.

مسألة 256: إذا حلق الرأس لا لضرورة فکفّارته شاة علی الأحوط وجوباً، بل لا یبعد ذلک.

مسألة 257: کفّارة إزالة شعر الإبطین شاة، و الأحوط فی إزالة الشعر عن أحدهما إطعام ثلاثة مساکین.

مسألة 258: لو أزال شعر رأسه بغیر الحلق فالأحوط وجوباً دفع کفّارة الحلق.

مسألة 259: لو مسح علی شعر رأسه أو لحیته فی غیر حال الوضوء فسقطت منه شعرة واحدة أو أکثر فالأحوط التصدّق بکفّ من طعام.

السابع عشر: تغطیة الرجل رأسه بکلّ ما یغطّیه.

مسألة 260: الأحوط وجوباً عدم تغطیة الرأس حتّی بالشی ء الذی لا یغطّیه، کالورد و الحناء و الدواء و الحلفاء.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 93

مسألة 261: الأحوط وجوباً أن لا یضع علی رأسه شیئاً.

مسألة 262: الأحوط أن لا یغطّی رأسه ببعض أعضاء بدنه کوضع الیدین علی الرأس.

مسألة 263: لا یجوز الارتماس فی الماء و لا غیره من المائعات، کماء الورد و الخلّ.

مسألة 264: فی حکم الرأس بعضه، فلا یجوز تغطیة بعض الرأس، و الأحوط وجوباً عدم حمل شی ء علی بعض الرأس.

مسألة 265: الاذن فی حکم الرأس، إلّا أنّ الظاهر جواز تغطیة بعضه.

مسألة 266: یجوز تغطیه الوجه للرجال و لا یعدّ من الرأس، فلا بأس بتغطیة الوجه حال النوم.

مسألة 267: استثنی من حکم الحرمة المذکور عصام قربة الماء فلا بأس به.

مسألة 268: لا بأس بعصابة الرأس للصداع.

مسألة 269: لا بأس بوضع الرأس علی المخدّة

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 94

حال النوم.

مسألة 270: لو وضع قماشاً علی قوس بنحو یکون فوق الرأس، و جعل رأسه تحته للوقایة من البعوض جاز له ذلک، کما لا بأس أیضاً بالدخول فی الناموسیة (الکلّة).

مسألة 271: لا بأس علی المحرم فی الکون تحت رشاش الحمّام، لکن لا یجوز الکون تحت

الشلّال الذی یستوعب الرأس.

مسألة 272: لو غسل رأسه فلا یجوز له تجفیفه بمنشفة أو مندیل، و بعض الرأس فی حکم کلّه.

مسألة 273: لا یجوز للرجل تغطیة رأسه حال النوم، و لو غطّاه سهواً فیجب علیه کشفه لدی الالتفات فوراً، و کذلک عند النسیان، و یستحبّ التلبیة بل هی الأحوط.

مسألة 274: کفّارة تغطیة الرأس بأیّ نحو شاة.

و الأحوط الأولی التکفیر بها لتغطیة بعض الرأس.

مسألة 275: الأحوط الأولی تکرار الکفّارة عند تکرار تغطیة الرأس؛ أی أن یذبح شاة فی کلّ مرّة.

مسألة 276: إذا غطّی رأسه فکفّر بذبح شاة ثمّ غطّی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 95

رأسه مرّة اخریٰ فالاحتیاط بکفّارة اخری مطلوب جدّاً.

مسألة 277: تجب الکفّارة إذا کانت تغطیة الرأس عن علم و عمد، و أمّا إذا کان عن جهل بالمسألة أو غفلة أو نسیان أو سهو فلا کفّارة علیه.

الثامن عشر: تغطیه المرأة وجهها بنقاب أو حجاب أو برقع.

مسألة 278: یحرم علی الأحوط وجوباً تغطیة وجهها بالأشیاء غیر المتعارفة کالورد و العشب، و لا یجوز تغطیة الوجه بالمروحة الیدویّة.

مسألة 279: بعض الوجه فی حکم تمامه، و لا یجوز تغطیة القسم الأسفل من الوجه- أی من الأنف إلی الذقن- علی الأقوی، و الأحوط وجوباً عدم تغطیة القسم الأعلی من الوجه.

مسألة 280: لا بأس بوضع یدیها علی وجهها.

مسألة 281: لا بأس بوضع وجهها علی المخدّة لأجل النوم.

مسألة 282: یجب ستر الرأس للصلاة و ستر مقدار من

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 96

أطراف مقدّمه، لکن إذا فرغت من الصلاة یجب رفع الحجاب عن الوجه فوراً.

مسألة 283: یجوز إسدال الثوب و العباءة و إرسالها من رأسها إلی وجهها إلی ما یُحاذی أنفها بل إلی ذقنها، بل إذا احتاجت إلی نحرها و

ذلک لأجل الستر عن الأجنبی، و لا شی ء علیها.

مسألة 284: الأفضل لها حین تسدل الحجاب من رأسها علی وجهها أن ترفعه بالید أو بشی ء آخر بحیث لا یلتصق بوجهها، بل هذا العمل هو الأحوط.

مسألة 285: الأحوط الأولی التکفیر عند ما لا تفصل الحجاب عن وجهها.

مسألة 286: لا کفّارة فی تغطیة الوجه بأیّ نحوٍ کان و إن کانت أحوط.

التاسع عشر: التظلیل فوق الرأس للرجال فی حال السیر و طیّ المنازل.

مسألة 287: التظلیل لا یجوز علی الرجال، و أمّا النساء و الأطفال فیجوز و لا کفّارة فیه.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 97

مسألة 288: حرمة التظلیل تختصّ بحال السیر و طیّ المنازل، و أمّا فی المنزل کأن یکون فی منی أو غیرها فلا بأس به، و یجوز استعمال المظلّة و شبهها و لو فی حال المشی، فیجوز المشی مع المظلّة من الخیمة إلی محلّ الذبح أو إلی محلّ رمی الجمرات و إن کان الاحتیاط الأولی فی الترک حال المشی.

مسألة 289: لا فرق فی حرمة التظلیل أثناء السیر بین کونه فی المحمل المغطّی فوقه، أو فی السیارة المغطّاة، أو الطائرة، أو تحت سقف السفینة.

مسألة 290: یجوز الحرکة علی جنب المحمل و الاستظلال به للماشی.

مسألة 291: المسافر بالطائرة إذا نذر الإحرام من طهران أو مکان آخر فنذره صحیح، و یجب الإحرام إذا سافر أثناء اللیل، و إلّا فصحّة نذره مشکل.

مسألة 292: الجلوس تحت السقف حال السیر فی اللیل خلاف الاحتیاط، و إن کان یبعد جوازه، و علی هذا لا یبعد جواز السیر محرماً مع الطائرة السائرة فی اللیل.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 98

مسألة 293: لا فرق فی حرمة التظلیل بین الراکب و الماشی.

مسألة 294: المحرم إذا رکب السفینة فلا یجوز

له الکون تحت السقف. لکن الظاهر جواز الجلوس عند جدار السفینة و الاستظلال به.

مسألة 295: إذا اضطرّ إلی التظلیل حال السیر لبرد أو حرّ أو مطر لأجل عذر جاز و علیه الکفّارة.

مسألة 296: کفّارة التظلیل حال السیر شاة مختاراً کان أم عن عذر علی الأقویٰ.

مسألة 297: کفّارة التظلیل فی إحرام العمرة شاة، و فی إحرام الحجّ أیضاً شاة علی الأقویٰ و إن تکرّر منه التظلیل فیهما.

العشرون: إخراج الدم من البدن.

مسألة 298: یحوز إخراج الدم من الغیر بمثل الحجامة أو قلع السنّ.

مسألة 299: لا یجوز إخراج الدم بحک البدن، و لا باستعمال المسواک و فرشاة الأسنان.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 99

مسألة 300: یجوز إخراج الدم عند الحاجة و الضرورة بالحجامة و غیرها. و کذلک یجوز إخراج دم الدمل عند الحاجة.

مسألة 301: لا کفّارة فی الإدماء و لو لغیر ضرورة.

الحادی و العشرون: قلم الأظافر

مسألة 302: لا یجوز تقلیم بعض الظفر إلّا إذا کان مسبّباً للأذیٰ، کما إذا کان بعضه ساقطاً و القسم الباقی یؤلمه.

مسألة 303: لا فرق فی هذه الحرمة بین أظفار الید أو الرجل.

مسألة 304: لا فرق بین آلات تقلیم الأظفار مقراضة کانت أم سکِّیناً أم مقصّاً، و الأقوی عدم قصّ الظفر بأیّ نحو حتّی بالمبرد أو الضرس.

مسألة 305: الأحوط عدم قصّ ظفر الإصبع الزائدة أو الید الزائدة.

مسألة 306: کفّارة کلّ ظفر من الید أو الرجل مدّ مِن الطعام ما لم یبلغ فی کلّ منهما العشرة.

مسألة 307: إذا قصّ جمیع أظفار الیدین و الرجلین فی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 100

مجلس واحد فکفّارة ذلک شاة.

مسألة 308: إذا قص جمیع أظفار الیدین فی مجلس واحد أو عدّة مجالس، و فی محلّ آخر أو محلّات عدیدة قصّ

أظفار الرجلین فکفّارة ذلک شاتان.

مسألة 309: لو قص جمیع أظفار الیدین و قصّ أقل من عشرة أظفار من الرجلین فکفّارة ذلک شاة، کذلک لو قصّ جمیع أظفار الرجلین و قصّ أقلّ من عشرة أظفار الیدین، و لا کفّارة للبعض فی هذه الصورة.

مسألة 310: لو قصّ خمسة أظفار من الید و خمسة من الرجل فعلیه مدّ طعام لکلّ ظفر. کذلک إذا قصّ أقلّ من عشرة أظفار من کلّ الید و الرجل فالکفّارة مدّ لکلّ واحد منهما.

مسألة 311: لو کان لدیه أکثر من عشرة أظفار فقصّ جمیعها فکفّارته شاة، لکن الأحوط الأولی أن یکفّر بمدّ من طعام لکلّ ظفر زائد.

مسألة 312: من کان لدیه أکثر من عشرة أظفار فقصّ منها العشرة الأصلیة فالأحوط وجوباً التکفیر بشاة. و إذا

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 101

قصّ بعض الأظفار الأصلیة و بعض الأظفار الزائدة فیجب أن یدفع مدّا من الطعام لکلّ ظفر أصلی، و الأحوط الأولی التکفیر عن الأظفار الزائدة أیضاً.

مسألة 313: إذا قصّ جمیع أظفار الید و دفع الکفّارة ثمّ قصّ أظفار الرجلین فی نفس المجلس وجب علیه التکفیر بشاة اخریٰ.

مسألة 314: من کان لدیه أقلّ من عشرة أظفار و قصّها بأجمعها وجب التکفیر بشاة علی الأقویٰ.

مسألة 315: لو احتاج إلی قصّ الأظفار فالأحوط الأولی التکفیر بنفس النحو المذکور، و یکفی فی هذه الحالة التکفیر بقبضة من طعام لکلّ ظفر.

الثانی و العشرون: قطع السنّ، و هو محرّم مطلقاً و لو لم یدم علی الأحوط، و کفّارته شاة علی الأحوط.

الثالث و العشرون: قلع الشجر و الحشیش النابتین فی الحرم و قطعهما.

مسألة 316: کلّ ما نبت فی دار المحرم بعد أن صارت داره و غرسه و أنبته بیده جاز له قلعه

أو قطعه.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 102

مسألة 317: إذا نبت فی داره بعد ما صارت داره لکن لم یغرسه بیده فالأحوط عدم قطعه و إن کان الأقوی جواز ذلک.

مسألة 318: لو اشتری داراً فیها شجر و حشیش یجوز له قطعهما.

مسألة 319: یستثنی من الحکم المذکور أشجار الفواکه و النخیل فیجوز قطعهما، و کذلک نبات الإذخر و هو نبات معروف.

مسألة 320: لو قطع الشجرة التی لا یجوز قطعها أو قلعها فکفّارته بقرة للشجرة الکبیرة و شاة للشجرة الصغیرة علی الأحوط.

مسألة 321: إذا قطع بعض الشجرة فالأقویٰ لزوم الکفّارة بقیمته.

مسألة 322: لیس فی قطع الحشیش کفّارة إلّا الاستغفار.

مسألة 323: یجوز له ترک ناقته لتعتلف، و یجوز له أن یقطع لها العلف.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 103

مسألة 324: حرمة القطع لیست مختصّة بالمحرم، بل تشمل المحلّ أیضاً.

مسألة 325: لو مشیٰ علی النحو المتعارف فقطع العشب بسبب مشیه فلا بأس بذلک.

الرابع و العشرون: لبس و حمل السلاح، کالسیف و الرمح و البندقیّة و جمیع آلات الحرب إلّا لضرورة، و الأحوط وجوباً أن لا یجعل السلاح إلی جنبه.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 104

105

مسألة 330: لا تظلیل فی اللیل، فیجوز للمحرم السیر فی سیّارة مغطّاة إلی مکّة لیلًا، لکن لا یجوز ذلک فی الجوّ الغائم فی النهار إلّا إذا کان الجوّ قد صار مظلماً بسبب الغیم إلی درجة عدم صدق الاستظلال.

مسألة 331: یجوز الإحرام بالنذر من الأمکنة البعیدة کطهران إذا سافر فی اللیل.

مسألة 332: یجوز تزریق الإبرة حال الإحرام، لکن إذا أدّی إلی خروج الدم فلا یجوز إلّا لأجل الضرورة.

مسألة 333: لا فرق فی حرمة التظلیل عند طیّ المنازل بین الظلّ المتحرِّک کالمظلّة و السیّارة المسقفة و الظلّ الثابت کالجسر و غیره، و لا فرق بین الإجبار و الاختیار، لکنّ العبور تحت الجسور الواقعة فی الطریق لا یصدق علیه التظلیل.

مسألة 334: بعد وصول المحرم إلی المنزل یجوز له الرکوب فی السیّارات المسقّفة أو المرور تحت الظلّ، حتّی و إن کان منزله فی الأحیاء الجدیدة لمکّة البعیدة عن المسجد الحرام.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 106

لِذِنُوبی، وَ التَّوْبَةَ عَلَیَّ مِنْهٰا بِمَنِّکَ، اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ حَرِّمْ بَدَنی عَلَی النّارِ، وَ آمِنّی مِنْ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 107

عَذٰابِکَ وَ عِقٰابِکَ بِرَحْمَتِکَ یٰا ارْحَمَ الرّاحِمیٖنَ. 4- أن یأخذ شیئاً من نبات الإذخر و یمضغه.

الْمُرْسَلینَ، وَ الْحَمْدُ للّٰه رَبِّ الْعٰالَمینَ، اللّٰهُمَّ افْتَحْ لی ابْوٰابَ رَحْمَتِکَ، وَ اسْتَعْمِلْنی فی طٰاعَتِکَ وَ مَرْضٰاتِکَ، وَ احْفَظْنی بِحِفْظِ الْإیمٰانِ ابَداً مٰا ابْقَیْتَنی، جَلَّ ثَنٰاءُ وَجْهِکَ، الْحَمْدُ للّٰه الَّذی جَعَلَنی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 110

مِنْ وَفْدِهِ وَ زَوّٰارِهِ، وَ جَعَلَنی مِمَّنْ یَعْمُرُ مَسٰاجِدَهُ، وَ جَعَلَنی مِمَّنْ یُنٰاجیٖهِ، اللّٰهُمَّ انّی عَبْدُکَ وَ زٰائِرُکَ فی بَیْتِکَ وَ عَلیٰ کُلِّ مَأتِیٍّ حَقٌّ لِمَنْ اتٰاهُ وَ زٰارَهُ، وَ انْتَ خَیْرُ مَأتِیٍّ وَ اکْرَمُ مَزُورٍ، فأٰسْأَلُکَ یٰا اللّٰه یٰا رَحْمٰانُ، وَ بِانَّکَ انْتَ اللّٰه لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ، وَحْدَکَ لٰا شَریکَ لَکَ، بِانَّکَ وٰاحِدٌ احَدٌ صَمَدٌ، لَمْ تَلِدْ وَ لَمْ تُوْلَدْ وَ لَمْ یَکُنْ لَکَ کُفُواً احَد، وَ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُکَ وَ رَسُولُکَ صَلَّی اللّٰه عَلَیْهِ وَ عَلیٰ اهْلِ بَیْتِهِ، یٰا جَوٰادُ یٰا کَریٖمُ، یٰا مٰاجِدُ یٰا جَبّارُ یٰا کَریٖمُ، اسْأَلُکَ انْ تَجْعَلَ تُحْفَتَکَ ایّٰایَ بِزِیٰارَتی ایّٰاکَ اوَّلَ شَیْ ءٍ تُعْطیٖنی فَکٰاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ. ثمّ یقول ثلاثاً: اللهمّ فکَّ رقبتی من النّار. ثمّ یقول: و أوسع عَلیَّ من رِزقِکَ الحلالِ الطَیِّب، وَ ادرَأ عَنِّی شَرَّ شَیاطِین الإنس و الجِنّ و شرّ فسقة العرب و العجم. ثمّ یدخل المسجد الحرام و یتوجّه إلی الکعبة و یرفع

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 111

یدیه و یقول: اللّٰهُمَّ انّی اسْأَلُکَ فی مَقٰامی هٰذا فی اوَّلِ مَنَاسِکی انْ تَقْبَلَ تَوْبَتی، وَ انْ تَتَجَاوَزَ عَنْ خَطیٖئَتی، وَ تَضَعَ عَنّی وِزْری، الْحَمْدُ لله الَّذی بَلَّغَنی بیْتَهُ الْحَرٰامَ، اللّٰهُمَّ انّی اشْهَدُ انَّ هٰذٰا بَیْتُکَ الْحَرٰامُ الَّذی جَعَلْتَهُ مَثٰابَةً لِلنّٰاسِ وَ أَمْناً مُبَارَکاً وَ هُدَیً لِلْعٰالَمیٖنَ، اللّٰهُمَّ انّی عَبْدُکَ وَ الْبَلَدَ بَلَدُکَ، وَ الْبَیْتَ بَیْتُکَ، جِئْتُ اطْلُبُ رَحْمَتَکَ، وَ اؤُمُّ طٰاعَتَکَ، مُطیعاً لِامْرِکَ، رٰاضِیاً بِقَدَرِکَ، اسْأَلُکَ مَسْأَلَةِ

الْفَقیٖرِ الَیْکَ، الْخٰائِفِ لِعُقُوبَتِکَ، اللّٰهُمَّ افْتَح لی ابْوٰابَ رَحْمَتِکَ، وَ اسْتَعْمِلْنی بِطٰاعَتکَ وَ مَرْضٰاتِکَ. ثمّ یخاطب الکعبة و یقول: الحمد للّٰه الذی عظَّمکِ و شَرَّفکِ و کرّمکِ و جعلکِ مثابةً للناس و أمناً مبارکاً و هدًی للعالمین. و یستحبّ إذا صار محاذیاً للحجر الأسود أن یقول: أشهد أن لا إله إلّا اللّٰه، و إذا التفت إلی الحجر

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 112

الأسود یستحبّ أن یقول: الْحَمْدُ لله الَّذی هَدٰانٰا لِهٰذا وَ مٰا کُنّٰا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لٰا انْ هَدٰانَا اللّٰه، سُبْحٰانَ اللّٰه وَ الْحَمْدُ للّٰه وَ لٰا الٰهَ الَّا اللّٰه وَ اللّٰه اکْبَرُ، اکْبَرُ مِنْ خَلْقِهِ، وَ اکْبَرُ مِمّن أَخْشی وَ احْذَرُ، وَ لٰا الٰهَ الَّا اللّٰه وَحْدَهُ لٰا شَریکَ لَهُ، لَهُ الْمُلْکَ وَ لَهُ الْحَمْدُ، یُحْیی وَ یُمیٖتُ وَ یُمیٖتُ وَ یُحْیی، بِیَدهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدیر، اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ بٰارِکْ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ بٰارِکْ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ کَافْضَلِ مٰا صَلَّیْتَ وَ بٰارَکْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلی ابْرٰاهیٖمَ وَ آلِ ابْرٰاهیٖمَ انَّکَ حَمیٖدٌ مَجیٖدٌ، وَ سَلٰامٌ عَلی جَمیٖعِ النّبیینَ وَ الْمُرْسَلیٖنَ وَ الْحَمْدُ للّٰه رَبِّ الْعٰالَمینَ، اللّٰهُمَّ انّی اومِنُ بِوَعْدِکَ وَ اصَدِّقُ رُسُلَکَ وَ أَتَّبِعُ کِتٰابَکَ. و جاء فی روایة معتبرة: إذا وصلت إلی الحجر الأسود فارفع یدیک و احمد اللّٰه و صلِّ علی النّبی و اطلب من اللّٰه أن یقبل حجّک، ثمّ قبِّل الحجر و استلمه و إذا لم یمکن التقبیل

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 113

فاستلمه، و إذا لم یمکن ذلک فأشِر إلیه و قُل: اللّٰهُمَّ امٰانَتی ادَّیْتُهٰا، وَ میٖثٰاقی تَعَاهَدتُهُ لِتَشْهَدَ لی بِالْمُوٰافٰاةِ، اللّٰهُمَّ تَصْدیٖقاً بِکِتٰابِکَ، وَ عَلیٰ سُنَّةِ نَبِیِّکَ،

صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، اشْهَدُ انْ لٰا الٰهَ الَّا اللّٰه وَحْدَهُ لٰا شَریکَ لَهُ، وَ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، آمَنْتُ بِاللّٰه، وَ کَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَ الطّٰاغُوتِ وَ بِالّلٰاتِ وَ العُزّیٰ وَ عِبٰادَةِ الشَّیْطٰانِ، وَ عِبٰادَةِ کُلِّ نِدٍّ یُدْعیٰ مِنْ دُونِ اللّٰه. و إذا لم تستطع أن تقرأه کلّه فاقرأ بعضه و قُل: اللّٰهُمَّ الَیْکَ بَسَطْتُ یَدی، وَ فیٰ ما عِنْدَکَ عَظُمَتْ رَغْبَتی، فَاقْبَلْ سُبْحَتی وَ اغْفِرْ لی وَ ارْحَمْنیٖ، اللّٰهُمَّ انّی أَعُوذُ بِکَ مِنَ الْکُفْرِ وَ الْفَقْرِ وَ مَوٰاقِفِ الْخِزْی فِی الدُّنْیٰا وَ الْاٰخِرَةِ.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 114

لو قدّم صلاة الطواف فیجب أیضاً إعادتها بعده.

مسألة 342: لو لم یقدر علی الطواف لمرض لا یستعید قدرته إلی آخر الوقت، فإن أمکن أن یحمل علی الکتف أو علی سریر فیطاف به وجب، و إذا لم یمکن وجب الاستنابة له.

مسألة 343: یجب أن تراعیٰ عند الطواف بالمریض جمیع شرائط و أحکام الطواف بقدر الإمکان.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 116

باطل.

الثانی: الطهارة من الحدث الأکبر کالجنابة و الحیض و النفاس و الحدث الأصغر؛ أی یجب أن یکون علی وضوء.

مسألة 351: الطهارة من الحدث الأکبر و الأصغر شرط فی الطواف الواجب، سواء کان طواف العمرة أم

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 118

الحج أم النساء، و حتّی فی الحج و العمرة المستحبّین الذین یجب إتمامهما بعد الإحرام.

مسألة 352: لیست الطهارة من الحدث الأکبر و الأصغر شرط فی الطواف المستحبّ، لکن الجنب و الحائض لا یجوز لهما دخول المسجد الحرام، لکن لو أدّی الطواف المستحبّ غفلة أو نسیاناً فطوافه صحیح.

مسألة 353: بعد القیام بالواجبات و إتمام الأعمال یستحبّ الطواف حول الکعبة سبع مرّات، بل الأفضل أن یطوف ما استطاع. و لا تشرط الطهارة فی هذا الطواف.

مسألة 354: لو طاف الطواف الواجب و هو محدث بالأکبر أو الأصغر فطوافه باطل، سواء کان قد فعل ذلک عن عمد أو غفلة أو نسیان أو جهل بالحکم.

مسألة 355: لو أحدث بالحدث الأصغر أثناء الطواف بغیر اختیار، فإن کان بعد إتمام الشوط الرابع وجب أن یقطع الطواف و یتوضأ و یتم بقیة الطواف من حیث قطع.

مسألة 356: إذا عرض له الحدث الأصغر قبل إتمام الشوط الرابع، فإذا کان بعد إتمام نصف الطواف فالأحوط

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 119

وجوباً إتمام الطواف و إعادته، و إن کان قبل إتمام نصف الطواف فالأقوی بطلانه.

مسألة 357: إذا عرض له أثناء الطواف الحدث الأکبر کالجنابة أو الحیض وجب علیه الخروج من المسجد الحرام فوراً، فإذا کان قبل إتمام الشوط الرابع و قبل إتمام نصف الطواف أعاده بعد الغسل، و إن کان بعد إتمام نصف الطواف و قبل إتمام الشوط الرابع فالأحوط إتمام الطواف بعد الغسل و الإعادة

أیضاً.

مسألة 358: إذا کان معذوراً عن الغسل أو الوضوء وجب علیه التیمم بدلًا عن الوضوء أو الغسل.

مسألة 359: إذا تیمّم بدلًا عن الغسل و عرض له الحدث الأصغر فلا یجب علیه التیمّم للحدث الأکبر، و إنّما یجب التیمّم للحدث الأصغر، و ما لم یعرض له حدث أکبر و لم یرتفع عذره فالتیمّم الأوّل کاف، لکن الأحوط الأولی أن یتیمّم بدلًا عن الغسل أیضاً.

مسألة 360: إذا توقّع ارتفاع العذر عن الغسل أو الوضوء فالأحوط وجوباً الانتظار إلی أن یضیق الوقت

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 120

و یحصل الیأس.

مسألة 361: إذا کان متوضِّئاً و شکّ بعروض الحدث بنی علی الوضوء، کذلک إذا کان طاهراً من الحدث الأکبر و شکّ بعروضه.

مسألة 362: إذا کان مُحدثاً بالحدث الأکبر أو الأصغر و شکّ فی إتیانه الوضوء أو الغسل أم لا، وجب علیه الوضوء عند الشک فی إتیان الوضوء و الغسل عند الشکّ فی إتیان الغسل.

مسألة 363: إذا شکّ بعد إتمام الطواف هل أنّه أتیٰ به مع الوضوء أم لا، أو شکّ هل أنّه أتیٰ به مع الغُسل أم لا، فطوافه صحیح، لکن یجب تحصیل الطهارة للأعمال التالیة.

مسألة 364: لو شکّ فی أثناء الطواف هل کان علی وضوء أم لا، فالأحوط وجوباً التوضّؤ، ثمّ إتمام الطواف و الإعادة.

مسألة 365: الأفضل فی جمیع الصور التی ذکر فیها البناء علی الطهارة أو صحّة الطواف تجدید الوضوء

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 121

و الإتیان بالغسل رجاءً؛ لأنّ من المحتمل أن ینکشف له فیما بعد عدم کونه علی وضوء أو غسل.

مسألة 366: إذا فقد الماء و ما یصحّ به التیمّم فحکمه حکم غیر المتمکِّن من الطواف، فإذا یأس من وجدان أحدهما وجب الاستنابة، و الأحوط

وجوباً إذا لم یکن جنباً أو حائضاً أو نفساء أن یطوف بنفسه أیضاً و حیث إنّ المستحاضة یجوز لها دخول المسجد الحرام بغیر غسل فیجب علیها العمل بالاحتیاط المذکور لغیر الجنب و الحائض و النفساء و إن کان دخولها المسجد الحرام أیضاً مخالفاً للاحتیاط المستحبّ.

مسألة 367: إذا شکّ فی أثناء الطواف هل أنّه اغتسل من الجنابة أو الحیض أو النفاس أم لا، وجب علیه الخروج من المسجد فوراً، اغتسل ثمّ أتمّ طوافه من حیث قطع و أعاد الطواف علی الأحوط.

الثالث: طهارة البدن و اللباس.

مسألة 368: الظاهر الاجتناب عمّا هو معفوّ عنه فی الصلاة، کالدم الأقل من الدرهم و اللباس الذی لا تتمّ فیه

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 122

الصلاة کالقبّعة و الجورب و نحوهما.

مسألة 369: لا یجب تطهیر دم القروح و الجروح إذا کان فی تطهیرها حرج و مشقّة.

مسألة 370: الأحوط وجوباً تطهیر اللباس أو تبدیله من دم الجروح و القروح بقدر الاستطاعة.

مسألة 371: الأحوط تأخیر الطواف مع رجاء إمکان التطهیر بلا حرج و مشقّة، لکن یشترط أن لا یضیق الوقت.

مسألة 372: إذا علم بوجود النجاسة بعد الفراغ من الطواف فالأظهر صحّة طوافه.

مسألة 373: إذا شکّ بنجاسة لباسه أو بدنه قبل الطواف جاز الطواف بهما و صحّ، سواء علم أنّه کان طاهراً قبل ذلک أم لا، لکن لو علم أنّه کان متنجِّساً قبل ذلک لم یجز له الطواف، بل یجب التطهیر قبل الطواف.

مسألة 374: لو عرضت له نجاسة فی ثوبه أو بدنه حال الطواف فالأظهر أن یقطع طوافه، و یطهِّر بدنه أو ثوبه، ثمّ یتمّم طوافه من حیث قطع، و طوافه صحیح.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 123

مسألة 375: إذا رأی أثناء الطواف نجاسة فی بدنه

أو لباسه و احتمل أنّها قد حصلت الآن فالظاهر أنّ حکمها حکم المسألة السابقة.

مسألة 376: إذا علم أثناء الطواف أنّ نجاسة بدنه أو لباسه کانت موجودة من الأوّل، وجب التطهیر، ثمّ یتمّ الطواف من حیث قطع، ثمّ یعیده علی الأحوط استحباباً، خاصّة إذا تأخّر فی التطهیر.

مسألة 377: إذا نسی النجاسة و طاف فالأحوط استحباباً الإعادة، و کذلک إذا تذکّر بین الطواف، لکن إذا کان تذکّر بعد صلاة الطواف أو أثنائها فیجب الإعادة.

الرابع: الختان للرجال و لا یشترط فی النساء، و الأحوط وجوباً مراعاته فی الأطفال.

مسألة 378: لو أحرم الطفل الأغلف أو أحرمه ولیّه فإحرامه صحیح و لکن لا یصحّ طوافه، فلو أحرم للحج أشکلت علیه حلّیة النساء علی الأحوط بسبب عدم صحّة طوافه للنساء، إلّا أن یختن و یطاف به، أو یطوف هو بعد الختان، أو یتّخذ نائباً یطوف له.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 124

مسألة 379: لو ولد الطفل مختوناً صحّ طوافه.

الخامس: ستر العورة، فلو طاف بلا ستر بطل طوافه و یشترط فی الساتر الإباحة فلا یصحّ الطواف بالساتر الغصبی، و أمّا اللباس الذی لا یصدق علیه الستر فکونه غصبیاً لا یضرّ بالطواف.

مسألة 380: الأحوط وجوباً مراعاة الموالاة العرفیة فی الطواف؛ بمعنی أن لا یفصل بین الأشواط و یتأخّر بحیث تخرج عن صورة الطواف الواحد.

القسم الثانی: الأشیاء التی تعدّ جزءاً فی حقیقة الطواف و إن کان بعضها من قبیل الشرط، و علی کلّ حال فالنتیجة واحدة و هی سبعة امور:

الأوّل: الابتداء بالحجر الأسود.

مسألة 381: لا یجب فی الابتداء من الحجر الأسود أن تمرّ جمیع أجزاء البدن مقابل جمیع أجزاء الحجر الأسود، فالواجب هو الابتداء من الحجر الأسود و الطواف سبعة أشواط و الختم فی الحجر

الأسود. و الاحتیاط التامّ بأن ینوی ابتداء الطواف من الحجر الأسود قبل وصوله إلی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 125

محاذاة الحجر الأسود و عند الختم یعبر الحجر الأسود قلیلًا و لکن ینوی الختم فی محاذاته.

مسألة 382: الواجب فی الطواف هو ما صدق علیه عرفاً أنّه ابتدأ من الحجر الأسود و ختم فیه.

مسألة 383: یجب الطواف کما یطوف سائر المسلمین، فیبتدأ من محاذاة الحجر الأسود، بلا حاجة إلی أعمال التدقیقات التی یفعلها أهل الوسوسة، و یجب الاستمرار فی الأشواط التالیة بدون توقّف حتّی تتمّ الأشواط السبعة.

مسألة 384: یری أحیاناً أنّ بعض الجهّال یقفون عند کلّ شوط، فیتقدّمون و یتأخّرون من أجل تصحیح المحاذاة و هذا العمل موجب للإشکال و حرام أحیاناً.

الثانی: الختم بالحجر الأسود فی کلّ شوط و هذا یحصل بأن یطوف الأشواط السبعة بدون توقّف و یختم الشوط السابع فی نفس المکان الذی بدأ منه، و لا یجب الوقوف فی کلّ شوط، بل لا یجوز أن یفعل ما یفعله الجهّال.

الثالث: أن تکون الکعبة المعظّمة علی الیسار حال الطواف.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 126

مسألة 385: لا یجب أن یکون البیت فی جمیع حالات الطواف محاذیاً حقیقة للکتف، فلو انحرف قلیلًا حین الوصول إلی حجر إسماعیل علیه السلام صحّ و إن تمایل البیت إلی خلفه، لکن یشترط أن یکون الدوران علی النحو المتعارف.

مسألة 386: لا إشکال فی خروج الکتف عن محاذاة الکعبة عند العبور من زوایا البیت إذا کان دورانه بالنحو المتعارف، حتّی و إن صار البیت متمایلًا إلی خلفه.

مسألة 387: یری أحیاناً عند بعض الجهّال أنّه و لأجل الاحتیاط یطلب من شخص آخر أن یطوف به بعد أن یسلب الاختیار من نفسه و یسلّمه إلی الآخر

و یتّکأ علی یده، فیدفعه ذلک الشخص الآخر و یدور به، و هذا الطواف باطل، فإذا أدّی طواف النساء بهذا النحو فتحرم علیه زوجته.

مسألة 388: الاحتیاط بکون البیت فی جمیع الحالات علی الکتف الأیسر و إن کان ضعیفاً و غیر جدیر بالاعتناء، و یجب علی الجهّال و أهل الوسوسة الاحتراز

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 127

عنه و الطواف علی النحو الذی یطوف به سائر المسلمین، لکن لو فعل الاحتیاط شخص عاقل عالم، فحرّک کتفه إلی الیسار قلیلًا عند الوصول إلی حجر إسماعیل أو أرکان الکعبة بنحو لیس مخالفاً للمتعارف و لا ملفتاً للأنظار، فلا بأس بذلک.

مسألة 389: لو أدّی به الازدحام أن یکون مقداراً من الطواف خلافاً للمتعارف، کأن یکون وجهه إلی الکعبة أو ظهره، أو یتراجع إلی الوراء فیجب علیه جبرانه و لا یجوز الاکتفاء بذلک المقدار.

مسألة 390: لو سلبه الازدحام اختیاره، فطاف بغیر اختیار لا یجوز له الاکتفاء بذلک، و یجب علیه إعادة ذلک الشوط و إن کان البیت علی یساره أیضاً.

مسألة 391: یصحّ الطواف بأیّ نحو من السرعة و البطء ماشیاً و راکباً، فیجوز له المشی البطی و الرکض و یجوز الطواف علی الدابّة أو الدرّاجة، لکنّ الأفضل المشی بسرعة معتدلة.

الرابع: إدخال حجر إسماعیل فی الطواف، و حجر

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 128

إسماعیل مکان متّصل بالکعبة، و یجب أن یکون الطواف خارجه.

مسألة 392: لو لم یطف خارج حجر إسماعیل فطاف من داخله فطوافه باطل و یجب علیه الإعادة.

مسألة 393: لو فعل ذلک عمداً فحکمه حکم من أبطل الطواف عمداً، و قد مرّ بیانه.

مسألة 394: لو فعل ذلک سهواً فحکمه حکم من أبطل الطواف سهواً.

مسألة 395: لو تخلّف فی بعض الأشواط عن

إدخال حجر إسماعیل فی الطواف فالأظهر أن یعید ذلک الشوط و یعید الطواف علی الأحوط الاستحبابی.

مسألة 396: لو طاف فی بعض الأشواط علی جدار حجر إسماعیل وجب علیه العمل بما جاء فی المسألة السابقة.

الخامس: أن یکون الطواف بین البیت و مقام إبراهیم علیه السلام فی جمیع نقاط دائرة الطواف.

مسألة 397: المقصود من الشرط المذکور هو أن

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 129

تلاحظ المسافة بین مقام إبراهیم و الکعبة، فیجب علی من یطوف أن لا یبتعد عن الکعبة أکثر من تلک المسافة (و قالوا إنّ الفاصلة بین الکعبة و مقام إبراهیم ستّة و عشرون ذراعاً و نصف) فیجب مراعاة هذه المسافة فی جمیع الجوانب.

مسألة 398: من طاف خارج مقام إبراهیم فطوافه باطل، و یجب علیه الإعادة.

مسألة 399: لو طاف فی بعض الأشواط خارج مقام إبراهیم وجب علیه إعادة ذلک الجزء، و الأحوط إعادة الطواف أیضاً و إن کان الظاهر عدم وجوب الإعادة، بل لا یبعد کفایة إعادة ذلک الجزء.

مسألة 400: الظاهر أنّ مقدار محلّ الطواف لا یضیق خلف حجر إسماعیل، فمحلّ الطواف هنا یکون مقداره ستّة و عشرین ذراعاً و نصف خلف الحجر. و الاحتیاط بجعل الطواف فی مقدار ستّة أذرع و نصف حسن.

مسألة 401: لو طاف فی جهة حجر إسماعیل فی مسافة أکثر من ستة أذرع و نصف فالظاهر صحّة طوافه.

السادس: الخروج عن البیت و عمّا عدّ منه.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 130

مسألة 402: یوجد فی أطراف جدار الکعبة بروز سمّی الشاذروان و هو جزء من البیت، فیجب الطواف خارجاً عنه.

مسألة 403: لو مشی أحیاناً بسبب الازدحام علی الشاذروان و طاف فالمقدار الذی طافه باطل، و یجب إعادته.

مسألة 404: لا یجوز وضع الید علی جدار

الکعبة عند الشاذروان علی الأحوط.

مسألة 405: لا یجوز علی الأحوط الوجوبی وضع الید علی حجر إسماعیل علیه السلام حال الطواف.

السابع: أن یکون طوافه سبعة أشواط.

مسألة 406: لو تعمّد و قصد من الأوّل أن یطوف أقلّ أو أکثر من سبعة أشواط فطوافه باطل و إن أتمّ طوافه بالسبعة، و یجب علیه الإعادة. و الأحوط وجوباً الإعادة أیضاً إذا کان ذلک من الجهل بالحکم أو السهو و الغفلة.

مسألة 407: إذا قصد فی أثناء الطواف أن یزید أو ینقص فی الأشواط السبعة فعمله من بعد القصد باطل

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 131

و یجب إعادته، و إذا جاء بالزیادة مع هذا القصد فاصل طوافه باطل.

مسألة 408: إذا قصد من الأوّل الإتیان بثمانیة أشواط لکنّه نوی سبعة منها للطواف الواجب و شوطاً آخر للتبرّک أو لغرض آخر فطوافه صحیح.

مسألة 409: إذا ظنّ أنّ الشوط الواحد مستحبّ کما أنّ السبعة مستحبّة، فنوی أن یأتی بالأشواط السبعة الواجبة و یأتی بعدها بشوط مستحبّ فطوافه صحیح.

مسألة 410: إذا جاء بالطواف الواجب و هو سبعة أشواط ثمّ جاء بشوط ثامن منفصل متخیِّلًا استحبابه فطوافه صحیح.

مسألة 411: لو أنقص من المقدار الواجب فی طواف عمداً، سواء کان شوط أو أقلّ أو أکثر وجب أن یتمّم النقص، فإن لم یفعل فحکمه حکم من ترک الطواف عمداً علی الأحوط و قد مرّ بیانه فی مسائل الفصل الرابع، و حکم الجاهل بالحکم کحکم العالم به.

مسألة 412: لو صدر عنه فعل کثیر بعد التنقیص بحیث

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 132

فقدت الموالاة فحکمه کحکم قطع الطواف الذی سیأتی.

مسألة 413: لو أنقص من الطواف سهواً، فإن جاوز النصف فالأقویٰ وجوب إتمامه إذا لم یتخلّل الفعل الکثیر، فالأحوط استحباباً الإتمام

و الإعادة إذا تخلّل الفعل الکثیر.

مسألة 414: إذا أنقص سهواً و لم یتجاوز النصف، وجب إعادة الطواف، لکن لا ینبغی ترک الاحتیاط فی جمیع موارد السهو بالإتمام و الإعادة.

مسألة 415: لو لم یتذکّر النقص إلّا بعد الرجوع إلی وطنه وجب علیه مع الإمکان و عدم الحرج الرجوع إلی مکة، و إلّا فتجب الاستنابة، و فی کلتا الصورتین یجب الإتمام ثمّ الإعادة.

مسألة 416: لا یجوز القران فی الطواف الواجب؛ أی أن یأتی بعده بطواف آخر بدون أن یأتی بینهما بصلاة الطواف، و فی الطواف المستحبّ یکره القران.

مسألة 417: لو زاد شوطاً أو أقلّ من ذلک أو أکثر و کانت نیّته أن تکون الزیادة جزءاً لطواف آخر فهذا

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 133

داخل فی القران بین الطوافین، و هو محرم.

مسألة 418: فی الفرض السابق لو کان قد قصد الزیادة من الأوّل أو فی أثناء الطواف فالأحوط وجوباً إعادة الطواف الأوّل. و إذا حدث القصد بعد الإتمام فقصد الإتیان بطواف آخر بعد الطواف الأوّل، فأتی به فالأقوی صحّة الطواف الأوّل و الأحوط الإعادة.

مسألة 419: لو زاد علی سبعة سهواً، فإن کان الزائد أقلّ من شوط قطعه و صحّ طوافه، و إن کان شوطاً أو أکثر فالأحوط إتمام سبعة أشواط بقصد القربة من دون تعیین الاستحباب أو الوجوب، ثمّ یصلّی رکعتین قبل السعی و یجعلهما رکعتین لطواف الفریضة بلا تعیین أنّهما للطواف الأوّل أو الثانی و صلّی رکعتین بعد السعی لغیر الفریضة علی الأحوط الأولی.

مسألة 420: یجوز قطع الطواف المستحبّ بلا عذر، و الأقوی کراهة قطع الطواف الواجب بلا عذر و لمحض هوی النفس، فإذا قطع جاز له الاستئناف من دون لزوم عنوان الموالاة العرفیّة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص:

134

مسألة 421: إذا قطع الطواف بلا عذر، فإن کان قد أتمّ أربعة أشواط أتمّ و الإعادة مستحبّة، و هذا فی حالة الإتیان بالمنافی حتی مثل الفصل الطویل المخلّ بالموالاة العرفیة.

مسألة 422: إذا قطع الطواف و لم یأت بالمنافی، ثمّ رجع و أتمّ فطوافه صحیح.

مسألة 423: لو حدث له عذر بین طوافه، کالمرض أو الحیض أو الحدث بلا اختیار فإن کان بعد إتمام الشوط الرابع رجع بعد رفع العذر و أتمّ طوافه من حیث قطع، و إذا کان قبل ذلک، و قبل أن یتجاوز النصف وجب إعادة الطواف، و أمّا بعد تجاوز النصف قبل إتمام الشوط الرابع فالأحوط إتمام الطواف ثمّ الإعادة.

مسألة 424: إذا قطع الطواف لعذر و لم یتمکّن من أدائه حتی ضاق الوقت، فإذا أمکن حمله و الطواف به وجب و إلّا وجبت الاستنابة.

مسألة 425: لو کان مشغولًا بالطواف و ضاق وقت الصلاة الواجبة وجب ترک الطواف لکن یؤدّی الصلاة، فإذا کان قد أتمّ أربعة أشواط رجع و أتمّ طوافه من حیث

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 135

قطع، و إلّا وجبت الإعادة، لکن إذا کان قد تجاوز النصف و لم یتمّ أربعة أشواط فالأحوط إتمام الطواف ثمّ الإعادة.

مسألة 426: یجوز بل یستحبّ قطع الطواف لأجل الوصول بصلاة الجماعة أو فضیلة الصلاة الواجبة، و بعد الصلاة یتمّ طوافه من حیث قطع، و الأحوط العمل بما جاء فی المسألة السابقة و لا ینبغی ترک هذا الاحتیاط.

مسألة 427: لو شکّ بعد الفراغ من الطواف و الانصراف أنّه زاد علی سبعة أشواط أم لا، فلا یعتنی بشکّه، و إذا شک أنّه أتیٰ بأقلّ من سبعة و دخل فی عمل آخر کصلاة الطواف فلا یعتنی بشکّه، و کذا

إن لم یدخل فی عمل آخر و لکن انصرف من الطواف.

مسألة 428: إذا شکّ بصحّة الطواف بعد الفراغ منه، مثلًا شک أنّه طاف من جهة الیمین، أو أنّه أحدث، أو دخل حجر إسماعیل فلا یعتنی بشکّه و طوافه صحیح و إن کان لا یزال فی محلّ الطواف و لم ینصرف أو لم یدخل فی عمل آخر. هذا إذا کان متیقِّناً من أنّ طوافه سبعة أشواط بلا زیادة أو نقصان.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 136

مسألة 429: إذا شکّ فی الشوط الأخیر- الذی ختمه فی الحجر الأسود- هل أنّه طاف سبعة أشواط أم ثمانیة أم أکثر فلا یعتنی بشکّه و طوافه صحیح؛ أی لا تترتّب علیه أحکام الزیادة السهویة.

مسألة 430: لو شکّ قبل الوصول إلی الحجر الأسود و ختم الشوط أنّ هذا الشوط هو السابع أم الثامن فطوافه صحیح و یبنی علی أنّه السابع.

مسألة 431: لو شکّ فی آخر الشوط أو أثنائه بین الستّة و السبعة أو غیره من صور النقصان فطوافه باطل.

مسألة 432: إذا شکّ فی عدد الأشواط للطواف المستحبّ بنی علی الأقل و طوافه صحیح.

مسألة 433: کثیر الشک فی عدد الأشواط لا یعتنی بشکّه، و الأحوط استنابة شخص لیحفظ له عدد الأشواط.

مسألة 434: الظنّ فی عدد الأشواط فی حکم الشک.

مسألة 435: لو تذکّر حال السعی بین الصفا و المروة أنّه لم یطف وجب علیه ترک السعی، فیطوف، ثمّ یعید السعی.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 137

مسألة 436: إذا تذکّر حال السعی أنّ طوافه کان ناقصاً، وجب علیه الرجوع و الطواف من محلّ النقص و بعد تکمیل الطواف یرجع و یتمّ سعیه من حیث قطع و سعیه صحیح، لکنّ الأحوط إن کان قد طاف أقل من أربعة

أشواط أن یتمّ الطواف ثمّ یعیده، و کذلک یتمّ السعی و یعیده إن کان قد سعی أقل من أربعة مرّات.

مسألة 437: إذا طاف بلا وضوء جهلًا أو سهواً أو غفلةً فطوافه باطل، و کذلک إذا طاف فی حال جنابة أو حیض أو نفاس.

مسألة 438: إذا کان یحمل طفلًا أو مریضاً، و یطوف به مع قصد الطواف لنفسه أیضاً فطواف کلیهما صحیح.

مسألة 439: التکلّم و الضحک و إنشاد الشعر لا تضرّ بالطواف، لکنّها مکروهة، و یستحبّ فی الطواف الدعاء و تلاوة القرآن و ذکر اللّٰه تعالی.

مسألة 440: لا یجب أن تکون صفحة الوجه إلی جهة الإمام، بل یجوز النظر و تحریک صفحة الوجه یمیناً و یساراً، بل و یجوز النظر إلی الخلف، و یجوز قطع الطواف

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 138

و تقبیل البیت و الرجوع لإتمامه.

مسألة 441: یجوز بین الطواف الجلوس أو الاستلقاء لأجل الاستراحة و إزالة التعب، ثمّ الإتمام من حیث قطع لکن بشرط أن لا یضرّ بالموالاة العرفیة، و إلّا فالأحوط الإتمام ثمّ الإعادة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 139

اشکال فی الطواف، مثلًا

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 140

تقدّم عدداً من الخطوات بلا اختیار منه بسبب الزحام، وجب علیه أن یعید تلک الخطوات بمقدارها، و لو بدأ من الحجر الأسود و بقصد الطواف ففیه إشکال.

مسألة 445: لو اندفع فی الطواف بغیر اختیار وجب إعادة ذلک المقدار بنحو اختیاری صحیح، و إذا لم یمکن وجب الطواف فی وقت الخلوة، لکن یجب الالتفات إلی أن سلب الاختیار لا یقصد به المشی السریع بسبب الزحام، بل إذا کان یحرِّک أقدامه فی هذا الحال باختیاره فلا بأس بذلک و طوافه صحیح.

مسألة 446: لو أدّی الازدحام أن یکون ظهره إلی جهة الکعبة و أتی بقسم من طوافه بهذا النحو، أو اندفع إلی الامام بسبب هجوم الناس وجب إعادة المقدار الذی طافه و ظهره إلی الکعبة أو تحرّکه بغیر اختیار، و إذا لم یستطع الرجوع فلیتحرّک مع الناس بغیر قصد الطواف إلی أن یصل إلی المحلّ الذی یجب علیه منه إعادة الطواف فیتدارک منه.

مسألة 447: إذا حمل معه مالًا غیر مخمّس حال

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 141

الطواف لم یضرّ بطوافه.

مسألة 448: إذا علم بعد أداء أعمال حج التمتّع أنّه طاف عدداً من الأشواط فی طواف العمرة أو الحج من داخل حجر إسماعیل فحجّه صحیح، و لکن یجب علیه إعادة الطواف.

مسألة 449: إذا رأت نقطة من الدم فی غیر أیّام العادة، فادّت الطواف و صلاته لاعتقادها بأنّها طاهرة، ثمّ رأت فی اللیل التالی دماً بعلامات الحیض، فإذا علمت أنّها بعد رؤیة النقطة کان الدم فی الفرج و لم ینقطع فهو من الأوّل حیض، و لم یصحّ منها الطواف و لا الصلاة، و إذا شکّت فی ذلک أو علمت بأنّ الدم

قد انقطع فتلک النقطة لم تکن حیضاً، و أعمالها صحیحة، و فی الصورة الاولی حجّها صحیح و یجب أن تعید الطواف و الصلاة.

إذا تجاوز الحجر و وصل ظهر الکعبة فلیقل: یَا ذَا المَنِّ و الطَّولِ، یَا ذَا الجُودِ و الکَرَمِ إنّ عَمَلی ضَعیفٌ فَضاعِفْهُ لِی وَ تَقَبّلَهُ مِنِّی إنّک أنتَ السّمیعُ العَلیم. و عند ما یصل إلی الرکن الیمانی فلیرفع یدیه و لیقرأ هذا الدعاء:

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 144

یٰا الهَّٰ یٰا وَلِیَّ الْعٰافِیَةِ وَ خٰالِقَ الْعٰافِیَةِ وَ رٰازِقَ الْعٰافِیَةِ وَ الْمُنْعِمُ بِالْعٰافِیَةِ وَ الْمَنّٰانُ بِالْعٰافِیَةِ وَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْعٰافِیَةِ عَلَیَّ وَ عَلیٰ جَمیٖعِ خَلْقِکَ یٰا رَحْماٰنَ الدُّنْیٰا وَ الْاخِرَةِ وَ رَحیٖمَهُمٰا صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنَا الْعٰافِیَةَ وَ تَمٰامَ الْعٰافِیَةِ وَ شُکْرَ الْعٰافِیَةِ فِی الدُّنْیٰا وَ الْاخِرَةِ یٰا ارْحَمَ الرّاحِمیٖنَ. ثمّ لیرفع رأسه إلی جانب الکعبة و یقرأ: الْحَمْدُ لله الَّذی شَرَّفَکِ وَ عَظَّمَکِ وَ الْحَمْدُ لله الَّذی بَعَثَ مُحَمَّداً نَبِیّاً وَ جَعَلَ عَلِیّاً امٰاماً، اللّٰهُمَّ اهْدِ لَهُ خِیٰارَ خَلْقِکَ وَ جَنِّبْهُ شِرارَ خَلْقِکَ. و عند ما یصیر بین الرکن الیمانی و الحجر الأسود یقول: رَبَّنا آتِنا فِی الدُّنیا حَسَنةً وَ فِی الآخِرَةِ حَسَنةً و قِنا عذابَ النّار. و فی الشوط السابع عند ما یصل إلی المستجار «1»

______________________________

(1)- المستجار خلف الکعبة قرب الرکن الیمانی مقابل باب الکعبة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 145

یستحبّ أن یفتح یدیه علی جدار الکعبة و ینکبّ علیها و یقول: اللّهُمَ البَیْتُ بَیْتُکَ وَ العَبْدُ عَبْدُکَ وَ هذٰا مَکَانُ العَائِذِ بکَ مِنَ النَّار. ثمّ یعترف بذنوبه و یطلب من اللّٰه غفرانها، فإنّ دعاءه سیستجاب إن شاء اللّٰه تعالی. ثمّ یقول: اللّٰهُمَّ مِنْ قِبَلِکَ الرَّوحُ وَ الْفَرَجُ وَ الْعٰافِیَةُ، اللّٰهُمَّ انَّ عَمَلی ضَعیٖفٌ فَضَاعِفْهُ لی، وَ اغْفِرْ لی مَا اطَّلَعْتَ عَلَیْهِ مِنّی وَ خَفِیَ عَلی خَلْقِکَ اسْتَجیٖرُ بِاللّٰه مِنَ النّارِ. و یدعو

بما یرید، و یستلم الرکن الیمانی، ثمّ یأتی إلی الحجر الأسود و یتمّ طوافه و یقول: اللّٰهُمَّ قَنِّعْنی بِمٰا رزَقْتَنی وَ بٰارِک لی فِیمَا آتَیْتَنی. و یستحبّ استلام أرکان الکعبة و الحجر الأسود فی کلّ شوط و أن یقول عند استلام الحجر: امٰانَتی ادَّیْتُهٰا وَ میٖثٰاقی تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 146

بِالْمُوٰافٰاةِ.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 147

المقام عرفاً علیها فالأحوط الصلاة فی جهة الخلف.

مسألة 458: یجوز أداء صلاة الطواف المستحبّة فی أیّ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 149

مکان من المسجد الحرام، حتّی فی حال الاختیار، بل یجوز ترکها عمداً.

مسألة 459: من نسی صلاة الطواف الواجب وجب علیه أداؤها فی مقام إبراهیم متی ما تذکرها و العمل بنفس الأحکام المبیَّنة فی المسائل السابقة.

مسألة 460: من نسی صلاة الطواف و تذکّرها فی أثناء السعی بین الصفا و المروة وجب علیه قطع السعی و الرجوع، فیصلّی ثمّ یتمّ سعیه من حیث قطع.

مسألة 461: من نسی صلاة الطواف ثمّ أتی الأعمال الواجبة بعد الصلاة فالظاهر عدم وجوب إعادة الأعمال، و إن کان الأحوط الأولی فی الإعادة.

مسألة 462: من نسی الطواف و تذکّرها فی محلّ یشقّ علیه الرجوع منه إلی المسجد الحرام صلّی فی مکانه و إن کان فی بلد آخر و لا تبعد الاستنابة، و لا یجب الرجوع إلی الحرم و إن کان سهلًا، و لکن الاحتیاط فی الرجوع.

مسألة 463: من مات و لم یؤدِّ هذه الصلاة وجب علی ابنه الأکبر قضاؤها عنه علی النحو المذکور فی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 150

کتاب الصلاة.

مسألة 464: الجاهل بالحکم هنا بحکم الناسی.

مسألة 465: یجب علی کلّ مکلّف تعلُّم الصلاة و أحکام القراءة و الأذکار الواجبة لکی یؤدِّی تکلیفه الإلهی بنحو صحیح، و خاصّة من کان یرید الذهاب إلی الحج. یجب علیه تصحیح صلاته؛ لأنّ البعض قال إنّ الصلاة إن کانت باطلة فالعمرة باطلة و الحج باطل أیضاً، فإضافة إلی عدم براءة الذمّة من الحج الواجب بناءً علی هذا القول، فإنّ تروک الإحرام المذکورة سابقاً کالنساء و غیرها قد لا تحلّ له و تبقی محرّمة علیه.

مسألة 466: إذا

لم یستطع تعلّم القراءة أو الأذکار الواجبة وجب علیه الصلاة بالنحو الذی یستطیع و تکفی منه. و إذا استطاع تعیین شخص یلقنه الصلاة لزمه ذلک، و الأحوط الاقتداء فی مقام إبراهیم بشخص عادل و لکن لا یکتفی بصلاة الجماعة هذه، کما أنّ الاستنابة غیر کافیة أیضاً.

مسألة 467: تجوز صلاة الطواف فی أیّ وقت کان إلّا تزاحم وقت الصلاة الواجبة الیومیة بحیث تؤدِّی إلی فواتها، فحینئذٍ یجب تقدیم الصلاة الیومیة علی صلاة الطواف.

مسألة 468: إذا أهمل فی تعلّم أحکام القراءة و الأذکار الواجبة حتّی ضاق الوقت وجب أن یصلّی بأیّ نحو و تصحّ منه، و إن کان قد فعل معصیة، و الأحوط العمل بما جاء فی المسألتین السابقتین، و أن یستعین بمن یلقّنه إن استطاع.

رِقّاً، لٰا الٰهَ إلّا أنْتَ حَقّاً حَقّاً، الْاوَّلُ قَبْلَ کُلِّ شَیْ ءٍ، وَ الْآخِرُ بَعْدَ کُلِّ شَی ءٍ، وَ هٰا انٰا ذٰا بَیْنَ یَدَیْکَ، نَاصِیَتی بِیَدِکَ، فَاغْفِرْ لی انَّهُ لٰا یَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظیٖمَ غَیْرُکَ، فَاغْفِرْ لی فَإِنّی مُقِرٌّ بِذُنُوبی عَلی نَفْسی، وَ لٰا یَدْفَعُ الذَّنْبَ الْعَظیٖمَ غَیْرُکَ. و رفع الإمام رأسه من السجود و إذا بوجهه المبارک من أثر البکاء کأنّه مغمور فی الماء.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 153

أن یکون الذهاب و الإیاب من الطریق المتعارف، فلو ذهب إلی الصفا و المروة من طریق غیر متعارف بطل سعیه.

مسألة 479: لو بنی الطریق بین الصفا و المروة علی شکل طوابق و کانت جمیع الطوابق بین الجبلین، جاز

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 155

السعی من أیّ طبقة، و إن کان الأحوط السعی من نفس الطریق المتعارف الأوّل.

مسألة 480: لو اسّس نفق و کان لکلّ من الصفا و المروة جذر بحیث یکون السعی فی النفق سعی بین الصفا و المروة لا تحتهما صحّ السعی فی النفق علی الظاهر، و الأحوط السعی علی الطریق المتعارف.

مسألة 481: یجب عند السعی إلی المروة أو الصفا استقبالهما و التوجّه إلیهما، فلا یجوز المشی إلی الخلف أو إلی أحد الجانبین، لکن یجوز النظر إلی الجانبین، بل و حتّی إلی الخلف أیضاً.

مسألة 482: یجوز الجلوس أو النوم علی الصفا و المروة لأجل الاستراحة، کما و یجوز ذلک بینهما و لو بغیر عذر علی الأقوی، و الأحوط أن یکون ذلک بمقدار لا یضرّ بالموالاة العرفیة.

مسألة 483: یجوز تأخیر السعی عن الطواف و صلاته لأجل الاستراحة أو تخفیف الحرّ، و یجوز التأخیر بلا عذر إلی اللیل و إن کان الاحتیاط فی عدم التأخیر.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 156

مسألة 484: لا یجوز التأخیر إلی الغد بغیر عذر کالمرض.

مسألة 485: السعی عبادة، فیجب أداؤه بنیّة خالصة امتثالًا لأمر اللّٰه تعالی.

مسألة 486: السعی کالطواف رکن، و حکم ترکه عمداً أو سهواً کحکم من ترک الطواف کما مرّ.

مسألة 487: لو زاد فی السعی علی سبع مرّات عمداً بطل بنفس التفصیل الذی مرّ فی الطواف.

مسألة 488: لو زاد فیه نسیاناً مرّة أو أکثر، فسعیه صحیح، و إن کان یستحبّ

أن یتمّه إلی سبع مرّات أُخر.

مسألة 489: لو أنقص فی السعی سهواً بعد إتمام الشوط الرابع وجب علیه الإتمام عند التذکّر، و لو رجع إلی وطنه و أمکنه الرجوع بلا مشقّة وجب، و إلّا وجب الاستنابة.

مسألة 490: إذا سعی أقلّ من ثلاث مرّات و نسی الباقی فالأحوط وجوباً الاستئناف عند التذکّر.

مسألة 491: إذا أتمّ السعی لا تحلّ له تروک الإحرام.

مسألة 492: إذا نسی مقداراً من السعی فی عمرة التمتّع،

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 157

ثمّ أحلّ بتخیّل إتمام أعمال العمرة و جامع زوجته وجب علیه الرجوع و إتمام السعی، و الأقوی التکفیر بذبح بقرة.

مسألة 493: إذا نسی مقداراً من السعی فی عمرة التمتّع، ثمّ قصّر فالأحوط وجوباً العمل بما جاء فی المسألة السابقة، بل الأحوط الأولی شمول هذین الحکمین للسعی فی غیر عمرة التمتّع فی الکفّارة و الإتمام.

مسألة 494: لو شک فی عدد أشواط السعی بعد التقصیر فلا یعتنی بشکّه، سواء شکّ فی الزیادة أو النقصان و کذلک إذا شکّ بعد الفراغ من العمل فی الزیادة و عدمها.

و أمّا إذا شکّ فی النقیصة فالبناء علی التمام و عدم الاعتناء لا یخلو من إشکال، فالأحوط إتمام النقص المحتمل.

مسألة 495: لو شکّ بعد الفراغ من السعی أو الشوط بصحته بنیٰ علی الصحّة، و کذا إذا شکّ فی الأثناء بصحّة أداء الجزء السابق بنی علیٰ صحّته.

مسألة 496: إذا شکّ و هو فی المروة بین السبع و الزیادة کالتسع مثلًا فلا یعتنی بشکّه، و إذا شکّ قبل الوصول إلی المروة أنّه الشوط السابع أو الأقلّ فالظاهر بطلان سعیه،

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 158

و مثله الشک بین الواحد و الثلاث و الاثنین و الأربع و هکذا.

مسألة 497: لو شکّ بعد الیوم

الذی أدّی فیه الطواف هل أنّه سعی أم لا، لا یبعد البناء علی الإتیان و إن کان الأحوط الإتیان، إلّا إذا شک بعد التقصیر ففی هذه الصورة لا یجب السعی.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 159

«اللّٰه أکبر» مائة مرّة. «لا إله إلّا اللّٰه» مائة مرّة. «الحمد للّٰه» مائة مرّة. «سبحان اللّٰه» مائة مرّة. ثمّ یقول: لٰا الٰهَ الَّا اللّٰه وَحْدَهُ، انْجَزَ وَعْدَهُ، وَ نَصَرَ عَبْدَهُ وَ غَلَبَ الْاحْزٰابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ الْمُلْکُ وَ لَهُ الْحَمْدُ وَحدَهُ. اللّٰهُمَّ بٰارِک لی فِی الْمَوْتِ وَ فیٰ ما بَعْدَ الْمَوْتِ، اللّٰهُمَّ انّی اعُوذُ بِکَ مِنْ ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَ وَحْشَتِهِ، اللّٰهُمَّ اظِلَّنی فی ظِلِّ عَرْشِکَ یَوْمَ لٰا ظِلَّ الَّا ظِلُّکَ. ثمّ یکرِّر کثیراً استیداع نفسه و أهله و ماله عند اللّٰه ربّ العالمین. ثمّ یقول: اسْتَوْدِعُ اللّٰه الرَّحْمَنَ الرَّحیٖمَ الَّذی لٰا تَضیعُ وَدٰائِعُهُ دِینی وَ نَفْسی وَ اهْلی، اللّٰهُمَّ اسْتَعْمِلْنی عَلی کِتٰابِکَ وَ سُنَّةِ نَبِیِّکَ، وَ تَوَفَّنی عَلی مِلَّتِهِ وَ اعِذْنی مِنَ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 162

الْفِتْنَةِ. ثمّ یقول: «اللّٰه أکبر» ثلاث مرّات. ثمّ یکرِّر الدعاء السابق مرّتین، ثمّ یکبّر مرّة واحدة ثمّ یعید الدعاء، و إذا لم یستطع أداء العمل السابق کلّه فلیؤدِّ منه ما استطاع. و یستحبّ استقبال الکعبة و قراءة هذا الدعاء: اللّٰهُمَّ اغْفِرْ لی کُلَّ ذَنْبٍ اذْنَبْتُهُ قَطُّ، فَإِنْ عُدْتُ فَعُدْ عَلَیَّ بِالْمَغْفِرَةِ، فَإِنَّکَ انْتَ الْغَفُورُ الرَّحیٖمُ، اللّٰهُمَّ افْعَلْ بی مٰا انْتَ اهْلُهُ، فَإِنَّکَ انْ تَفْعَلْ بی مٰا انْتَ اهْلُهُ تَرْحَمْنی، وَ انْ تُعَذِّبْنی فَأَنْتَ غَنِیُّ عَنْ عَذٰابی، وَ انَا مُحْتَاجٌ الیٰ رَحْمَتِکَ، فَیَا مَنْ انَا مُحْتَاجٌ الیٰ رَحْمَتِهِ ارْحَمْنی، اللّٰهُمَّ لٰا تَفْعَلْ بی مٰا انَا اهْلُهُ، فَإِنَّکَ انْ تَفْعَلْ بی مٰا انَا اهْلُهُ تُعَذِّبْنی وَ لَمْ تَظْلِمْنی، اصْبَحْتُ اتَّقی عَدَلَکَ وَ لٰا اخٰاف جَوْرَکَ، فَیَا مَنْ هُوَ عَدْلٌ لٰا یَجُورُ ارْحَمْنی. ثمّ یقول: یا مَن لا یَخیبُ سَائِلُهُ، وَ لَا یَنفَدُ نائِلُهُ، صَلِّ عَلَی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 163

مُحمَّدٍ وَ

آلِ مُحمّدٍ، و أَجِرنِی مِنَ النّار بِرَحمَتِکَ. و جاء فی الحدیث الشریف: من أراد زیادة المال فلیطل الوقوف علی الصفا، و عند نزوله من الصفا فلیقف علی الدرجة الرابعة و یستقبل الکعبة و یقول: اللّٰهُمَّ انّی اعُوذُ بِکَ مِنْ عَذٰابِ الْقَبْرِ وَ فِتْنَتِهِ وَ غُرْبَتِهِ وَ وَحْشَتِهِ وَ ظُلْمَتِهِ وَ ضیٖقِهِ وَ ضَنْکِهِ، اللّٰهُمَّ اظِلَّنی فی ظِلِّ عَرْشِکَ یَومَ لٰا ظِلَّ الّاٰ ظِلُّکَ. ثمّ ینزل من الدرجة الرابعة و یرفع الإحرام وسطه و یقول: یٰا رَبَّ العَفوِ، یٰا مَنْ امَرَ بِالْعَفْوِ، یٰا مَنْ هُوَ اوْلیٰ بِالْعَفْوِ، یٰا مَنْ یُثیبُ عَلَی الْعَفْوِ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ، یٰا جَوٰادُ یٰا کَریٖمُ یٰا قَریٖبُ یٰا بَعیٖدُ، ارْدُدْ عَلَیَّ نِعْمَتَکَ، وَ اسْتَعْمِلْنی بِطٰاعَتِکَ وَ مَرْضَاتِکَ. و یستحبّ السعی ماشیاً، و أن یمشی علی سکینة و وقار حتّی یأتی محلّ المنارة. ثمّ منها یهرول إلی أن یصل إلی محلّ سوق العطّارین، و منه یمشی علی سکینة و وقار إلی المروة، و عند الرجوع یرجع بنفس الترتیب. و لیس علی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 164

النساء هرولة، و إذا کان راکباً یسرع بمقدار یقرب من الهرولة. و یستحبّ عند وصوله المنارة أن یقول: بِسْمِ اللّٰه وَ بِاللّٰه، وَ اللّٰه اکْبَرُ، وَ صَلَّی اللّٰه عَلی مُحَمَّدٍ وَ اهْلِ بَیْتِهِ، اللّٰهُمَّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجٰاوَزْ عَمّٰا تَعْلَمْ انَّکَ انْتَ الْاعَزُّ الْاجَلُّ الْاکْرَمُ، وَ اهْدِنی لِلَّتی هِیَ اقوَمُ، اللّٰهُمَّ انَّ عَمَلی ضَعیٖفٌ، فَضَاعِفُهُ لی، وَ تَقَبَّلْهُ مِنّی، اللّٰهُمَّ لَکَ سَعْیی، وَ بِکَ حَوْلی وَ قُوَّتی، تَقَبَّلْ مِنّی عَمَلی، یٰا مَنْ یَقْبَلُ عَمَلَ الْمُتَّقیٖنَ. و عند ما یتجاوز محلّ سوق العطّارین یقول: یَا ذَا المَنِّ وَ الفَضلِ وَ الکَرَمِ و النعماءِ وَ الجُودِ، اغفِر لی

ذُنُوبی، انَّهُ لَا یَغفِرُ الذنُوبَ إِلَّا أَنتَ. و عند ما یصل إلی المروة یصعد علیها فیصنع علیها کما صنع علی الصفا و یقرأ هناک الأدعیة المذکورة بنفس الترتیب و بعد ذلک یقول: اللّٰهُمَّ یٰا مَنْ امَرَ بِالْعَفْوِ، یٰا مَنْ یُحِبُّ الْعَفْوَ، یٰا مَنْ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 165

یُعْطی عَلَی الْعَفْوِ، یٰا مَنْ یَعْفُو عَلَی الْعَفْوِ، یٰا رَبَّ الْعَفْوَ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ. و یستحبّ أن یجتهد فی البکاء و أن یتباکیٰ و أن یدعو کثیراً حال السعی، و یقرأ هذا الدعاء: اللّٰهُمَّ انّی اسْأَلُکَ حُسْنَ الظَّنِّ بِکَ عَلی کُلِّ حٰالٍ وَ صِدْقَ النِّیَّة فِی التَّوَکُّل عَلَیْکَ.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 166

المحرم حلّت له تروک الإحرام حتّی النساء و حلق الرأس.

مسألة 504: لا یکفی القلع فی التقصیر، و إنّما المیزان هو القصّ بأیّ وسیلة کانت، و الاکتفاء بتقصیر شعر الإبط و نحوه مشکل، و الأحوط قصّ الظفر أو اللحیة أو الشارب أو شعر الرأس.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 168

512: من کان وظیفته حجّ التمتّع، و علم عند الإحرام أنّه إن أتیٰ بأعمال عمرة التمتّع لم یدرک وقوف عرفات لا یجب علیه حجّ الإفراد، بل إذا أتی به لا یکفی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 170

عن حجّة الإسلام، فیجوز له الإحرام لعمرة مفردة أو حجّ الإفراد لدخول مکّة، و یجب علیه الحجّ فی القابل إذا بقی استطاعته أو کان ممّن استقرّ علیه الحجّ سابقاً.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 172

من مکانه.

مسألة 524: لو التفت بعد أداء جمیع الأعمال أنّه لم یحرم فالظاهر صحّة حجّه، و الأحوط الأولی لو التفت بعد الوقوف فی عرفات و المشعر أو قبل الفراغ من الأعمال إتمام الحج و إعادته فی السنة التالیة.

مسألة 525: من ترک الإحرام جهلًا بالحکم فحکمه حکم الناسی.

مسألة 526: من ترک الإحرام عن عمد و علم إلی زمان فوت الوقوف فی عرفة و المشعر فحجّه باطل.

تَقْضِی لِی حٰاجَتِی، وَ أَن تَجْعَلَنی مِمَّن تُباهی بِه الیَوْمَ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنّی.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 180

لأجل حاجة و بعد الرجوع وقف بقصد القربة فلا شی ء علیه أیضاً.

مسألة 535: إذا لم یرجع فی الفرض السابق فکفّارته بدنة ینحرها للّٰه فی أیّ مکان شاء. و الأحوط الأولی أن ینحرها فی منیٰ، و إذا لم یتمکّن من النحر فیصوم ثمانیة عشر یوماً، و الأحوط الأولی أن یکون صیامها متتالیاً.

مسألة 536: لو نفر سهواً و خرج وجب علیه الرجوع أینما تذکّر، و إذا لم یرجع فهو فقد عصیٰ و لا کفّارة علیه علی الأقوی و إن کانت هی الأحوط، و إذا لم یتذکّر حتّی خرج الوقت فلا شی ء علیه.

مسألة 537: لو نفر جهلًا بالحکم فحکمه حکم الساهی.

مسألة 538: لو لم یقف فی عرفات لعذر کالنسیان أو ضیق الوقت و شبه ذلک و لم یدرک جزءاً من الوقت یکفیه الوقوف لیلة العید و لو قلیلًا، و یسمّی هذا الوقت بالوقت الاضطراری لعرفة.

مسألة 539: لو لم یقف فی الیوم التاسع لعذر ثمّ لم یقف

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 183

لیلة العید عن عمد و بغیر عذر فالظاهر بطلان حجّه و إن أدرک الوقوف فی المشعر.

مسألة 540: لو ترک الوقوف فی عرفات فی الیوم التاسع لعذر کالغفلة أو النسیان و ترک الوقوف لیلة العید لعذر أیضاً، فإن أدرک الوقت الاختیاری للمشعر فحجّه صحیح.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 184

یصلّی الظهر و العصر فی أوّل الوقت بأذان واحد و إقامتین.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 185

7- أن یتوجّه بقلبه نحو اللّٰه عزّ و جلّ و یحمده و یهلّله و یمجِّده، ثمّ یقول: «اللّٰه أکبر» مائة مرّة، و یقرأ سورة التوحید مائة مرّة و یدعو بما شاء و یستعیذ باللّٰه من الشیطان الرجیم، و یقرأ أیضاً هذا الدعاء: اللّٰهُمَّ رَبَّ الْمَشٰاعِرِ کُلِّهٰا فُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، وَ اوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِکَ الْحَلٰالِ، وَ ادْرَأ عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْانْسِ، اللّٰهُمَّ لٰا تمکُر بی وَ لٰا تَخْدَعْنی وَ لٰا تَسْتَدْرِجْنی، یٰا اسْمَعَ السّامِعیٖنَ، وَ یٰا ابْصَرَ النَّاظِرینَ، وَ یٰا اسْرَعَ الْحٰاسِبیٖنَ، وَ یٰا ارْحَمَ الرّاحِمیٖنَ، اسْأَلُکَ انْ تُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْ تَفْعَلَ بی کَذٰا وَ کَذٰا. و بدلًا من کذا و کذا یذکر حاجته، ثمّ یرفع یدیه إلی السماء و یقول: اللّٰهُمَّ حٰاجَتی الَیْکَ التی انْ اعْطَیْتَنیٖها لَمْ یَضُرَّنی مٰا مَنَعْتَنی، وَ الَّتِی انْ مَنَعْتَنیٖهَا لَمْ یَنْفَعْنی مٰا اعْطَیْتَنی، اسْأَلُکَ خَلٰاصَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، اللّٰهُمَّ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 186

انّی عَبْدُکَ وَ مِلْکُ یَدِکَ، نَاصِیَتی بِیَدِکَ، وَ اجَلی بِعِلْمِکَ، اسْأَلُکَ انْ تُوَفِّقَنی لِمٰا یُرْضیکَ عَنّی، وَ انْ تُسَلِّمَ مِنّی مَنَاسِکی التی ارَیْتَهٰا خَلیٖلَکَ ابْرٰاهیٖمَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ، وَ دَلَلْتَ عَلَیْهٰا نَبِیَّکَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله و سلم.

اللّٰهُمَّ اجْعَلْنی مِمَّنْ رَضیتَ عَمَلَهُ، وَ اطَلْتَ عُمْرَهُ، وَ احْیَیْتَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ حَیٰاةً طَیِّبَة. 8- أن یقرأ هذا الدعاء: لٰا الٰهَ الَّا اللّٰه وَحْدَهُ لٰا شَریکَ لَهُ، لَهُ الْمُلْکَ وَ لَهُ الْحَمْدُ، یُحیی وَ یُمیٖتُ وَ یُمِیتُ و یُحیِی وَ هُوَ حَیُّ لٰا یَمُوتُ بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدیر، اللّٰهُمَّ لَکَ

الْحَمْدُ أَنْتَ کَمٰا تَقُولُ، وَ خَیْر مٰا یَقُولُ الْقٰائِلُونَ، اللّٰهُمَّ لَکَ صَلٰاتی وَ دیِنی وَ مَحْیٰایَ وَ مَمٰاتی، وَ لَکَ تُرَاثی، و بِکَ حَوْلی وَ مِنْکَ قُوَّتی، اللّٰهُمَّ انّی اعُوذُ بِکَ مِنَ الْفَقْرِ، وَ مِنْ وَسواسِ الصَّدرِ، وَ مِنْ شتاتِ الْامْرِ، وَ مِنْ عَذٰابِ النّارِ، وَ مِن عَذابِ الْقَبْرِ، اللّٰهُمَّ انّی اسْأَلُکَ مِن خَیْرَ مٰا یَأتی بِهِ الرِّیَاحُ، وَ اعُوذُ بِکَ مِنْ شَرِّ مٰا یَأتی بِهِ الرِّیَاحُ، وَ اسْألُکَ خَیْرَ اللَّیْلِ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 187

وَ خَیْرِ النَّهَارِ، اللّٰهُمَّ اجْعَلْ فی قَلْبی نُوراً، وَ فی سَمْعی وَ بَصَریٖ نُوراً، وَ لَحْمی وَ دَمی وَ عِظٰامی وَ عُرُوقی وَ مَقْعَدیٖ وَ مَقٰامی وَ مَدْخَلی وَ مَخْرَجی نُوراً، وَ اعْظِمْ لی نُوراً، یٰا رَبِّ یَوْمَ الْقٰاکَ، انَّکَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدیٖرٌ. و لا یتوانی فی هذا الیوم عن فعل الخیرات و إعطاء الصدقات. 9- أن یستقبل الکعبة و یقرأ الأذکار التالیة: «سبحان اللّٰه» مائة مرّة، «أَشْهَدُ أَن لٰا إلهَ إلّا اللّٰهُ وَحْدَهُ لا شَریِکَ لَهُ، لَهُ المُلْکُ وَ لَهُ الحَمْدُ، یُحیی وَ یُمیتُ و یُمیت و یُحیی وَ هُوَ حَیٌّ لا یَمُوت، بِیَدِهِ الخَیْرُ وَ هُوَ عَلی کُلِّ شَی ءٍ قَدیرٌ» مائة مرّة. ثمّ یقرأ عشر آیات من أوّل سورة البقرة، ثمّ یقرأ التوحید ثلاثاً، ثمّ یقرأ آیة الکرسی إلی آخرها، بعد ذلک یقرأ هذه الآیات: (إِنَّ رَبَّکُمُ اللّٰهُ الَّذِی خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیّٰامٍ ثُمَّ اسْتَویٰ عَلَی الْعَرْشِ یُغْشِی اللَّیْلَ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 188

النَّهٰارَ یَطْلُبُهُ حَثِیثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّرٰاتٍ بِأَمْرِهِ أَلٰا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبٰارَکَ اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِینَ* ادْعُوا رَبَّکُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً إِنَّهُ لٰا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ* وَ

لٰا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلٰاحِهٰا وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّٰهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ). ثمّ یقرأ سورة الفلق و سورة النّاس، ثمّ یذکر نِعم اللّٰه ما خطر علی باله منها واحدة واحدة، و یحمد اللّٰه علی ما تفضّل علیه به من أهلٍ و مال و نِعم اخری، و یقول: «اللّهُمَّ لَکَ الحَمْدُ عَلَی نعْمائِک الَّتی لا تُحصی بِعددٍ وَ لَا تَکافَأ بِعَمَلٍ»، و یحمد اللّٰه تعالی بقراءة الآیات المتضمِّنة للحمد، و یسبِّحه بالآیات المتضمِّنة للتسبیح، و یهلّله بالآیات المتضمّنة للتهلیل، و یکثر الصلاة علی محمّد و آل محمّد علیهم الصلاة و السلام، و یدعو اللّٰه بکلّ اسم من أسمائه ورد فی القرآن، و بکلّ ما یخطر بباله من الأسماء الإلهیة، و بأسمائه المذکورة فی آخر سورة الحشر و هی: اللّٰهُ عٰالِمُ الغَیبِ وَ الشَهٰادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحیمُ، المَلِکُ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 189

القُدُّوسُ السلٰامُ المُؤْمِنُ المُهَیمِنُ العَزیزُ الجَبّارُ المُتَکَبِّرُ الخٰالِقُ البٰارئُ المُصَوّر. و أن یقرأ هذا الدعاء: اسْأَلُکَ یٰا اللّٰه یٰا رَحْمٰانُ بِکُلِّ اسْمٍ هُوَ لَکَ، وَ اسْأَلُکَ بِقُوِّتِکَ وَ قُدْرَتِکَ وَ عِزَّتِکَ، وَ بِجَمیٖعِ مٰا احٰاطَ بِهِ عِلْمُکَ، وَ بِجَمْعِکَ وَ بِارْکٰانِکَ کُلّهٰا، وَ بِحَقِّ رَسُولِکَ صَلَواتُ اللّٰه عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ بِاسْمِکَ الْاکْبَرِ الْاکْبَرِ، وَ بِاسْمِکَ الْعَظیٖمِ الَّذی مَنْ دَعٰاکَ بِهِ کٰانَ حَقّاً عَلَیْکَ انْ لٰا تُخَیِّبَهُ، وَ بِاسْمِکَ الْاعْظَمِ الْاعْظَمِ الْاعْظَمِ الَّذی مَنْ دَعٰاکَ بِهِ کٰانَ حَقّاً عَلَیْکَ انْ لٰا تَرُدَّهُ وَ انْ تُعْطِیَهُ مٰا سَأَلَ، انْ تَغْفِرَ لی جَمیٖعَ ذُنُوبی فی جَمیٖعِ عِلْمِکَ فِیَّ. و یذکر ما یرید من الحوائج و یطلب من اللّٰه التوفیق للحجّ فی العام المقبل و فی کلّ عام، و أن یقول سبعین مرّة:

«أسألک الجنّة» و سبعین مرّة «استغفر اللّٰه ربِّی و أتوب إلیه». ثمّ یقرأ هذا الدعاء:

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 190

اللّهُمَّ فُکَّنی مِنَ النارِ، وَ أَوسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِکَ الحَلٰالِ الطیّبِ، و ادْرَأ عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ الجِنّ و الإِنسِ وَ شَرَّ فَسَقَة العَرَبِ وَ العَجَم. 10- أن یقول قرب غروب الشمس: اللّٰهُمَّ انّی اعُوذُ بِکَ مِنَ الْفَقْرِ وَ مِنْ تَشتُّتِ الْامُورِ وَ مِنْ شَرِّ مٰا یَحْدُثُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهٰارِ، امْسیٰ ظُلْمی مُسْتَجیٖراً بِعَفْوِکَ، وَ امْسیٰ خَوْفی مُسْتَجیٖراً بِامٰانِکَ، وَ امْسیٰ ذُنُوبی مُسْتَجِیرَةً بِمَغْفِرَتِکَ، وَ امْسیٰ ذُلّی مُسْتَجیٖراً بِعِزِّکَ، وَ امْسیٰ وَجْهِیَ الْفٰانِیَ الْبٰالی مُسْتَجیٖراً بِوَجْهِکَ الْبٰاقی، یٰا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ وَ یٰا اجْوَدَ مَنْ اعْطیٰ، جَلِّلْنی بِرَحْمَتِکَ، وَ الْبِسْنی عٰافِیَتِکَ، وَ اصْرِفْ عَنّی شَرَّ جَمیع خَلْقِکَ. و اعلم بأنّ الأدعیة الواردة فی هذا الیوم کثیرة.

و یناسب أن یدعو بکلّ ما تیسّر له، و من الحسن جدّاً قراءة دعاء الإمام الحسین علیه السلام فی یوم عرفة، و دعاء الإمام زین العابدین علیه السلام المذکور فی الصحیفة الکاملة، و أن یقول بعد غروب الشمس:

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 191

اللّٰهُمَّ لٰا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ هٰذَا الْمَوْقِفِ، وَ ارْزُقْنیٖهِ مِنْ قٰابِلٍ ابَداً مٰا ابْقَیْتَنی وَ اقْلِبْنی الْیَوْمَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً، مُسْتَجٰاباً لی، مَرْحُوماً مَغْفُوراً لی، بِافْضَلِ مٰا یَنْقَلِبُ بِهِ الْیَوْمَ احَدٌ مِنْ وِفْدِکَ وَ حُجّٰاجِ بَیْتِکَ الْحَرٰامِ، وَ اجْعَلْنِیَ الْیَوْمَ مِنْ اکْرَمِ وَفْدِکَ عَلَیْکَ، وَ اعْطِنی افْضَلَ مٰا اعْطَیْتَ احَداً مِنْهُمْ مِنَ الْخَیْرِ وَ الْبَرَکَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوٰانِ وَ الْمَغْفِرَةِ، وَ بٰارِکَ لی فِیمَا ارْجِعُ الَیْهِ مِنْ اهْلٍ اوْ مٰالٍ اوْ قَلیلٍ اوْ کَثیرٍ، وَ بٰارِکَ لَهُمْ فِیَّ. و أن یکثر من قول: اللّٰهُمَّ اعْتقْنی مِنَ النّارِ.

مناسک الحج (للفاضل)،

ص: 193

وقوف عرفات یجب علیه التکفیر بشاة، و علیه بعد إتمام الحج إعادة الحج فی العام المقبل علی الأقوی.

مسألة 548: من لم یدرک الوقوف بین الطلوعین أو لیلًا عن عذر یقف و لو قلیلًا بین طلوع الشمس یوم العاشر إلی الزوال من الیوم العاشر و حجّه صحیح.

مسألة 549: تبیّن ممّا ذکر أنّ للوقوف بالمشعر ثلاثة أوقات، هی: 1- لیلة العید لأُولی الأعذار. 2- بین الطلوعین للأفراد العادیین. 3- من طلوع الشمس إلی الزوال من یوم العاشر و هو اضطراری المشعر، کما أنّ القسم الأوّل اضطراری أیضاً.

مسألة 550: تبیّن ممّا سبق أنّ لعرفات وقوفاً اختیاریّاً و اضطراریّاً و للمشعر وقوفاً اختیاریّاً و وقوفین اضطراریّین. و بملاحظة إدراک کلا الموقفین أو أحدهما اختیاراً أو اضطراراً، فرداً و ترکیباً، عمداً أو جهلًا أو

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 196

نسیاناً تتکوّن لدینا أقسام کثیرة، نذکر منها ما هو مورد الابتلاء.

الأوّل: إدراک الوقتین الاختیاریین و لا إشکال فی صحّة حجّه.

الثانی: عدم إدراک الاختیاری و لا الاضطراری منهما عن عمد أو جهل أو نسیان أو عذر آخر فلا إشکال فی بطلان حجّه، و یجب علیه أن یؤدّی بذلک الإحرام عمرة مفردة؛ و هی طواف مع صلاته، وسعی و تقصیر و طواف النساء مع صلاته ثمّ یحلّ من الإحرام، و إذا کان معه شاة ذبحها علی الأحوط، و یجب علیه الحج فی عام المقبل مطلقاً علی الأحوط.

مسألة 551: إذا لم یکن معذوراً فی عدم إدراکه الموقفین یستقرّ علیه الحجّ، و یجب علیه الحج فی العام المقبل و إن کان فاقد الشرائط.

الثالث: درک اختیاری عرفة و الاضطراری النهاری للمشعر، فإذا کان قد ترک اختیاری المشعر عمداً فحجّه باطل و إلّا صحّ حجّه.

مناسک الحج (للفاضل)،

ص: 197

الرابع: درک اختیاری المشعر مع اضطراری عرفة، فإذا کان قد ترک اختیاری عرفة عمداً فحجّه باطل و إلّا صحّ حجّه.

الخامس: درک اختیاری عرفة مع اضطراری المشعر اللیلی؛ أی قبل طلوع الفجر، فإن ترک اختیاری المشعر لعذر فحجّه صحیح کما مرّ، و إلّا حجّه باطل علی الأقویٰ.

السادس: درک اضطراری المشعر اللیلی و اضطراری عرفة، فإن کان صاحب عذر و ترک اختیاری عرفة عن غیر عمد فالظاهر صحّة حجّه، و غیر المعذور إن ترک اختیاری أحدهما عمداً بطل حجّه علی الأقوی فی أحدهما، و علی الأحوط فی الآخر و هو اختیاری المشعر، و إن کان ترکه بغیر عمد فالأحوط وجوباً البطلان.

السابع: درک اضطراری عرفة و الاضطراری النهاری للمشعر، فإذا کان قد ترک أحد الاختیاریین عمداً فقد بطل حجّه و إلّا فلا تبعد الصحّة، و إن کان الأحوط الإعادة فی العام المقبل لو استطاع فیه.

الثامن: درک اختیاری عرفة فقط و إذا لم یکن قد

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 198

ترک اختیاری المشعر عن عمد فحجّه باطل، و إلّا فکذلک علی الأحوط.

التاسع: درک اضطراری عرفة فقط، فالحج باطل.

العاشر: درک اختیاری المشعر فقط، فحجّه صحیح إن لم یترک اختیاری عرفة عن عمد، و إلّا فحجّه باطل.

الحادی عشر: درک اضطراری المشعر النهاری فقط، فالظاهر صحّة حجّة.

الثانی عشر: درک اضطراری المشعر اللیلی فقط، فإن کان قد ترک الوقوف الاختیاری فی عرفة عن عمد فحجّه باطل، و إلّا فحجّه صحیح علی الأقوی إن کان من اولی الأعذار.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 199

فِی عَمَلِی، و سَلِّم لِی دِیِنی، وَ تَقَبَّل مَنَاسِکی». و أن یقتصد فی مشیه و لا یؤذی أحداً، و یستحبّ تأخیر صلاة العشاءین إلی مزدلفة و إن ذهب من اللیل ثلثه. و أن یجمع بین الصلاتین بأذان واحد و إقامتین، و یأتی بنوافل المغرب بعد صلاة العشاء، و إذا عاقه مانع عن الوصول إلی مزدلفة قبل نصف اللیل وجب علیه أن یصلّی المغرب و العشاء فی الطریق و لا یؤخِّرهما،

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 200

و یستحبّ النزول فی وسط الوادی من ناحیة الیمین، و إذا کان الحج صرورة فیستحبّ أن تطأ قدماه المشعر الحرام، و یستحبّ أن یمضی لیله بما یتیسّر له من العبادات و الطاعات، و أن یقرأ هذا الدعاء: اللّٰهُمَّ هٰذِهِ جَمْعٌ، اللّٰهُمَّ انّی اسْأَلُکَ انْ تَجْمَعَ لی فیٖهٰا جَوٰامِعَ الْخَیْرِ، اللّٰهُمَّ لٰا تُؤیِسْنی مِنَ الْخَیْرِ الَّذی سَالْتُکَ انْ تَجْمَعَهُ لی فی قَلْبی، وَ اطْلُبُ الَیْکَ انْ تُعَرِّفَنی مٰا عَرَّفْتَ اوْلِیٰاءَکَ فی مَنْزِلی هٰذٰا، وَ انْ تَقِیَنی جَوٰامِعَ الشَّرِّ. و یستحبّ بعد صلاة الصبح أن یؤدّی الحمد و الثناء للّٰه و هو علی طهارة، و أن یذکر ما أمکنه من نِعم اللّٰه و فضله، و أن یُصلِّی علی محمّد و آل محمّد، ثمّ یدعو أن یقرأ أیضاً هذا الدعاء: اللّٰهُمَّ رَبِّ الْمَشْعَرِ الْحَرٰامِ فُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ وَ اوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِک الْحَلٰالِ، وَ ادْرَأ عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْانْسِ، اللّٰهُمَّ انْتَ خَیْرُ مَطْلُوبٍ الَیْهِ وَ خَیْرُ مَدْعُوٍّ وَ خَیْرَ مَسْئولٍ، وَ لِکُلِّ وٰافِدٍ جٰائِزَةٌ،

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 201

فَاجْعَلْ جٰائِزَتی فی مَوْطِنی هٰذا انْ تُقیٖلَنی عَثْرَتی وَ تَقْبَلَ مَعذِرَتی، وَ انْ تُجَاوِزَ عَنْ خَطیٖئَتی، ثُمَّ اجْعَلِ التَّقْویٰ مِنَ الدُّنْیٰا زٰادی. و

یستحبّ أن یأخذ من مزدلفة الحصی التی یرمی بها فی منی، و عددها سبعون حصاة، و یستحبّ عند ما یتحرّک من مزدلفة نحو منیٰ و یصل إلی وادی محسّر أن یهرول مسافة مائة خطوة (قدماً) و إذا کان راکباً فلیسرع حرکة دابّته و یقول: اللَّهمّ سَلِّم لی عَهدِی وَ أَجِب دَعوَتی وَ اخلفنی فِیمَن تَرکت بَعدِی.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 203

حتّی و لو وصلت متعاقبة.

مسألة 559: لو شک فی أنّها مستعملة أو لا جاز الرمی بها.

مسألة 560: لو شک أنّها من غیر الحرم و حملت من خارجه لا یعتنی بشکّه.

مسألة 561: لو شک فی صدق الحصاة علیها لم یجز الاکتفاء بها.

مسألة 562: لو شک حال الرمی فی عدد الرمی وجب الرمی إلی أن یتیقّن کونه سبعاً، و کذا لو شک فی وصول الحصاة وجب الرمی إلی أن یتیقّن به.

مسألة 563: إذا رمی و لم یصب وجب التکرار و إن ظنّ بحصول الإصابة عند الرمی، فلو رمی اشتباهاً نحو هدف

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 206

آخر و نصب بجانب الجمرة لم یجزء و وجب الإعادة و لو فی السنة القادمة بنفسه أو بواسطة نائبه.

مسألة 564: لا بأس برمی عدّة حصیات دفعة واحدة سویّة، لکن تحسب واحدة، سواء أصابت جمیعها أم واحدة منها.

مسألة 565: یجوز الرمی راکباً، لکن الرمی مشیاً أولیٰ.

مسألة 566: یجب الرمی بالید، فالرمی بالرِّجل أو الفم لا یجزئ، و الأحوط عدم جواز الرمی بالمقلاع.

مسألة 567: إذا شک فی عدد الحصی بعد الانصراف من الرمی قبل الذبح و الحلق، فإن کان الشک فی النقیصة فالأحوط الرجوع و إتمام النقص، و إن شکّ فی الزیادة لا یعتنی بشکّه.

مسألة 568: إذا شک فی رمی الحصی أو عددها بعد الذبح أو الحلق فلا یعتنی بشکه.

مسألة 569: إذا شکّ بعد الفراغ من الرمی بصحّة الرمی بنیٰ علی صحّته. نعم، لو شک فی إصابة الحصاة

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 207

الأخیرة للهدف وجب الإعادة، و لکن لو علم بحصول الإصابة و احتمل الرمی بالرجل، أو أنّ الحصاة کانت مستعملة فلا یعتنی بشکّه.

مسألة 570: الظنّ بعدد الحصیٰ و الإصابة لا اعتبار

له.

مسألة 571: لا تشترط الطهارة من الحدث أو الخبث حال الرمی، کما لا تشترط طهارة الحصیٰ.

مسألة 572: من لم یستطع الرمی کالأطفال و المرضی و من له عذر کالإغماء یستنیب فی الرمی عنه.

مسألة 573: یستحبّ بل یوافق الاحتیاط أن یحمل المریض إلی الجمرة إن أمکن و یرمی عند حضوره.

مسألة 574: إذا شفی المریض أو أفاق المغمیٰ علیه بعد أن رمی عنه النائب لم یجب علیه الإعادة، لکن لو شفی أو أفاق أثناء الرمی وجب علیه أن یستأنف الرمی من الأوّل، و کفایة ما رماه النائب محلّ إشکال.

مسألة 575: من کان معذوراً فی الرمی نهار العید جاز له الرمی لیلًا فی أیّ وقت شاء.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 208

فَنِعْمَ الرَّبُّ وَ نِعْمَ المَولَی وَ نِعْمَ النَّصِیر.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 210

أصل الخلقة بلا اذن و لا قرن فلا یبعد الاجتزاء به و إن کان الأحوط خلافه.

التاسع: أن لا یکون خصیّاً فی أصل الخلقة.

مسألة 580: لو لم یوجد غیر الخصیّ لا یبعد الاجتزاء به، و إن کان الأحوط الجمع بینه و بین التامّ فی ذی الحجّة من هذا العام، و إذا لم یتیسّر ففی العام المقبل، أو الجمع بین الناقص و الصیام.

مسألة 581: قیل بالاجتزاء بالجاموس فی الهدی الواجب، لکن قیل بکراهته.

مسألة 582: إذا کان قرن الحیوان الخارج مکسوراً أو مقطوعاً فلا بأس به، و القرن الخارج هو القرن الشدید السواد الذی هو بمثابة الغلاف للقرن الداخل الذی یکون لونه أبیض.

مسألة 583: لا بأس بشقاق الاذن و ثقبه، و الأحوط عدم الاجتزاء به.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 213

مسألة 584: یجب أن یکون الذبح بعد رمی جمرة العقبة علی الأقوی.

مسألة 585: أقلّ الهدی شاة، و کلّما ذبح هدیاً أکثر کان أفضل، و فی الروایة أنّ رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله و سلم ضحّی بمائة بدنة، نحر منها أربعة و ثلاثین لأمیر المؤمنین علیه السلام و ستّة و ستّین له.

مسألة 586: لو لم یحصل علی الهدی، لا الصحیح و لا الناقص، أودع قیمته لدی شخص أمین لیشتری بها و یضحّی عنه فی منی فی بقیّة ذی الحجّة، و إذا لم یمکن فی هذه السنة ففی السنة القادمة.

مسألة 587: لو لم یحصل إلّا علی الهدی الناقص من غیر ناحیة الاخصاء الذی مضیٰ حکمه فالأحوط وجوباً ذبحه مع ذبح هدی آخر فی بقیّة ذی الحجّة، و إذا لم یحصل علیه ذبح فی السنة المقبلة و أن لا یبعد الاجتزاء بالناقص، و الأحوط الأولی الجمع بین الهدی الناقص و

التام علی النحو المذکور، و بین الهدی الناقص و الصیام علی النحو الذی سیأتی بیانه.

مسألة 588: الأحوط وجوباً عدم تأخیر الذبح عن

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 214

یوم العید.

مسألة 589: لو لم یذبح یوم العید لعذر کالنسیان و غیره فالأحوط وجوباً الذبح فی أیّام التشریق، و إن لم یمکن ففی بقیّة أیّام ذی الحجّة، و هذا الحکم یشمل حالة التأخیر العمدی أیضاً.

مسألة 590: لو ذبح هدیاً و هو یعتقد کونه صحیحاً و سالماً، ثمّ تبیّن کونه مریضاً أو ناقصاً لا یجتزئ به و وجب علیه ذبح هدی آخر.

مسألة 591: لو ذبح هدیاً باعتقاد کونه سمیناً، ثمّ تبیّن کونه هزیلًا اجتزئ به.

مسألة 592: لو اشتریٰ هدیاً و هو یعتقد أنّه هزیل علی أمل أن یصیر سمیناً، و ذبحه بنیّة طاعة اللّٰه رجاء، ثمّ تبیّن کونه سمیناً اجتزئ به.

مسألة 593: لو لم یحتمل کونه سمیناً، أو احتمل ذلک و لکن ذبحه من غیر مبالاة و لا برجاء الإطاعة فلا یکفی.

مسألة 594: لو اعتقد کونه هزیلًا و ذبحه بنیّة طاعة اللّٰه جهلًا بالحکم، ثمّ تبیّن کونه سمیناً فالأولی الإعادة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 215

مسألة 595: إذا کان معتقداً بکون الهدی ناقصاً، و ذبحه بنیّة طاعة اللّٰه؛ لجهله بالحکم، ثمّ تبیّن صحّته فالظاهر الاکتفاء به.

مسألة 596: الأحوط أن یقسّم الهدی ثلاثة أقسام:

قسم یهدیه، و قسم یتصدّق به، و مقداراً منه یأکله، و أن یتصدّق علی المؤمنین، لکن هذه الاحتیاطات جمیعها لیست واجبة، فلو تصدق علی الکفّار، أو أعطاهم الذبیحة بتمامها فلا إشکال علیه و لا یکون ضامناً لحصّة الفقراء، لکن الاحتیاط حسن، خاصّة فی أکل مقدار من الهدی.

مسألة 597: یجوز الاستنابة فی الذبح، و ینوی النائب، و الأحوط نیة

المنوب عنه أیضاً.

مسألة 598: الأحوط وجوباً أن یکون الذابح مؤمناً (شیعیّاً) إن کان الذابح نائباً فی جمیع أعمال الذبح من النیّة و غیرها، و لکن لو ارید منه خصوص الذبح لا یشترط فیه الإیمان، بل لا یخلو من قوّة، و کذلک فی ذبح الکفّارات.

مسألة 599: لا یجزئ الهدی المذبوح بید غیر المؤمن إن

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 216

کان نائباً فی جمیع أعمال الذبح حتّی قصد القربة، و یجب ذبح هدی آخر و إن کان غیر ملتفت إلی أنّ الذابح غیر مؤمن أو کان جاهلًا بالحکم.

مسألة 600: الذبح من العبادات و تجب فیه النیّة الخالصة و قصد إطاعة اللّٰه سبحانه.

مسألة 601: إذا احتمل وجود النقص أو المرض فی الهدی فالأحوط عرضه للفحص، و إن کان الأقوی عدم وجوب الفحص لو احتمل کون العیب حادثاً، مثلًا إذا احتمل قطع الذنب أو الاذن أو الإخصاء فلا یجب الفحص، و لا یترک الاحتیاط فی العیوب التی یحتمل وجودها من الولادة.

مسألة 602: إذا شکّ بعد الذبح أنّ الهدی کان ناقصاً أو غیر واجدٍ للشرائط فلا یعتنی بشکّه.

مسألة 603: لو شکّ فی صحّة عمل النائب و هل أنّه اشتری هدیاً جامعاً للشرائط أم لا فلا یعتنی بشکّه، و یکتفی بذبحه.

مسألة 604: یجب أن یحصل العلم أو الاطمئنان بأنّ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 217

النائب قد اشتریٰ هدیاً و ذبحه، و لا یکفی الظنّ.

مسألة 605: لو عمل النائب خلافاً لحکم الشرع، فإن کان عن اشتباه أو جهل، و قد أخذ لعمله اجرة فهو ضامن لها، و إلّا فالضمان غیر معلوم، و علی کلّ حال یجب الإعادة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 218

ثلاثة أیّام فی الحج و سبعة بعد الرجوع من الحج.

مسألة 607: المراد من عدم القدرة أن لا یکون لدیه هدی و لا مال یشتری به هدیاً و لا یستطیع الاقتراض بالتفصیل الذی سیتّضح فی المسائل التالیة.

مسألة 608: إذا کان قادراً علی الاقتراض بلا حرج و مشقّة، و کان لدیه شی ء بإزاء القرض یمکنه من الأداء وجب علیه الاقتراض و الهدی.

مسألة 609: لو کان لدیه شی ء زائد علی مئونة السفر وجب بیعه لأجل شراء الهدی، لکن لا یجب بیع اللباس مهما کان.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 219

مسألة 610: لا یجب علیه الکسب لثمن الهدی، و لو اکتسب و حصل له ثمن الهدی وجب علیه الشراء و الذبح.

مسألة 611: لو باع لباسه الزائد و إن لم یکن واجباً، و حصل علی ثمن الهدی وجب علیه شراء الهدی، و الأحوط الصوم أیضاً.

مسألة 612: یجب وقوع صوم الأیّام الثلاثة فی ذی الحجة، و الأحوط وجوباً أن یصوم من السابع إلی التاسع و لا یتقدّم علی ذلک.

مسألة 613: یجب أن یکون صیام الأیّام الثلاثة متوالیاً.

مسألة 614: إذا لم یستطع أن یصوم الیوم السابع صام الثامن و التاسع، و أخّر الیوم الثالث إلی ما بعد الرجوع من منیٰ، و الأحوط أن یصوم بعد أیّام التشریق؛ و هی الحادی عشر و الثانی عشر و الثالث عشر.

مسألة 615: لا یجوز صیام الأیّام الثلاثة فی أیّام التشریق فی منی، بل لا یجوز الصوم فی أیّام التشریق فی منی علی جمیع الناس من الحاجّ و غیره.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 220

مسألة 616: الأحوط الأولی لمن لم یصم فی الیوم السابع و صام الثامن و التاسع أن یصوم ثلاثة أیّام متتالیة بعد الرجوع من منیٰ. و

أوّل هذه الأیّام هو الیوم الثالث عشر إذا لم یکن فی منیٰ، و إلّا فالیوم الرابع عشر. و یجب أن تکون نیّته هی صیام ثلاثة أیّام من هذه الأیّام الخمسة للصوم الواجب.

مسألة 617: لو لم یصم الیوم الثامن فلا بدّ من ترک التاسع أیضاً، فیجب علیه تأخیر الصیام إلی ما بعد الرجوع من منی، و حینئذ یجب أن یصوم ثلاثة أیّام متتالیة.

مسألة 618: من لم یصم فی الیوم الثامن، و أخّر صیامه إلی ما بعد الرجوع من منی جاز له صیامها فی أیّ وقت شاء من شهر ذی الحجّة و إن کان الأحوط المبادرة إلی صیامها بعد أیّام التشریق.

مسألة 619: یجوز صیام هذه الأیّام الثلاثة فی السفر و لا یجب قصد الإقامة فی مکة، بل مع عدم المهلة للبقاء فی مکة یجوز صیامها فی الطریق.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 221

مسألة 620: لو صام الثلاثة، ثمّ تمکّن من الهدی لم یجب علیه الهدی، لکن لو تمکّن فی أثنائها وجب علیه الهدی.

مسألة 621: لو لم یصم حتی انقضی شهر ذی الحجّة وجب علیه الهدی فی منی فی العام المقبل هو أو من ینوبه، و لا فائدة فی الصیام.

مسألة 622: یجب أن یکون صیام هذه الأیّام الثلاثة بعد الإحرام للعمرة، و لا یجوز الصیام قبل ذلک.

مسألة 623: یجب صیام الأیّام السبعة الباقیة بعد الرجوع من الحج.

مسألة 624: الأحوط الأولی أن یکون صیامها متتالیاً.

مسألة 625: لا یجوز صیام الأیّام السبعة فی مکة و لا فی الطریق، إلّا إذا قصد الإقامة و مضی بعد قصده مدّة لو کان قد رجع فیها لوصل إلی وطنه، فبعد هذه المدّة یجوز له الصیام، و یجوز أیضاً إذا مضی علیه شهر من یوم قصد

الإقامة.

مسألة 626: حیث إنّ الرجوع فی هذه الأیّام یتمّ للبعض بواسطة الطائرة، فلا یبعد جواز الصیام لمن قصد

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 222

الإقامة فی مکة بعد مضیّ المقدار الذی تستغرقه الطائرة فی الوصول إلی وطنه، لکنّ الأحوط خلاف ذلک، و الأحوط وجوباً عدم الجمع بین الثلاثة و السبعة.

مسألة 627: لو قصد الإقامة فی غیر مکّة فی الطریق أو فی بلد غیر وطنه فالظاهر عدم جواز صیام السبعة فیه و إن مضی علی یوم قصده الإقامة زمن یکفی لوصوله إلی وطنه.

مسألة 628: الظاهر أنّ حساب الشهر الذی یمضیه فی مکة لیجوز له الصیام بعده، و کذلک حساب وقت الوصول إلی الوطن یبدأ من وقت مجاورة مکة أو الإقامة فیها.

مسألة 629: إذا تمکّن من الصیام و مات قبل أن یصوم وجب علی ولیّه أن یقضی عنه الأیّام الثلاثة علی الأقوی و الأیّام السبعة علی الأحوط استحباباً.

مسألة 630: بعد الرجوع إلی بلده لا یجب علیه الصیام فی نفس البلد، فیجوز له أن یقصد الإقامة فی بلد آخر و یصوم فیه.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 223

مسألة 631: لو لم یتمکّن من صیام ثلاثة أیّام فی مکة و رجع إلی وطنه، فإن بقی شهر ذی الحجّة صام فی محلّه لکن یفصل بینها و بین السبعة، و لو مضی الشهر وجب الهدی و لو باستنابة شخص أمین.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 224

الذبح فی المسلخ الجدید.

مسألة 634: من کان أجیراً للحج یجوز له استنابة شخص ثالث فی الذبح، و ینوی الوکیل المذکور نیّة هدی الحج الذی یؤدّیه موکّله عن موکّله.

مسألة 635: لا یجوز تأخیر الذبح عن یوم العید عمداً علی الأحوط، لکن إذا أخّره عمداً أو جهلًا أو نسیاناً

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 225

فلا یجزئ الذبح فی اللیل إلّا لمن کان خائفاً.

مسألة 636: من کان وکیلًا عن الغیر فی الذبح یجوز له قبل الحلق أو التقصیر أن یذبح عن موکّله.

من شعر الرأس أو اللحیة أو الشارب بکلّ آلة، أو قصّ الظفر، و الأولی الجمع بین قصّ الظفر و شی ء من الشعر.

مسألة 640: الحلق و التقصیر من العبادات، فیجب أداؤهما بنیّة خالصة من الریاء طاعةً للّٰه تعالی، و إلّا فلا یصحّان و لا یحلّ ما یحلّ بهما.

مسألة 641: یجوز للمکلّف أن یحلق نفسه، أو یذهب إلی الحلّاق و کذلک فی التقصیر، و یجب أن ینوی هو، و الأولی أن ینوی الحلّاق أیضاً.

مسألة 642: من تعیّن علیه الحلق کالأشخاص

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 228

المذکورین فی المسألة (656) إذا لم یکن علی رأسه شعر فیجب إمرار الموسیٰ علی رأسه، و یجزئ عن الحلق.

مسألة 643: من کان مخیّراً بین الحلق و التقصیر، و لم یکن علی رأسه شعر وجب علیه التقصیر، و إذا لم یکن لدیه شعر حتّی فی الحاجب وجب علیه قصّ الظفر، و إذا لم یکن لدیه ظفر کفاه إمرار الموسیٰ علی رأسه.

مسألة 644: حلق اللحیة لا یجزئ عن التقصیر.

مسألة 645: الاکتفاء بقصّ شعر الإبط أو العانة مشکل.

مسألة 646: محلّ الحلق و التقصیر هو منیٰ، و لا یجوز إتیانهما فی غیرها اختیاراً.

مسألة 647: الأحوط أن یکون الحلق و التقصیر یوم العید و إن کان لا یبعد جواز التأخیر إلی آخر أیّام التشریق.

مسألة 648: لو لم یحلق أو یقصر فی منیٰ، و خَرَجَ منها وجب الرجوع و العمل، و لا فرق فی ذلک بین کون الترک عن عمد أو نسیان أو سهو أو بسبب الجهل.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 229

مسألة 649: إذا لم یتمکّن من الرجوع إلی منیٰ حلق أو قصّر فی مکانه و أرسل شعره إلی منی إن أمکن، و یستحبّ دفن الشعر فی منیٰ

فی محلّ خیمته.

مسألة 650: لا یجوز الطواف قبل الحلق أو التقصیر، کما لا یجوز تقدیم السعی.

مسألة 651: لو طاف و سعی قبل الحلق أو التقصیر سهواً أو جهلًا بالحکم وجب الرجوع و الحلق أو التقصیر و بعد ذلک یطوف و یصلّی صلاة الطواف و یسعی، و إذا لم یستطع الرجوع إلی منی یحلق أو یقصّر أینما کان، ثمّ یعید الطواف و الصلاة و السعی.

مسألة 652: لو فعل ذلک عن علم و عمد وجب علیه إضافة إلی إعادة الطواف و صلاته و السعی أن یکفّر بشاة.

مسألة 653: لو قدّم الطواف فقط عن علم و عمد وجبت علیه شاة. و لو قدّم السعی فقط لم تجب علیه، لکن یجب علیه إعادة السعی بعد الحلق أو التقصیر و الطواف و صلاته.

مسألة 654: لو فعل ذلک عن علم و عمد وجب علیه

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 230

إضافة إلی إعادة الطواف و صلاته و السعی أن یذبح شاةً.

مسألة 655: لو حلق أو قصّر بعد الطواف أو بعد السعی أو کلیهما عن علم أو جهل أو نسیان فالأحوط الإعادة حتی یحصل الترتیب، و إذا کان یجب علیه الحلق فیحتاط بإمرار الموسیٰ علی رأسه.

مسألة 656: الأحوط وجوباً أن یرمی الجمرة فی منیٰ أوّلًا، ثمّ یذبح، ثمّ یقصّر أو یحلق.

مسألة 657: لو خالف ذلک الترتیب عن غفلة أو سهو لم تجب علیه الإعادة، و إذا کان عن جهل فلا یبعد عدم وجوب الإعادة و إن کانت هی الأحوط، و إذا کان عن علم و عمد فلا یترک الاحتیاط إن أمکنه ذلک.

مسألة 658: لو أدّی المحرم ما یجب علیه من الحلق أو التقصیر حلّت له جمیع الأشیاء التی حرمت علیه عند الإحرام للحج،

إلّا النساء و الطیب، و أمّا الصید فإنّ حرمته ناشئة من سببین: أحدهما کونه فی الحرم و الصید فی الحرم حرام علی المحرم و غیره، و الآخر الإحرام، فالمحرم لا یجوز له الصید لا فی الحرم و لا فی خارجه، فلا یبعد أن

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 231

ترتفع الحرمة الثانیة بعد الحلق أو التقصیر، فیجوز له الصید خارج الحرم.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 232

الطهر. 2- الشیوخ العاجزون عن الطواف بعد الرجوع

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 236

بسبب الازدحام و لا یستطیعون الانتظار حتی یخف الازدحام، أو أنّهم عاجزون عن الرجوع إلی مکة. 3- المرضی الذین یخافون من الطواف فی الازدحام، أو یعجزون عنه و لا یستطیعون الانتظار فی مکة حتی یخف الازدحام. 4- من یعلم أنّه لا یتمکّن من أداء الأعمال إلی آخر ذی الحجّة لسبب ما.

مسألة 669: لو انکشف الخلاف للطوائف الثلاث الاولی، مثلًا لم تحض المرأة، أو شفی المریض، أو کان الازدحام قلیلًا و غیر مؤذ لم یجب علیهم إعادة الأعمال، و إن کان أحوط.

مسألة 670: و أمّا أصحاب الطائفة الرابعة، فإذا کان اعتقادهم بعدم القدرة علی أداء الأعمال ناشئاً من مرض أو شیخوخة أو عجز موجود من السابق فکذلک لا تجب علیهم الإعادة، و أمّا إذا کان ناشئاً من احتمال حدوث المرض و لم یحدث فلا تجزئهم الأعمال و یجب علیهم الإعادة، و کذلک إذا نشأ اعتقادهم من جهة اخریٰ کاحتمال

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 237

أن یمنعهم السیل، ثمّ لم یقع، فیجب علیهم الإعادة بعد الرجوع من منیٰ.

مسألة 671: تروک الإحرام التی وجبت علی المحرم عند إحرامه بتفصیل سبق ذکره تحلّ علیه تدریجیّاً و فی ثلاث مراحل:

الأولی: بعد الحلق او التقصیر، فتحلّ له جمیع محرّمات الإحرام إلّا النساء و الطیب و الصید من جهة الحرم لا الإحرام.

الثانیة: بعد طواف الزیارة و صلاته و السعی بین الصفا و المروة علی نحو سبق بیانه، فیحلّ له الطیب و تبقی النساء محرّمة علیه.

________________________________________

لنکرانی، محمد فاضل موحدی، مناسک الحج (للفاضل)، در یک جلد، ه ق

مناسک الحج (للفاضل)؛ ص: 237

الثالثة: بعد طواف النساء و صلاته، تحلّ له النساء

أیضاً. و أمّا الصید فی الحرم فمحرّم علی الجمیع، سواء منهم المحرم أم المحلّ.

مسألة 672: من قدّم طواف الزیارة و طواف النساء لعذر، کالشیخ و العاجز و المرأة التی خافت الحیض فلا یحل

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 238

علیهم الطیب و النساء، و یحلّ علیهم جمیع المحرّمات بعد الحلق أو التقصیر.

مسألة 673: لا یختصّ طواف النساء بالرجال، بل یجب علی المرأة و الخنثی و الخصی و الصبی الممیّز أیضاً، و لو لم یفعلوا حرمت علیهم الرجال أو النساء إن کانوا ذکوراً بنفس البیان السابق، بل حتی الطفل غیر الممیّز إذا أحرم به ولیّه، فالأحوط وجوباً أن یطوف به طواف النساء لکی تحلّ له النساء أو الرجال بعد البلوغ.

مسألة 674: طواف النساء و صلاته و إن کانا واجبین و بدونهما تحرم النساء، لکنّهما لیسا رکناً، فترکهما عمداً لا یوجب بطلان الحج. و إنّما یجب علی من حجّ أن یؤدّیهما و إلّا لم تحلّ له النساء، بل الأحوط وجوباً بقاء حرمة العقد و الخطبة و الشهادة علیه أیضاً.

مسألة 675: لا یجوز تقدیم السعی علی طواف الزیارة أو صلاته فی حال الاختیار، کما لا یجوز تقدیم طواف النساء علی طواف الزیارة و علی السعی فی حال الاختیار،

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 239

و لو قدّم أعاد کی یحصل الترتیب.

مسألة 676: یجوز تقدیم طواف النساء علی السعی لأجل الضرورة، کخوف الحیض و عدم التمکّن من الإقامة فی مکة إلی زمان الطهر، لکن الأحوط فی ذلک الاستنابة أیضاً.

مسألة 677: لو قدّم طواف النساء علی السعی سهواً أو جهلًا بالحکم صحّ طوافه و سعیه، و الأحوط إعادة الطواف.

مسألة 678: لو لم یؤدّ طواف النساء سهواً أو عمداً حتی رجع عن الحج، فإن

أمکنه الرجوع و أداؤه بنفسه وجب علیه ذلک. و لو لم یتمکّن من الرجوع، أو کان فیه مشقّة وجبت الاستنابة، و بعد أداء النائب تحلّ النساء علی المستنیب.

مسألة 679: من نسی الطواف الواجب، سواء کان طواف العمرة أم طواف الحج أم طواف النساء و رجع و جامع زوجته وجب علیه أن یذبح هدیاً فی مکة، و الأحوط الأولی أن یکون بدنة. و إذا أمکنه الذهاب إلی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 240

مکة وجب علیه الطواف و الصلاة بنفسه، و الأحوط الأولی فی غیر طواف النساء أن یأتی بالسعی أیضاً، و إذا لم یتمکّن من الذهاب أو کان فیه مشقّة وجبت الاستنابة.

مسألة 680: من ترک الطواف، سواء کان طواف العمرة أم طواف الزیارة جهلًا بالحکم، ثمّ رجع إلی محلّه وجبت علیه الإعادة مع نحر بدنة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 241

لم یمکنه ذلک أیضاً، وقف فی مقابل الحجر و کبّر ثمّ أتی بما أتی به فی طواف العمرة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 243

علیه المبیت لیلة الثالثة عشرة، فهذا الحکم لیس مختصّاً بإحرام الحج.

مسألة 685: المقدار الواجب فی المبیت هو من أوّل اللیل إلی نصفه، فلا بأس بالخروج من منی بعد نصف اللیل، و الأولی عدم دخول مکة قبل الطلوع.

مسألة 686: من لم یکن فی منی أوّل اللیل وجب علیه الرجوع إلی منی قبل نصف اللیل و البقاء فیها إلی الفجر.

مسألة 687: الأحوط وجوباً حساب نصف اللیل من غروب الشمس إلی طلوعها، و الأحوط الحساب من وقت المغرب الشرعی.

مسألة 688: المبیت فی منی من العبادات، فیجب إتیانه بنیّة خالصة طاعةً للّٰه تعالی.

مسألة 689: لا یجوز ترک المبیت بمنی و الاشتغال

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 246

بالعبادة فی غیر مکة حتی فی الطریق بین مکة و منی علی الأحوط.

مسألة 690: من ترک المبیت الواجب فی مِنیٰ وجب علیه لکلّ لیلة شاة.

مسألة 691: لا فرق فی وجوب الشاة بین کونه قد ترک المبیت عامداً أو ناسیاً أو جاهلًا بالحکم.

مسألة 692: من بقی فی مکة مشتغلًا بالعبادة إلی الصبح و لم یأت إلی منی فلا تجب علیه الاضحیة.

مسألة 693: بالنسبة إلی الطوائف الخمسة التی ذُکِرت فی المسألة «702» عدم وجوب المبیت علیها فی منی یجب علیهم إذا لم یبیتوا أن یکفّروا عن کلّ لیلة بشاة، حتی الطائفة الثالثة و الرابعة علی الأحوط الوجوبی.

مسألة 694: لا یجب أن یتوفّر فی الشاة التی هی کفّارة ترک المبیت أیّ شرط من شروط الهدی الذی یجب علی الحاج أن یذبحه فی منیٰ.

مسألة 695: لیس لذبح الهدی المذکور محلّ خاصّ، فیجوز له ذبحها عند الرجوع إلی محلّه، و إن کان الأحوط

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 247

ذبحها فی منیٰ.

مسألة 696: من جاز لهم الإفاضة من منی

فی الیوم الثانی عشر تجب علیهم الإفاضة بعد الظهر، و لا یجوز لهم الإفاضة قبله، و أمّا الذین یفیضون فی الیوم الثالث عشر فیجوز لهم الإفاضة فی أیّ وقت من ذلک الیوم.

کالمرض أو العجز أو الخوف جاز له الرمی فی لیلة ذلک الیوم و اللیلة القادمة.

مسألة 706: یجب الترتیب فی الرمی بأن یبتدأ بالجمرة الأُولی، ثمّ الوسطی، ثمّ العقبة.

مسألة 707: لو رمی الجمرة الأُولی بأربع حصیات، ثمّ رمی الوسطی بأربع، ثمّ رمی العقبة بسبع، فإن فعل ذلک عن علم و عمد فالأحوط وجوباً الإعادة، و إلّا أکمل البقیّة و کفاه ذلک.

مسألة 708: لو ابتدأ بالجمرة الوسطی، ثمّ بالجمرة الأُولی کفاه إعادة رمی الجمرة الوسطی و بعدها العقبة، و لا تجب إعادة رمی الجمرة الأُولی، و لا فرق فی هذا الحکم بین العلم و الجهل و النسیان.

مسألة 709: لو ترک الرمی فی أحد الأیّام عمداً أو

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 251

نسیاناً وجب علیه قضاؤه فی الیوم الآتی، و لو نسی یومین وجب علیه قضاؤها فی الیوم الثالث.

مسألة 710: یجب تقدیم القضاء علی الأداء فی الرمی، ففی الیوم الحادی عشر إذا أراد قضاء رمی یوم العید وجب علیه رمی القضاء أوّلًا، ثمّ یأتی برمی یوم الحادی عشر الذی هو أداء. و إذا کان علیه قضاء یومین وجب تقدیم قضاء الیوم السابق. فإذا أراد فی الیوم الثالث عشر أن یقضی رمی یوم العید و یوم الحادی عشر و یوم الثانی عشر وجب علیه قضاء رمی یوم العید أوّلًا، ثمّ یقضی بعده رمی یوم الحادی عشر، ثمّ یقضی یوم الثانی عشر و یختم بالیوم الثالث عشر.

مسألة 711: کما أنّ قضاء رمی الجمار الثلاث واجب، فکذلک قضاء بعضها إذا ترک واجب أیضاً، فإذا رمی فی الیوم الحادی عشر الجمرة الأُولی، و ترک الأخیرتین ففی الیوم التالی یجب علیه قضاء ما ترکه فی الیوم السابق، ثمّ یؤدّی ما یجب علیه لنفس

ذلک الیوم.

مسألة 712: لو التفت فی الیوم اللاحق أنّه قد رمی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 252

الجمار فی الیوم السابق بخلاف الترتیب وجب علیه القضاء بنحو یحصل به الترتیب، ثمّ یؤدّی تکلیف ذلک الیوم.

مسألة 713: لو رمی کلّاً من الجمار الثلاث أو بعضها أربع حصیّات، ثمّ تذکّر فی الیوم اللاحق فالأحوط وجوباً قضاء البقیّة أوّلًا، ثمّ یؤدّی تکلیف الیوم الحاضر.

مسألة 714: لو نسی رمی الجار و جاء من منی إلی مکة، فإن تذکر فی أیّام التشریق وجب علیه الرجوع و الإتیان بالرمی إن تمکّن، و إلّا وجب الاستنابة. و لو تذکر بعد أیّام التشریق أو أخّر عمداً إلی ما بعدها وجب علیه الرجوع إلی منی هو أو نائبه و الإتیان بالرمی و القضاء أیضاً فی السنة التالیة فی الأیّام التی فاته فیها الرمی، إمّا بنفسه أو بواسطة نائبه.

مسألة 715: لو نسی رمی الجمار و تذکّر بعد الخروج من مکة فالأحوط وجوباً القضاء فی السنة التالیة هو أو نائبه.

مسألة 716: من نسی رمی بعض الجمرات فحکمه هو عین ما ذکر فی المسألتین السابقتین، و الأحوط وجوباً

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 253

شمول الحکم نفسه لمن رمی أقلّ من سبع حصیات فی الجمار الثلاث أو بعضها.

مسألة 717: المعذور عن الرمی کالمریض أو الطفل أو العاجز عن الرمی لکسر فی یده أو رجله أو لشدة الضعف أو الإغماء یجب علیه الاستنابة، و الأحوط وجوباً تأخیر النائب الرمی إلی أن ییأس المنوب عنه، و یستحبّ أن یحمل المعذور و یتمّ الرمی أمامه فی محضره، و إن أمکن وضع الحصی فی یده و رمی بها. و لو رمی النائب، ثمّ زال العذر لم تجب الإعادة لو کان الرمی قد حصل

بعد الیأس، سواء کانت الاستنابة قد حصلت بعد الیأس، أو أخّر النائب الرمی إلی الیأس.

مسألة 718: إذا یأس الآخرون کالولی من ارتفاع عذر المعذور لم یجب الاستئذان منه و إن کان الاستئذان مطابقاً للاحتیاط المستحبّ، و لو لم یقدر علی الإذن فلا اعتبار بإذنه.

مسألة 719: لو شکّ بعد مضیّ الیوم الذی وجب علیه فیه الرمی هل أنّه رمی فیه أم لا، لا یعتنی بشکّه.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 254

مسألة 720: لو شکّ بعد الرمی فی إتیانه صحیحاً لا یعتنی بشکّه.

مسألة 721: إذا بدأ رمی الجمرة الوسطی، ثمّ شک هل أنّه رمی الجمرة الاولی أم لا، أو شکَّ فی صحّة رمیها لا یعتنی بشکّه.

مسألة 722: لو شکّ هل أنّه رمی سبعاً أم أقل قبل الدخول فی رمی الجمرة التالیة وجب الرمی بمقدار النقص المحتمل حتیٰ یتیقّن بالسبع. و لو شکّ بعد الفراغ من الرمی أو الاشتغال بعمل آخر فالأحوط وجوباً تکمیل النقص المحتمل.

مسألة 723: لو شکّ فی عدد رمی الجمرة الأُولی بعد الدخول فی الجمرة الوسطی أو الفراغ منها، فإن أحرز رمی أربع حصیات فالأحوط وجوباً تکمیل الباقی، و إذا شکّ فی رمی أربع حصیّات بنی علی الأربع و أتی بالبقیّة.

مسألة 724: لو تیقّن بعد مرور یوم أنّه لم یرمِ أحد الجمرات الثلاث، و لم یعرف أیّها کانت فالظاهر الاکتفاء برمی جمرة العقبة، و الأحوط الأولیٰ قضاء الثلاث جمیعها.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 255

مسألة 725: لو تیقّن بعد رمی الجمار الثلاث بنقصان حصاة أو اثنتین أو ثلاث من أحد الجمار الثلاث وجب رمی النقص المحتمل فی کلّ واحد من الثلاث.

مسألة 726: لو تیقّن بعد الرمی إلی الجمار الثلاث أنّه رمی إلی أحد الجمار أقلّ من أربع

حصیات، و لم یعلم ایّها کانت فلا یبعد الاکتفاء برمی جمرة العقبة و تکمیل النقص، و الأحوط الأولی رمی جمرة العقبة بسبع حصیات و أحوط منه إعادة رمی الثلاث.

مسألة 727: لو تیقّن بعد مضیّ الأیّام الثلاثة أنّه لم یرم فی أحدها، و لم یعلم به وجب علیه قضاء کلّ الأیّام الثلاثة مع مراعاة الترتیب.

مسألة 728: النساء و الضعفاء و کلّ من لم یمکنهم الرمی نهاراً یجب علیهم الرمی لیلًا.

مسألة 729: یجوز الرمی فی الطابق الثانی، و لا یشترط الرمی فی الطبقة الأولی.

مسألة 730: من لم یتمکّن من الرمی نهاراً، إذا تمکّن من الرمی لیلًا لا یجوز له الاستنابة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 256

مسألة 731: یجب علی النائب أن یؤدّی الأعمال الاختیاریة فی الحج، فالمعذور لا یجوز أن یکون نائباً، فمن صار نائباً فی الرمی وجب علیه الرمی نهاراً.

مسألة 732: لا یجزئ رمی الجدار المحیط بالجمرات.

مسألة 733: من رمی أکثر من سبع حصیات بطل رمیه، و وجب علیه الإعادة إن کان قاصداً الزیادة من الأوّل، و إن لم یکن قاصداً الرمی أکثر من سبع، و لکن بعد رمی السبع المقصود زاد علیها فلا بأس بذلک.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 257

منع فیه إبلًا أو یذبح بقرة أو شاة، و الأحوط الأولی الذبح بقصد التحلّل. و الأحوط الأولی قصّ مقدار من شعره أو ظفره أو الحلق بدلًا عنهما خاصة

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 258

لمن ساق الهدی، فإذا فعل ذلک حلّ له کلّ شی ء حتّی النساء.

مسألة 737: لو أحرم لدخول مکّة أو لأداء المناسک فیها و طالبه الظالم بمال، فإن تمکّن من أدائه وجب إلّا أن یکون حرجاً، و إذا لم یکن لدیه المال أو کان حرجاً علیه فالظاهر أنّه بحکم المصدود.

مسألة 738: لو صدّ عن طریق و کان له طریق آخر مفتوح ولدیه مئونة الذهاب فیه بقی علی إحرامه، و وجب علیه الذهاب منه، فإن ذهب عن ذلک الطریق وفاته الحج وجب علیه الإتیان بالعمرة المفردة.

مسألة 739: إذا خاف المصدود من أنّه لو ذهب من الطریق الآخر فاته الحج لم یجز له العمل بحکم المصدود و التحلل فی مکانه بل یجب أن یواصل الطریق حتی یتحقّق الفوت فیحلّ بالعمرة المفردة.

مسألة 740: یتحقّق الصدّ عن الحج بعدم إدراک الوقوفین فی عرفة و المشعر لا اختیاریهما و لا اضطراریهما بل یتحقّق بعدم إدراک ما یفوت الحج بفوته و لو لم یکن عن

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 259

علم و عمد، بل الظاهر تحقّقه بالمنع عن أعمال مکة و منی إذا لم یتمکّن من الاستنابة فیهما.

مسألة 741: إذا أتیٰ بأعمال مکّة و منی و صدّ عن المبیت فی منی و أعمال التشریق لم یتحقّق حکم المصدود، و صحّ حجّه و وجب الاستنابة لها فی هذه السنة إن أمکن و إلّا فی السنة القادمة.

مسألة 742: المصدود عن العمرة أو الحج لو کان ممن استقرّ علیه الحج أو استطاع فی

العام المقبل وجب علیه الحج فی العام المقبل، و التحلّل بسبب الصدّ لا یکفی عن حجة الإسلام.

مسألة 743: المصدود یجوز له الخروج من الإحرام بما ذکر سابقاً، إن لم یتوقّع رفع الصدّ عنه.

مسألة 744: لو أحرم للعمرة المفردة و لم یتمکّن من الوصول إلی مکة بسب المرض جاز له الذبح فی مکانه، ثمّ التقصیر و الخروج من الإحرام، و إذا کان إحرامه لعمرة التمتّع فالأحوط وجوباً إیداع الهدی أو ثمنه عند شخص أمین و إرساله إلی مکّة و الاتّفاق معه أن یذبح فی یوم

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 260

وساعة معیّنة، فیقصّر بعدها و یحلّ له ما حَرُمَ علیه إلّا النساء.

مسألة 745: من أحرم للحج و منعه المرض من الوصول إلی عرفة و المشعر، فلأجل أن یحلّ یجب علیه الهدی، و الأقوی أن یرسل الهدی أو قیمته بید شخص أمین و بعد الذبح تحلّ له المحرمات إلّا النساء.

مسألة 746: من کان علیه حج واجب قد استقرّ علیه من السنوات الماضیة، فحصره المرض لم تحلّ له النساء إلّا أن یؤدّی أعمال الحج و طواف النساء فی السنة المقبلة، و لو عجز عن ذلک لا تبعد کفایة الاستنابة، و یتحلّل بعد عمل النائب. و لو کان حجّه مستحبّاً فالأحوط وجوباً إتیانه طواف النساء بنفسه.

مسألة 747: لو تحلّل المصدود فی العمرة و أتی النساء، ثمّ تبیّن أنّ الشخص الذی أرسله للذبح لم یذبح فلا إثم علیه و لا کفّارة، و یجوز له الذبح فی مکانه، و یجب علیه اجتناب النساء قبل الذبح.

مسألة 748: لو برأ المریض بعد إرسال الهدی، و قبل

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 261

التحلّل بالهدی و التقصیر تحسّنت حالته و أصبح قادراً علی الوصول إلی

مکة وجب علیه أداء الحج، و إذا کان قد أحرم لعمرة التمتّع و أمکنه أداء جمیع أعمالها فعمرته صحیحة، و یجب علیه أن یأتی بعدها لحجّ التمتّع. و إذا لم یکن لدیه وقت لأداء عمرة التمتّع، بحیث لو أدّاها لم یدرک وقوف عرفات وجب علیه حجّ الإفراد، و الأحوط وجوباً نیّة العدول إلی حجّ الإفراد، ثمّ بعد الحج یأتی بعمرة مفردة و یکفیه هذا العمل عن حجّة الإسلام. و لو وصل مکة فی وقت فوات الحجّ؛ أی أنّه صار لا یدرک حتی الوقوف الاضطراری للمشعر، ففی هذه الحالة تتبدّل عمرة التمتّع إلی عمرة مفردة، و الأحوط وجوباً قصد العدول، و یجب علیه الحج فی السنة الآتیة إن کان قد استقرّ علیه الحج من قبل.

مسألة 749: المصدود کالمحصور فی المسألة السابقة.

مسألة 750: الأحوط وجوباً عدم إلحاق المعلول و الضعیف بالمریض، فیبقیٰ علی إحرامه.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 262

جبل الصفائح. ملاحظةٌ: تستحبّ الصلاة فی جمیع هذه المساجد.

الحطیم: و یقع بین باب الکعبة المکرّمة و رکن الحجر الأسود؛ و هو مکان مقدّس جدّاً، و یستجاب فیه الدعاء و یعدّ من أشرف الأماکن فی المسجد الحرام.

المستجار: و هو المکان الذی یقع قرب الرکن الیمانی بجانب باب الکعبة من خلف البیت، و قد وردت فی فضله أخبار کثیرة ذکرت فی مستحبّات المسجد الحرام.

محلّ ولادة الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم: و یقع فی الساحة القربیة من سوق اللیل، و فی الوقت الحاضر فإنّ هذا المحلّ الشریف قد تحوّل إلی مکتبة.

محلّ ولادة أمیر المؤمنین علیه السلام: و یقع فی داخل الکعبة المکرّمة.

محلّ ولادة الصدِّیقة فاطمة الزهراء علیها السلام: و یعرف

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 264

بزقاق الحجر، و قد أصبح هذا المکان مسجداً فی الوقت الحاضر.

فخّ: و یقع قرب مکة بین جدّة و التنعیم، و یُعرف بالشهداء، و فی هذا المکان قام عدد من العلویّین و ذرّیة فاطمة الزهراء علیها السلام بقیادة الحسین بن علی بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علی بن أبی طالب سلام اللّٰه علیهم أجمعین، و استشهدوا فی یوم الترویة سنه 169 علی ید جلاوزة الهادی العبّاسی و دفنوا فی ذلک المکان.

مقبرة أبی طالب: و تقع فی شمال شرق مکة و تسمّی أیضاً مقبرة قریش، مقبرة بنی هاشم، و الحجون. و فیها تقع القبور المقدّسة لعبد المطّلب جدّ النّبیّ صلی الله علیه و آله و سلم، و أبی طالب والد أمیر المؤمنین علی علیه السلام، و خدیجة الزوجة المکرَّمة للنبیّ الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم، و عبد مناف؛ إضافة إلی قبور عدد من العظماء و العلماء

کالعلّامة المیرزا محمّد الاسترآبادی صاحب رجال الکبیر، و العلّامة میر محمّد مؤمن الاسترآبادی صاحب کتاب الرجعة، و العلّامة الشهید میر زین العابدین الحسینی الکاشانی، و المحقِّق

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 265

الکبیر الشیخ محمّد ابن صاحب المعالم.

قبر السیّدة آمنة والدة الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم: و یقع فی الأبواء «1» و هو مکان بین مکّة و المدینة.

قبر السیّدة میمونة زوجة النبی الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم: و یقع علی فرسخین من مکّة فی محلّ یسمّیٰ «السرف».

جبل حراء: و یقع فی شمال شرق مکة فی طریق عرفات، و فیه الغار الذی کان یتعبّد فیه النبی الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم قبل البعثة، و فی هذا المحلّ نزل جبرائیل الأمین بأوّل وحی إلهیّ حول النبوّة و الرسالة.

جبل الثور: و یقع علی فرسخین من جنوب مکّة، و فیه الغار الذی اختفیٰ فیه النّبی صلی الله علیه و آله و سلم عند ما هاجر من مکّة لینجو من کید المشرکین الذین خطّطوا لقتله.

______________________________

(1)- المسافة من الابواء إلی الحجفة 23 میلًا. معجم البلدان: 2/ 79.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 267

و آله و سلم.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 271

مسجد النبی أفضل من عشرة آلاف رکعة فی المساجد الاخریٰ غیر المسجد الحرام، و أفضل مکان فی المسجد ما بین القبر و المنبر، و کما قال صلی الله علیه و آله: «ما بین قبری و منبری روضة من ریاض الجنّة» فعلی الحجّاج اغتنام الفرصة ما استطاعوا و أن یکثروا الصلاة فی هذا المسجد؛ إذ أنّ زیارة هذا المکان الشریف لا تتیسّر للإنسان دواماً.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 273

اللّٰهُمَّ انّی اعْتَقِدُ حُرْمَةَ صاحِبِ هٰذَا الْمَشْهدِ الشَّریٖفِ فی غَیْبَتِهِ کَمٰا اعْتَقدهٰا فی حَضْرَتِهِ، وَ اعْلَمُ انَّ رَسُولَکَ وَ خُلْفٰاءَکَ عَلَیْهِمُ السَّلٰامُ احْیٰاءٌ عِنْدَکَ یُرْزَقُونَ یَرَوْنَ مَقٰامی وَ یَسْمَعُونَ کَلٰامی وَ یَرُدُّونَ سَلٰامی، وَ انَّکَ حجَبْتَ عَنْ سَمْعی کَلٰامَهُمْ وَ فَتَحْتَ بٰابَ فَهْمی بِلَذیٖذِ مُنَاجَاتِهِمْ، وَ انّی اسْتَأْذِنُکَ یٰا رَبِّ اوَّلًا وَ اسْتَأْذِنُ رَسُولَکَ صَلَّی اللّٰه عَلَیْهِ وَ آلِهِ ثٰانِیاً «1» وَ الْمَلٰائِکَةَ الْمُوَکّلیٖنَ بِهٰذِهِ الْبُقْعَةِ. الْمُبٰارکَةِ ثٰالِثاً أَ ادْخُلُ یٰا

______________________________

(1)- اگر اذن دخول برای ورود به حرم مطهّر یکی از امامان باشد بعد از کلمه ثانیاً بگوید: وَ اسْتَاْذِنُ خَلیٖفَتَکَ الْامٰامَ الْمَفْرُوضَ عَلَیَّ طٰاعَتُهُ و سپس نام آن امام را ببرد و تتمه را بخواند.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 276

رَسُولَ اللّٰه، أَ ادْخُلُ یٰا حُجَّةَ اللّٰه، أَ ادْخُلُ یٰا مَلٰائِکَةَ اللّٰه الْمُقَرَّبیٖنَ الْمُقیمینَ فی هٰذَا الْمَشْهَدِ، فَأذَنْ لی یٰا مَوْلٰایَ فِی الدُّخُولِ أَفْضَلَ مٰا اذِنْتَ لِاحَدٍ مِنْ اوْلِیٰائِکَ، فَإِنْ لَمْ اکُنْ اهْلًا لِذٰلِکَ فَأَنْتَ اهْلٌ لِذٰلِکَ. ثمّ یقبّل العتبة المبارکة و یقول: بِسْمِ اللّٰه وَ بِاللّٰه وَ فی سَبیٖلِ اللّٰه وَ عَلیٰ مِلَّةِ رَسُولِ اللّٰه صَلَّی اللّٰه عَلَیْهِ وَ آلِهِ، اللّٰهُمَّ اغْفِرْ لی وَ ارْحَمْنی وَ تُبْ عَلَیَّ انَّکَ انْتَ التَّوّٰابُ الرَّحیٖمُ.

أَتاکَ الْیَقینُ فَصَلَوَاتُ اللّٰه عَلَیْکَ وَ رَحْمَتُهُ وَ عَلیٰ اهْلِ بَیْتِکَ الطّٰاهِریٖنَ. ثمّ یذهب إلی الاسطوانة التی علی یمین القبر الشریف و یستقبل القبلة بحیث یکون کتفه الأیسر بجانب القبر و کتفه الأیمن بجانب المنبر و یقول: اشْهَدُ انْ لٰا الٰهَ الَّا اللّٰه وَحْدَهُ لٰا شَریکَ لَهُ، وَ اشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَ اشْهَدُ انَّکَ رَسُولُ اللّٰه وَ انَّکَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّٰه، وَ اشْهَدُ انَّکَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسٰالٰاتِ رَبِّکَ، وَ نَصَحْتَ لِامَّتِکَ، وَ جٰاهَدْتَ فی سَبیٖلِ اللّٰه، وَ عَبَدْتَ اللّٰهَ حَتَّی أَتاکَ الْیَقینُ بِالْحِکْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَ ادَّیْتَ الَّذی عَلَیْکَ مِنَ الْحَقِّ، وَ انَّکَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنیٖنَ وَ غَلُظْتَ عَلَی الْکٰافِریٖنَ، فَبَلَغَ اللّٰه بِکَ افْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُکَرَّمینَ، الْحَمْدُ لله الَّذی اسْتَنْقَذَنٰا بِکَ مِنَ الشِّرْکِ وَ الضَّلٰالَةِ، اللّٰهُمَّ فَاجْعَل صَلَواتِکَ وَ صَلَوٰاتِ مَلٰائِکَتِکَ الْمُقَرَّبیٖنَ وَ انْبِیٰائِکَ الْمُرْسَلینَ وَ عِبٰادِکَ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 278

الصّالِحیٖنَ وَ اهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْارَضیٖنَ وَ مَنْ سَبّح لَکَ یٰا رَبِّ الْعٰالَمینَ مِنَ الْاوَّلیٖنَ وَ الْاٰخِریٖنَ عَلی مُحَمَّدٍ عَبْدِکَ وَ رَسُولِکَ وَ نَبِیِّکَ وَ امینِکَ وَ نَجِیِّکَ وَ حَبیٖبِکَ وَ صَفِیِّکَ وَ خٰاصَّتِکَ وَ صَفْوَتِکَ وَ خِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ، اللّٰهُمَّ اعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفیٖعَةَ، وَ آتِهِ الْوَسیلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَ ابْعَثْهُ مَقٰاماً مَحْمُوداً یُغْبِطُهُ بِهِ الْاوَّلُونَ وَ الْاٰخِرُونَ، اللّٰهُمَّ انَّکَ قُلْتَ وَ لَوْ انَّهُمْ اذْ ظَلَمُوا انْفُسَهُمْ جٰاءُوکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّٰهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّٰهَ تَوّٰاباً رَحیٖماً، وَ انّی اتَیْتُکَ مُسْتَغْفِراً تَائباً مِنْ ذُنُوبی، وَ انّی اتَوَجَّهُ بِکَ الی اللّٰهِ رَبّی وَ رَبِّکَ لِیَغْفِرَ لی ذُنُوبی. ثمّ یرفع یدیه و یطلب حاجته حیث یُستجاب دعاؤه إن شاء اللّٰه تعالی، ثمّ یقرأ الدعاء الذی کان یدعو به

الإمام زین العابدین علیه السلام و هو: اللّٰهُمَّ الَیْکَ أَلجأتُ امْری، وَ الیٰ قَبْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللّٰه عَلَیْهِ وَ آلِهِ عَبْدِکَ وَ رَسُولِکَ أسْنَدْتُ ظَهْری، وَ الْقِبْلَةَ الَّتی رَضیتَ لِمحَمَّدٍ صَلَّی اللّٰه عَلَیْهِ وَ آلِهِ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 279

اسْتَقْبَلْتُ، اللّٰهُمَّ انّی اصْبَحْتُ لٰا امْلِکُ لِنَفْسی خَیْرَ مٰا ارْجُو لَهٰا، وَ لٰا ادْفَعُ عَنْهٰا شَرَّ مٰا احْذَرُ عَلَیْهٰا، وَ اصْبَحْتُ وَ الْامُورُ بِیَدِکَ، وَ لٰا فَقیٖرَ افْقَرُ مِنّی، انّی لِمٰا انْزَلْتَ الَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقیٖرٌ، اللّٰهُمَّ ارِدْنی مِنْکَ بِخَیْرٍ وَ لٰا رٰادَّ لِفَضْلِکَ اللّٰهُمَّ انّی أَعُوذُ بِکَ مِنْ انْ تُبَدِّلَ اسْمِی، اوْ تُغَیِّرَ جِسْمی، اوْ تُزیٖلَ نِعْمَتکَ عَنّی، اللّٰهُمَّ زَیِّنی بِالتَّقْوی، وَ جَمِّلْنی بِالنِّعَمِ، وَ اعْمُرْنی بِالْعٰافِیَةِ، وَ ارْزُقْنی شُکْرَ الْعٰافِیَةِ. ثمّ یصلّی رکعتین بنیّة صلاة الزیارة، ثمّ یقول: اللّٰهُمَّ انّی صَلَّیْتُ هَاتَیْنِ الرَّکْعَتَیْنِ هَدِیَّةً مِنّی الیٰ سَیِّدی وَ مَوْلٰایَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّٰه رَسُولِکَ وَ نَبِیِّکَ اللّٰهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَقَبَّلْهٰا مِنّی وَ اجزِنی عَلی ذٰلِکَ جَزٰاءَ الْمحْسِنیٖنَ، اللّٰهُمَّ لَکَ صَلَّیْتُ وَ لَکَ سَجَدْتُ وَحْدَکَ لٰا شَریکَ لَکَ لِانَّهُ لٰا تَکُونُ الصَّلاةُ وَ الرُّکُوعُ الّاٰ لَکَ لِانَّکَ انْتَ اللّٰه لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ، اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ تَقَبَّلْ مِنّی زِیٰارَتی وَ اعْطِنی سُؤْلی بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطّٰاهِریٖنَ.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 280

طَهَّرْتَهُمْ تَطْهیٖراً، فَاحْشُرْنَا مَعَهُمْ وَ فی زُمْرَتِهِمْ وَ تَحْتَ لِوٰائِهِمْ، وَ لٰا تُفَرِّقْ بَیْنی وَ بَیْنَهُمْ فِی الدُّنْیٰا وَ الْآخِرَةِ یٰا ارْحَمَ الرّاحِمیٖنَ. و کذلک یقول: السَّلامُ عَلَیْکَ یٰا رَسُولَ اللّٰه، السلام عَلَیْکَ ایُّهَا الْبَشیرُ النَّذیٖرُ، السَّلٰامُ عَلَیْکَ ایُّهَا السِّرَاجُ الْمُنیٖرُ السَّلٰامُ عَلَیْکَ ایُّهَا السَّفیٖرُ بَیْنَ اللّٰه وَ بَیْنَ خَلْقِهِ، اشْهَدُ یٰا رَسُولَ اللّٰه انَّکَ کُنْتَ نُوراً فِی الْاصْلٰابِ الشَّامِخَةِ وَ الْارْحٰامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسکَ الْجٰاهِلِیَّةُ بِانْجٰاسِهٰا وَ لَمْ تُلْبِسکَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِیٰابِهٰا، وَ اشْهَدُ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 281

یٰا رَسُولَ اللّٰه انّی مُؤْمِنٌ بِکَ وَ بِالْائِمَّةِ مِنْ اهْلِ بَیْتِکَ، مُوقِنٌ بِجَمیٖعِ مٰا اتَیْتَ بِهِ رٰاضٍ مُؤْمِنٌ، وَ اشْهَدُ انَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ اهْلِ بَیْتِکَ اعْلٰامُ الْهُدیٰ وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقیٰ وَ الْحُجَّةُ عَلی اهْلِ الدُّنْیٰا، اللّٰهُمَّ لٰا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیٰارَةِ نَبِیِّکَ، وَ انْ تَوَفَّیْتَنی فَإِنّی اشْهَدُ فی مَمٰاتی عَلی مٰا اشْهَدُ عَلَیْهِ فی حَیٰاتی انَّکَ انْتَ اللّٰه لٰا الٰهَ الَّا انْتَ وَحْدَکَ لٰا شَریکَ لَکَ وَ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُکَ وَ رَسُولُکَ، وَ انَّ الْائِمَّةَ مِنْ اهْلِ بَیْتِهِ اوْلِیٰاؤُکَ وَ انْصٰارُکَ وَ حُجَجُکَ عَلی خَلْقِکَ وَ خُلفٰاؤُکَ فی عِبٰادِکَ وَ اعْلٰامُکَ فی بِلٰادِکَ وَ خُزّٰانُ عِلمِکَ وَ حَفَظَةُ سِرِّکَ وَ تَرٰاجِمَةُ وَحْیِکَ، اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ و آل مُحَمَّد، وَ بَلِّغْ رُوحَ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ فی سٰاعَتی هٰذِهِ وَ فی کُلِّ سٰاعَةٍ تَحِیَّةً مِنّی وَ سَلٰاماً، وَ السَّلٰامُ عَلَیْکَ یٰا رَسُولَ اللّٰه وَ بَرَکٰاتُهُ لٰا جَعَلَهُ اللّٰه آخِرَ تَسْلیمی عَلَیْکَ.

فی الروضة المطهَّرة ما بین القبر و المنبر. و یری آخرون بأنّها دفنت فی الناحیة الجنوبیة لمرقد أئمّة البقیع، و الأظهر أنّها مدفونة فی البقیع، و لکن الأولی زیارتها فی المواضع الثلاث، و یقول فی زیارتها: یٰا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَکِ اللّٰه الَّذی خَلَقَکِ قَبْلَ انْ یَخْلُقَکِ فَوَجَدَکِ لِمٰا امَتَحَنَکِ صابِرَةً وَ زَعَمْنٰا انّٰا لَکِ اوْلِیٰاءُ وَ مُصَدِّقُونَ وَ صٰابِرُونَ لِکُلِّ مٰا اتٰانٰا بِهِ ابوک صَلَّی اللّٰه عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ اتیٰ (اتٰانٰا خ ل) بِهِ وَصِیُّهُ، فَإِنَّا نسْأَلُکِ انْ کُنّٰا صَدَّقْناکِ أَلَّا الْحَقْتِنٰا بِتَصْدیٖقِنٰا لَهُمٰا لِنُبَشِّرَ انْفُسَنٰا بِأَنّا قَدْ طَهُرْنَا بِوِلٰایَتِکِ. و یقول أیضاً: السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا بِنْتَ رَسُولِ اللّٰه، السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا بِنْتَ نَبِیِّ اللّٰه، السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا بِنْتَ حَبیٖبِ اللّٰه،

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 283

السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا بِنْتَ خَلِیلِ اللّٰه، السَّلامُ عَلَیْکِ یٰا بِنْتَ صَفِیِّ اللّٰه، السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا بِنْتَ امیٖنِ اللّٰه، السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا بِنْتَ خَیْرِ خَلْقِ اللّٰه، السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا بِنْتَ افْضَلِ انبِیٰاءِ اللّٰه وَ رُسُلِهِ وَ مَلٰائِکَتِهِ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا بِنْتَ خَیْرِ الْبَرِیَّةِ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا سَیِّدَةَ نِسٰاءِ الْعٰالَمینَ مِنَ الْاوَّلیٖنَ وَ الْاٰخِریٖنَ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا زَوْجَةَ وَلِیِّ اللّٰه وَ خَیْرِ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللّٰه، السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا امَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ سَیِّدی شَبابِ اهْلِ الْجَنَّةِ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ ایّتُهَا الصِّدیقَةُ الشَّهیٖدَةُ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ ایَّتُهٰا الرَّضِیَّةُ الْمَرْضِیَّةُ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ ایَّتُهَا الْفٰاضِلَةُ الزَّکِیَّةُ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ ایَّتُهَا الْحَوْرٰاءُ الْانْسِیَّةُ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ ایَّتُهَا التَّقِیَّةُ النَّقِیَّةُ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ ایَّتُهَا الْمحَدَّثَةُ الْعَلیٖمَةُ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ ایَّتُهَا الْمَظْلُومَةُ الْمَغْصُوبَةُ حَقُّهٰا، السَّلٰامُ عَلَیْکِ ایَّتُهَا الْمُضْطَهَدَةُ الْمَقْهُورَةُ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا فٰاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللّٰه وَ رَحْمَةُ اللّٰه وَ بَرَکٰاتُهُ، صَلَّی اللّٰه عَلَیْکِ وَ عَلیٰ رُوحِکِ وَ بَدَنِکِ،

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 284

اشْهَدُ انَّکِ مَضَیْتِ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّکِ، وَ انَّ مَنْ سَرَّکِ فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللّٰه صلی الله علیه و آله، وَ مَنْ جَفٰاکِ فَقَدْ جَفٰا رَسُولَ اللّٰه صلی الله علیه و آله، وَ مَنْ آذٰاکِ فَقَدْ آذیٰ رَسُولَ اللّٰه صلی الله علیه و آله، وَ مَنْ وَصَلَکِ فَقَدْ وَصَلَ رَسُولَ اللّٰه صلی الله علیه و آله، وَ مَنْ قَطَعَکِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ اللّٰه صلی الله علیه و آله؛ لِأَنَّکِ بَضْعَةٌ مِنْهُ وَ رُوحُهُ الَّذی بَیْنَ جَنْبَیْهِ، اشْهِدُ اللّٰه وَ رُسُلَهُ وَ مَلٰائِکَتَهُ انّی رٰاضٍ عَمَّنْ رَضیتِ عَنْهُ، سٰاخِطٌ عَلی مَنْ سَخِطْتِ عَلَیْهِ، مُتَبَرِّئٌ مِمَّنْ تَبَّرأتِ مِنْهُ، مُوَالٍ لِمَنْ وٰالِیْتِ، مُعٰادٍ لِمَنْ عٰادَیْتِ، مُبْغِضٌ لِمَنْ ابْغَضْتِ، مُحِبٌّ لِمَنْ احْبَبْتِ، وَ کَفیٰ بِاللّٰه شَهیٖداً وَ حَسیٖباً وَ جٰازِیاً وَ مُثیٖباً. ثمّ یصلّی علی النبی صلی الله علیه و آله و سلم و الأئمّة الأطهار علیهم السلام بهذا النحو: اللّٰهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ عَلی عَبْدِکَ وَ رَسُولِکَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّٰه خَاتِمِ النَّبِیّینَ وَ خَیْرِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِینَ، وَ صَلِّ عَلی وَصِیِّهِ عَلِیِّ بْنِ ابی طٰالِبٍ امیٖرِ الْمُؤْمِنینَ وَ امٰامِ الْمُسْلِمینَ وَ خَیْرِ الْوَصِیّینَ،

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 285

وَ صَلِّ عَلی فٰاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ سَیِّدَةِ نِسٰاءِ الْعٰالَمینَ، وَ صَلِّ عَلی سَیِّدَی شَبابِ اهْلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ، وَ صَلِّ عَلی زَیْنِ الْعٰابِدینَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ، وَ صَلِّ عَلی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بٰاقِرِ الْعِلْمِ، وَ صَلِّ عَلَی الصَّادِقِ عَنِ اللّٰه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلَی الْکٰاظِمِ الْغَیْظِ فِی اللّٰه مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ، وَ صَلِّ عَلَی الرِّضَا عَلِیِّ بْنِ مُوسیٰ، وَ صَلِّ عَلَی التَّقِیِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ، وَ صَلِّ عَلَی التَّقِیِّ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ، وَ صَلِّ عَلَی الزَّکِیِّ الْحَسَنِ بْنِ

عَلِیِّ، وَ صَلِّ عَلَی الزَّکِیِّ الْحُجَّةِ الْقٰائِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ، اللّٰهُمَّ احْیِ بِهِ الْعَدْلَ وَ امِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَ زَیّنَ بِطُولِ بَقٰائهِ الْأَرْضَ، وَ اظْهِرْ بِهِ دینَکَ وَ سُنَّةَ نَبِیِّکَ حَتَّی لٰا یَسْتَخْفِیَ بِشَیْ ءٍ مِنْ الحَقِّ مَخٰافَةَ احَدٍ مِنَ الْخَلْقِ، وَ اجْعَلْنٰا مِنْ اعْوٰانِهِ وَ اشْیٰاعِهِ وَ الْمَقْبُولیٖنَ فی زُمْرَةِ اوْلِیٰائِهِ یٰا رَبَّ الْعٰالَمینَ، اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ اهْلِ بَیْتِهِ الَّذیٖنَ اذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهیٖراً.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 286

ثمّ یصلّی صلاة الزیارة ثمّ یقول: اللّٰهُمَّ انّی اتَوَجَّهُ الَیْکَ بِنَبِیِّنٰا مُحَمَّدٍ وَ بِاهْلِ بَیْتِهِ صَلَواتُکَ عَلَیْهِمْ، وَ اسْأَلُکَ بِحَقِّکَ الْعَظیٖمِ عَلَیْهِمْ الَّذی لٰا یَعْلَمُ کُنْهَهُ سِوٰاکَ، وَ اسْأَلُکَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عِنْدَکَ عَظیمٌ، وَ بِاسْمٰائِکَ الْحُسْنیٰ الَّتی امَرْتَنی انْ ادْعُوکَ بِهٰا، وَ اسْأَلُکَ بِاسْمِکَ الْاعْظَمِ الَّذی امَرْتَ بِهِ ابْرٰاهیٖمَ انْ یَدْعُوَ بِهِ الطَّیْرَ فَاجَابَتْهُ، وَ بِاسْمِکَ الْعَظیٖمِ الَّذی قُلْتَ لِلنّٰارِ کُونی بَرْداً وَ سَلٰاماً عَلی ابْرٰاهیٖمَ فَکٰانَتْ بَرْداً، وَ بِاحَبِّ الْاسْمٰاءِ الَیْکَ وَ اشْرَفِهٰا وَ اعْظَمِهٰا لَدَیْکَ وَ اسْرَعِهٰا اجٰابَةً وَ انْجَحِهٰا طَلِبَةً وَ بِمٰا انْتَ اهْلُهُ وَ مُسْتَحِقُّهُ وَ مُسْتَوْجِبُهُ وَ اتَوَسِّلُ الَیْکَ وَ ارْغَبُ الَیْکَ وَ اتَضَرَّعُ وَ الِحُّ عَلَیْکَ وَ اسْأَلُکَ بِکُتُبِکَ الَّتی انْزَلْتَهٰا عَلی انْبِیٰائِکَ وَ رُسُلِکَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِمْ مِنَ التَّوْراةِ وَ الْانْجیٖلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْقُرْآن الْعَظیٖمِ، فَأِنَّ فیٖهٰا اسْمُکَ الْاعْظَمُ وَ بِمٰا فیٖهٰا مِنْ اسْمٰائِکَ الْعُظْمیٰ انْ تُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ انْ تُفَرِّجَ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ شیٖعَتِهِمْ وَ مُحِبّیهِمْ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 287

وَ عَنّی، وَ تَفْتَحَ ابْوٰابَ السَّمَاء لِدُعٰائی، وَ تَرْفَعَهُ فی عِلّیّینَ، وَ تَأْذَنَ فی هٰذَا الْیوْمِ وَ فی هٰذِهِ السّٰاعَةِ بِفَرَجی وَ اعْطٰاءِ امَلی وَ سُؤْلی فِی

الدُّنیٰا وَ الْاٰخِرَةِ یٰا مَنْ لٰا یَعْلَمُ احَدٌ کَیْفَ هُوَ وَ قُدْرَتَهُ الّاٰ هُوَ، یٰا مَنْ سَدَّ الْهَوٰاءَ بِالسَّمٰاءِ، وَ کَبَسَ الْارْضَ عَلَی الْمٰاءِ وَ اخْتٰارَ لِنَفْسِهِ احْسَنَ الْاسْمٰاءِ، یٰا مَنْ سَمّی نَفْسَهُ بِالْاسْمِ الَّذی یُقْضیٰ بِهِ حٰاجَةُ مَنْ یَدْعُوهُ، اسْأَلُکَ بِحَقِّ ذٰلِکَ الْاسْمِ فَلٰا شَفیٖعَ اقْویٰ لی مِنْهُ انْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْ تَقْضِیَ لی حَوٰائِجی وَ تَسْمَعَ بِمُحَمَّدِ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَینِ وَ عَلِیّ بن الحُسَینِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِیِّ بْنِ مُوسیٰ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ وَ الْحُجَّةِ الْمُنْتَظِرِ لِاذْنِکَ صَلَواتُکَ وَ سَلٰامُکَ وَ رَحْمَتُکَ وَ بَرَکٰاتُکَ عَلَیْهِمْ صَوْتی لِیَشْفَعُوا لی الَیْکَ وَ تُشَفِّعَهُمْ فِیَّ، وَ لٰا تَرُدَّنی خَائِباً بِحَقِّ لٰا الٰهَ الّا انْتَ.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 288

ثمّ یطلب حاجاته من اللّٰه و یستجاب دعاؤه إن شاء اللّٰه تعالی.

عشرة آلاف من الصحابة و التابعین و بنی هاشم مدفونون فی هذه المقبرة

______________________________

(1)- مرآة الحرمین: 1/ 425.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 289

و منهم: إبراهیم ابن رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله، و قبره بالقرب من باب الدخول. السیِّدة الجلیلة فاطمة بنت أسد الوالدة المکرّمة لأمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام. العبّاس بن عبد المطّلب، و کلا القبرین بالقرب من قبور أئمّة البقیع. صفیّة و عاتکة عمّتا الرسول الأکرم صلی الله علیه و آله و سلم. امّ البنین الزوجة الکریمة لأمیر المؤمنین علیه السلام، و کلا القبرین یقعان قرب الباب الخروجی. زینب و رقیّة و امّ کلثوم بنات رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله و سلم و قبرهنّ بالقرب من قبور أئمّة البقیع. إسماعیل ابن الإمام الصادق علیه السلام، و قبره کان خارج البقیع قرب الجدار. حلیمة السعدیّة امّ النبیّ من الرضاعة، و قبرها فی آخر البقیع.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 290

اللّٰه أَکْبَرُ کَبیراً، وَ الْحَمْدُ للّٰه کَثیٖراً، وَ سُبْحٰانَ اللّٰه بُکْرَةً

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 291

وَ أَصیٖلًا، وَ الْحَمْدُ للّٰه الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْمٰاجِدِ الْأَحَدِ الْمُتَفَضِّلِ الْمَنّٰانِ الْمُتَطَوِّلِ الْحَنَّانِ الَّذی مَنَّ بطَوْلِهِ وَ سَهَّلَ زِیٰارَةَ سٰادٰاتی بِإِحْسٰانِهِ، وَ لَمْ یَجْعَلْنی عَنْ زِیٰارَتِهِمْ مَمْنُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَ مَنَحَ. ثمّ یقف فی مقابل القبور المقدّسة و یقول: السَّلٰامُ عَلَیْکُمْ أَئِمَّةَ الْهُدیٰ، السَّلٰامُ عَلَیْکُمْ اهْلَ التَّقْویٰ، السَّلٰامُ عَلَیْکُمْ أَیُّهَا الْحُجَجُ عَلی اهْلِ الدُّنْیٰا السَّلٰامُ عَلَیْکُمْ أَیُّهَا الْقُوّامُ فِی الْبَرِیَّةِ بِالْقِسْطِ السَّلٰامُ عَلَیْکُمْ أَهْلَ الصَّفْوَةِ، السَّلٰامُ عَلَیْکُمْ آلِ رَسُولِ اللّٰه، السَّلٰامُ عَلَیْکُمْ أَهْلَ النّجْوی، اشْهَدُ أَنَّکُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَ نَصَحْتُم وَ صَبَرْتُم فی ذٰاتِ اللّٰهِ وَ کُذِّبْتُم وَ اسیی ءَ الَیْکُمْ فَغَفَرْتُمْ، وَ اشْهَدُ أَنَّکُمْ الْأَئِمَّةُ الرّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ، وَ انَّ طٰاعَتَکُمْ مَفْرُوضَةٌ، وَ انَّ قَوْلَکُمُ الصِّدْقُ، وَ أَنَّکُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجَابُوا، وَ أَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطٰاعُوا، وَ انَّکُمْ دَعٰائمُ الدّینِ وَ ارْکٰانُ الْأَرْضِ لَمْ تَزَالُوا بِعَیْنِ اللّٰهِ، یَنْسَخُکُمْ مِنْ اصْلٰابِ کُلِّ مُطَهَّرٍ وَ یَنْقُلُکُمْ مِنْ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 292

ارْحٰامِ الْمُطَهَّرٰاتِ، لَمْ تُدَنِّسْکُمُ الْجٰاهِلَیَّةُ الْجَهْلٰاءُ، وَ لَمْ تَشْرَکْ فِیکُمْ فِتَنُ الْاهْوٰاءِ طِبْتُمْ وَ طٰابَ مَنْبَتُکُمْ، مَنَّ بِکُمْ عَلَیْنٰا دَیّانُ الدّینِ فَجَعَلَکُمْ فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْکَرَ فِیهَا اسْمُهُ، وَ جَعَلَ صَلٰواتَنا عَلَیْکُمْ رَحْمَةً لَنٰا وَ کَفّٰارَةً لِذُنُوبِنٰا اذِ اخْتٰارَکُمْ اللّٰهُ لَنٰا، وَ طَیَّبَ خَلْقَنٰا بِمٰا مَنَّ عَلَیْنٰا مِنْ وِلٰایَتِکُمْ، وَ کُنّٰا عِنْدَهُ مُسَمَّینَ بِعِلْمِکُمْ مُعْتَرِفیٖنَ بِتَصْدیٖقِنٰا ایّٰاکُمْ، وَ هٰذٰا مَقٰامُ مَنْ اسْرَفَ وَ اخْطَا وَ اسْتَکٰانَ، وَ اقَرَّ بِمٰا جَنیٰ وَ رَجیٰ بِمَقٰامِهِ الْخَلٰاصَ، وَ انْ یَسْتَنْقِذَهُ بِکُم مُسْتَنْقِذ الْهَلْکیٰ مِنَ الرَّدیٰ فَکُونُوا لی شُفَعاءَ، فَقَدْ وَفَدْتُ إلَیْکُم إذْ رَغِبَ عَنْکُم أَهْلُ الدُّنْیا وَ اتَّخَذُوا آیٰاتِ اللّٰه

هُزُواً وَ اسْتَکْبَرُوا عَنْهٰا. یٰا مَنْ هُوَ قٰائِمٌ لٰا یَسْهُو، وَ دٰائِمٌ لٰا یَلْهُو، وَ مُحیٖطٌ بِکُلِّ شَیْ ءٍ لَکَ الْمَنُّ بِمٰا وَفَّقْتَنی، وَ عَرَّفْتَنی بِمٰا اقَمْتَنی عَلَیْهِ اذْ صَدَّ عَنْهُ عِبٰادُکَ، وَ جَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ، وَ اسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ، وَ مٰالُوا الیٰ سِوٰاهُ، فَکٰانَتِ الْمِنَّةُ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 293

مِنْکَ عَلَیَّ، مَعَ اقْوَامٍ خَصَصْتَهُمْ بِمٰا خَصَصْتَنی بِهِ، فَلَکَ الْحَمْدُ اذْ کُنْتُ عِنْدَکَ فی مَقٰامی هٰذٰا مَذْکُوراً مَکْتُوباً، فَلٰا تَحْرِمْنی مٰا رَجَوْتُ، وَ لٰا تُخَیِّبْنی فِیمَا دَعَوْتُ بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطّٰاهِریٖنَ، وَ صَلَّی اللّٰهُ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ. ثمّ یصلّی ثمان رکعات؛ لکلّ إمام رکعتان بسلام واحد.

اللّٰهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْامٰامَةِ، وَ اجْتَبٰاکُمْ لِلْخِلٰافَةِ، وَ عَصَمَکُمْ مِنَ الذُّنُوبُ، وَ بِرَّاکُمْ مِنَ الْعُیُوبِ، وَ طَهَّرَکُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَ فَضَّلَکُمْ بِالنُّوعِ وَ الْجِنْسِ، وَ اصْطَفٰاکُمْ عَلَی الْعٰالَمینَ بِالنُّورِ وَ الْهُدی وَ العِلْمِ وَ التُّقی وَ الْحِلْمِ وَ النُّهیٰ وَ السَّکیٖنَةِ وَ الْوِقٰارِ وَ الْخَشْیَةِ وَ الْاسْتِغْفٰارِ وَ الْحِکْمَةِ وَ الْآثٰارِ وَ التَّقْویٰ وَ الْعفافِ وَ الرِّضٰا وَ الْکِفٰافِ وَ الْقُلُوبِ الزّٰاکِیَةِ وَ النُّفُوسِ الْعٰالِیَةِ وَ الْاشْخٰاصِ الْمُنیٖرَةِ وَ الْاحْسٰابِ الْکَبیٖرَة

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 295

وَ الْانْسٰابِ الطّٰاهِرَةِ وَ الْانْوٰارِ الْبٰاهِرَةِ الْمَوْصُولَةِ وَ الْاحْکٰامِ الْمَقْرُونَةِ وَ اکْرَمَکُمْ بِالآیٰاتِ وَ ایَّدَکُمْ بِالْبَیِّنٰاتِ وَ اعَزَّکُمْ بِالْحُجَجِ الْبٰالِغَةِ وَ الْادِلَّةِ الْوٰاضِحَةِ، وَ خَصَّکُمْ بِالْاقْوٰالِ الصَّادِقَةِ وَ الْامْثٰالِ النّاطِقَةِ وَ الْمَوٰاعِظِ الشَّافِیَةِ وَ الْحِکَمِ الْبٰالِغَةِ، وَ وَرَّثَکُمْ عِلْمَ الْکِتٰابِ وَ مَنَحَکُمْ فَصْلَ الْخِطٰابِ وَ ارْشَدَکُمْ لِطُرُقِ الصَّوَابِ وَ اوْدَعَکُمْ عِلْمَ الْمَنٰایٰا وَ الْبَلٰایٰا وَ مَکْنُونَ الْخَفٰایٰا وَ مَعٰالِمَ التَّنْزیٖلِ وَ مَفٰاصِلَ التَّأْویٖلِ وَ مَوٰاریٖثَ الْانْبِیٰاءِ کَتٰابُوتِ الْحِکْمَةِ و شِعٰار الْخَلیٖلِ وَ منْسأَةِ الْکَلیٖمِ وَ سٰابِغَةِ دٰاوُدَ وَ خٰاتَمِ المُلکِ وَ فَضْلِ المُصطَفی وَ سَیفِ المُرْتَضی وَ الجَفْرِ الْعَظیٖمِ وَ الْارْثِ الْقَدیٖمِ وَ ضَرَبَ لَکُمْ فِی الْقُرْاٰنِ امْثٰالًا، وَ امْتَحَنَکُمْ بَلْوی، وَ احَلَّکُمْ مَحَلَّ نَهْرِ طٰالُوتَ، وَ حَرَّمَ عَلَیْکُمْ الصَّدَقَةَ وَ احَلَّ لَکُمُ الْخُمْسَ، وَ نَزَّهَکُمْ عَنِ الْخَبٰائِثِ مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا وَ مٰا بَطَنَ، فَأنْتُمْ الْعِبٰادُ الْمُکْرَمُونَ وَ الْخُلَفٰاءُ الرّاشِدُونَ وَ الْاوْصِیٰاءُ الْمُصْطَفَوْنَ وَ الْائِمَّةُ الْمَعْصُومُونَ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 296

وَ الأَولیاءُ المرضیّونَ وَ العُلَماءُ الصَّادِقُونَ وَ الْحُکَمٰاءُ الرّاسِخُونَ الْمُبیّنُونَ وَ الْبُشَرٰاءُ النُّذَرَاءُ الشُّرَفٰاءُ الْفُضَلٰاء، وَ السّٰادَةُ الْاتْقِیٰاءُ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النّٰاهُونَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ الّلابِسُونَ شِعارَ الْبَلْویٰ وَ رِدٰاءَ التَّقْویٰ وَ الْمُتَسَرْبِلُون نُورَ الْهُدیٰ وَ الصّٰابِرُونَ

فِی الْبَأْسٰاءِ وَ الضَّرّٰاءِ وَ حیٖنَ الْبَأْسِ، وَلَدَکُمْ الْحَقُّ وَ رَبّٰاکُمُ الصِّدْقُ وَ غَذّٰاکُمُ الْیَقینُ وَ نَطَقَ بِفَضْلِکُمُ الدّینُ، وَ اشْهَدُ انَّکُمُ السَّبیٖلُ الی اللّٰهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الطُّرُقُ الیٰ ثَوٰابِهِ وَ الْهُدی الیٰ خَلیٖقَتِهِ وَ الْاعْلٰامُ فی بَرِیَّتِهِ وَ السُّفَرٰاءُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ و اوْتٰادُهُ فی ارْضِهِ وَ خُزّٰانُهُ عَلی عِلْمِهِ وَ انْصٰارُ کَلِمَةِ التَّقْویٰ وَ مَعٰالِمُ سُبُلِ الْهُدیٰ وَ مَفْزَعُ الْعِبٰادِ اذَا اخْتَلَفُوا، وَ الدّٰالُّونَ عَلَی الْحَقِّ اذٰا تَنَازَعُوا وَ النُّجُومُ الَّتی بِکُمْ یُهْتَدیٰ وَ بِاقْوٰالِکُمْ وَ افْعٰالِکُمْ یُقْتَدیٰ وَ بِفَضْلِکُمْ نَطَقَ الْقُرآنُ وَ بِوِلٰایَتِکُمْ کَمُل الدّینُ وَ الْایٖمٰانُ، وَ انَّکُمْ عَلی مِنْهٰاجِ الْحَقِّ وَ مَنْ خٰالَفَکُمْ عَلی مِنْهٰاجِ الْبٰاطِلِ، وَ انَّ اللّٰهَ اوْدَعَ قُلُوبَکُمْ اسْرَارَ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 297

الْغُیُوبِ وَ مَقٰادیٖرَ الْخُطُوبِ وَ أَوْفَدَ إِلَیکُمْ تَأیِیدَ السَّکیٖنَةِ وَ طُمَأْنیٖنَةَ الْوَقٰارِ، وَ جَعَلَ ابْصٰارَکُمْ مَألَفاً لِلْقُدْرَةِ وَ ارْوٰاحَکُمْ مَعٰادِنَ لِلْقُدْسِ، فَلٰا یَنْعَتُکُمْ الَّا الْمَلٰائکَةُ وَ لٰا یَصِفُکُمْ الَّا الرُّسُلُ، انْتُمْ امَنٰاءُ اللّٰه وَ احِبّٰاؤُهُ وَ عُبّٰادُهُ وَ أَصْفِیٰاؤُهُ وَ أَنْصٰارُ تَوْحیٖدِهِ وَ ارْکٰانُ تَمْجیدِهِ وَ دَعٰائِمُ تَحْمِیدِهِ وَ دُعٰاتُهُ الیٰ دینِهِ وَ حَرَسَةُ خَلٰائِقِه وَ حَفَظَةُ شَرٰائعِهِ، وَ انَا اشْهِدُ اللّٰه خٰالِقی وَ اشْهِدُ مَلٰائِکَتَهُ وَ انْبِیٰائَهُ وَ رُسُلَهُ، وَ اشْهِدُکُمْ انّی مُؤْمِنُ بِکُمْ، مُقِرٌّ بِفَضْلِکُمْ، مُعْتَقِدٌ لِامٰامَتِکُمْ، مُؤْمِنٌ بِعِصْمَتِکُمْ، خٰاضِعٌ لِوِلٰایَتِکُمْ، مُتَقَرِّبٌ الی اللّٰهِ سُبْحٰانَهُ بِحُبِّکُمْ وَ بِالْبَرٰائَةِ مِنْ اعْدٰائکُمْ، عٰالِمٌ بِأَنَّ اللّٰهَ جَلَّ جَلٰالُهُ قَدْ طَهَّرَکُمْ مِنَ الْفَوٰاحِشِ مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا وَ مٰا بَطَنَ وَ مِنْ کُلِّ رَیبةٍ وَ رَجٰاسَةٍ وَ دَنٰائَةٍ وَ نَجٰاسَةٍ، وَ اعْطٰاکُمْ رٰایَةَ الْخَلْقِ الَّتی مَنْ تَقَدَّمَهَا ضَلَّ وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهٰا ذَلَّ، وَ فَرَضَ طٰاعَتَکُمْ وَ مَوَّدَّتَکُمْ عَلی کُلِّ اسْوَدَ وَ ابْیَضَ

مِنْ عِبٰادِهِ، فَصَلٰواتُ اللّٰهِ عَلی ارْوٰاحِکُمْ وَ اجْسٰادِکُمْ.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 298

ثمّ یقول: السَّلٰامُ عَلی ابی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ سَیِّدِ شَبابِ اهْلِ الْجَنَّةِ، السَّلٰامُ عَلی ابِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ زَیْنِ الْعٰابِدینَ، السَّلٰامُ عَلی ابی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ بٰاقِرِ عِلْمِ الدّینِ، السَّلٰامُ عَلی ابی عَبْدِ اللّٰهِ جَعْفَرِبْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الْامیٖنِ وَ رَحْمَةُ اللّٰه وَ بَرَکٰاتُهُ، بِأَبی انْتُمْ وَ امّی لَقَدْ رُضِعْتُمْ مِنْ ثَدْیَ الْایٖمٰانِ وَ رُبّیتُمْ فی حِجْرِ الْاسْلٰامِ وَ اصْطَفٰاکُمُ اللّٰه عَلَی النّٰاسِ وَ وَرَّثَکُمْ عِلْمَ الْکِتٰابِ وَ عَلَّمَکُمْ فَصْلَ الْخِطٰابِ وَ اجْریٰ فِیکُمْ مَوٰاریٖثَ النُّبوَّةِ وَ فَجَّرَ بِکُمْ یَنَابیٖعَ الْحِکْمَةِ وَ الْزَمَکُمْ بِحِفْظِ الشَّریٖعَةِ وَ فَرَضَ طٰاعَتَکُمْ وَ مَوَدَّتَکُمْ عَلَی النّٰاسِ، اللّهُمّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ خَلیٖفَةِ امیٖرِ الْمُؤْمِنینَ الْامٰامِ الرَّضِیِّ الهٰادی الْمَرْضِیِّ عَلَمِ الدّیٖنَ وَ امٰامِ الْمُتَّقینَ، الْعٰامِلِ بِالْحَقِّ وَ الْقٰائِمِ بِالْقِسْطِ افْضَلَ وَ اطْیَبَ وَ ازْکیٰ وَ انْمیٰ مٰا صَلَّیْتَ عَلی احَدٍ مِنْ اوْلِیٰائِکَ وَ اصْفِیٰائِکَ وَ احِبّٰائِکَ، صَلاةً تُبَیِّضُ بِهٰا

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 299

وَجْهَهُ وَ تُطَیِّبُ بِهٰا رُوحَهُ، فَقَدْ لَزمَ عَنْ آبٰائِهِ الْوَصِیَّةَ وَ دَفَعَ عَنِ الْاسْلٰامِ الْبَلِیَّةَ، فَلَمّٰا خٰافَ عَلَی الْمُؤْمِنینَ الْفِتَنَ رَکَنَ إلی الَّذی الَیْهِ رَکَنَ، وَ کٰانَ بِمٰا آتٰاهُ اللّٰهُ عٰالِماً بِدیٖنِهِ قٰائِماً، فَاجْزِهِ اللّٰهُمَّ جَزٰاءَ الْعٰارِفیٖنَ وَ صَلِّ عَلَیْهِ فِی الْاوَّلیٖنَ وَ الْاٰخِریٖنَ، وَ بَلِّغْهُ مِنّٰا السَّلٰامُ، وَ ارْدُدْ عَلَیْنٰا مِنْهُ السَّلٰامَ بِرَحْمَتِکَ یٰا ارْحَمَ الرّاحِمیٖنَ، اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَی الْامٰامِ الْوَصِیِّ وَ السِّیِّدِ الرَّضِی وَ الْعٰابِدِ الْأَمیٖنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ زَیْنِ الْعٰابِدینَ، امٰامِ الْمُؤْمِنینَ وَ وٰارِثِ عِلْمِ النَّبِیّینَ، اللّٰهُمَّ اخْصُصْهُ بِمٰا خَصَصْتَ بِهِ اوْلِیٰاءَکَ مِنْ شَرٰائِفِ رِضْوٰانِکَ وَ کَرٰائِمِ تَحِیَّاتِکَ وَ نَوٰامی بَرَکٰاتِکَ، فَلَقَدْ بَلَغَ فی عِبٰادِهِ وَ نَصَحَ لَکَ

فی طٰاعَتِهِ وَ سٰارَعَ فی رِضٰاکَ وَ سَلَکَ بِالْامَّةِ طَریقَ هُدَاکَ وَ قَضیٰ مٰا کٰانَ عَلَیْهِ مِنْ حَقِّکَ فی دَوْلَتِهِ، وَ ادّیٰ مٰا وَجَبَ عَلَیْهِ فی وِلٰایَتِهِ حَتَّی انْقَضَتْ ایّٰامُهُ، وَ کٰانَ لِشِیعَتِهِ رَؤُفاً وَ بِرَعِیَّتِهِ رَحیٖماً، اللّٰهُمَّ بَلِّغْهُ مِنَّا السَّلٰامُ وَ ارْدُدْ مِنْهُ عَلَیْنٰا السَّلٰامَ، وَ السَّلٰامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللّٰه وَ بَرَکٰاتُهُ،

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 300

اللّٰهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی الْوَصِیِّ الْبٰاقِرِ وَ الْامٰامِ الطّٰاهِرِ وَ الْعَلَمِ الظّٰاهِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ابی جَعْفَرٍ الْبٰاقِرِ، اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلی وَلِیِّکَ الصّادِعِ بِالْحَقِّ وَ النّٰاطِقِ بِالصِّدْقِ الَّذی بَقَرَ الْعِلْمَ بَقْراً، وَ بَیَّنَهُ سِرّاً وَ جَهْراً وَ قَضیٰ بِالْحَقِّ الَّذی کٰانَ عَلَیْهِ وَ ادّیَ الْامٰانَةَ الَّتی صارَتْ الَیْهِ وَ امَرَ بِطٰاعَتِکَ وَ نَهیٰ عَنْ مَعْصِیَتِکَ، اللّٰهُمَّ فَکَمَا جَعَلْتَهُ نُوراً یَسْتَضی ءُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَ فَضْلًا یَقْتَدی بِهِ الْمُتَّقُونَ، فَصَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلیٰ آبٰائِهِ الطّٰاهِریٖنَ وَ ابْنٰائَهِ الْمَعْصُومیٖنَ افْضَلَ الصَّلاةِ وَ اجْزَلَهٰا وَ اعْطِهِ سُؤْلَهُ وَ غٰایَةَ مَأمُولِهِ وَ ابْلِغْهِ مِنَّا السَّلٰامَ وَ ارْدُدْ عَلَیْنٰا مِنْهُ السَّلٰامَ، وَ السَّلٰامُ عَلَیْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللّٰه وَ بَرَکٰاتُهُ، اللّٰهُمَّ وَ صَلِّ عَلَی الْامٰامِ الْهٰادی وَصِیِّ الْاوْصِیٰاء وَ وٰارِثِ عِلْمِ الْانْبِیٰاءِ، عَلَمِ الدّینِ وَ النّٰاطِقِ بِالْحَقِّ الْیَقینِ وَ ابِی الْمَسٰاکیٖنِ جَعْفَرِبْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الْامیٖنِ، اللّٰهُمَّ فَصَلِّ عَلَیْهِ کَمٰا عَبَدَکَ مُخْلِصاً وَ اطٰاعَکَ مُخْلِصاً مُجْتَهِداً وَ اجْزِهِ عَنْ احْیٰاءِ سُنَّتِکَ وَ اقٰامَةِ فَرَائِضِکَ خَیْرَ جَزٰاءِ الْمُتَّقیٖنَ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 301

وَ افْضَلَ ثَوٰابِ الصّالِحیٖنَ، وَ خُصَّهُ مِنّٰا بِالسَّلامِ وَ ارْدُدْ عَلَیْنٰا مِنْهُ السَّلٰامَ، وَ السَّلٰامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللّٰه وَ بَرَکٰاتُهُ.

یَا اهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّة انَّهُ حَمیٖدٌ مَجیٖدٌ، سَلٰامُ وَلیٍّ لَکُم غَیْرِ رٰاغِبٍ عَنْکُمْ، وَ لٰا مُسْتَبْدِلٍ بِکُمْ، وَ لٰا مُؤْثِرٍ عَلَیْکُمْ، وَ لٰا مُنْحَرِفٍ عَنْکُمْ، وَ لٰا زٰاهِدٍ فی قُرْبِکُمْ، لٰا جَعَلَهُ اللّٰه آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیٰارَةِ قُبُورِکُمْ وَ اتْیٰانِ مَشٰاهِدِکُمْ، وَ السَّلٰامُ عَلَیْکُمْ، وَ حَشَرَنی اللّٰه فی زُمْرَتِکُمْ، وَ اوْرَدَنی حَوْضَکُمْ، وَ جَعَلَنِی فی حِزبِکُمْ، وَ ارْضٰاکُمْ عَنّی، وَ مَکَّنَنی من دَوْلَتِکُمْ، وَ احْیٰانی فی رَجْعَتِکُمْ، وَ مَلَّکَنی فی ایّٰامِکُمْ، وَ شَکَرَ سَعْیی بِکُمْ، وَ غَفَرَ ذَنبِی بِشَفٰاعَتِکُمْ، وَ اقٰالَ عَثْرَتی بِمَحَبَّتِکُمْ، وَ اعْلیٰ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 302

کَعْبی بِمُوٰالاتِکُمْ، وَ شَرَّفَنی بِطٰاعَتِکُمْ، وَ اعَزَّنی بِهُدیٰکُمْ، وَ جَعَلَنی مِمَّنْ انْقَلَبَ مُفْلِحاً مُنجِحاً، غٰانِماً سٰالِماً، مُعٰافاً غَنِیّاً، فٰائِزاً بِرِضْوٰانِ اللّٰه وَ فَضْلِهِ وَ کِفٰایَتِهِ، بِافْضَلِ مٰا یَنْقَلِبُ بِهِ احَدٌ مِنْ زُوّٰارِکُمْ وَ مَوٰالیٖکُمْ، وَ مُحِبِّیکُمْ وَ شیٖعَتِکُمْ، وَ رَزَقَنِیَ اللّٰه الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ أبَداً مٰا ابْقٰانی رَبّی، بِنِیَّةٍ صادِقَةٍ، وَ ایٖمٰانٍ وَ تَقْویٰ وَ اخْبٰاتٍ، وَ رِزْقٍ وٰاسِعٍ حَلٰالٍ طَیِّبٍ، اللّٰهُمَّ لٰا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیٰارَتِهِمْ وَ ذِکْرِهِمْ، وَ الصَّلٰوةِ عَلَیْهِمْ، وَ اوْجِبْ لِیَ الْمَغْفِرَةَ وَ الرَّحْمَةَ وَ الْخَیْرَ وَ الْبَرَکَةَ وَ الفَوزَ وَ النُّورَ وَ الْایٖمٰانَ وَ حُسْنَ الْاجٰابَةِ، کَمٰا اوْجَبْتَ لِاوْلِیٰائِکَ الْعٰارِفیٖنَ بِحَقِّهِمِ، الْمُوجِبینَ طٰاعَتَهُمْ، الرّاغِبیٖنَ فی زِیٰارَتِهِمُ، الْمُتَقَرِّبیٖنَ الَیْکَ وَ الَیْهِمْ، بِابی انْتَ وَ امّی وَ نَفْسی وَ اهْلی وَ مٰالی اجْعَلُونی فٖی هَمِّکُمُ، وَ صَیِّرُونی فی حِزْبِکُمْ، وَ ادْخُلُونی فی شَفٰاعَتِکُمْ، وَ اذْکُرُونی عِنْدَ رَبِّکُمْ، اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ ابْلِغْ ارْوٰاحَهُمْ وَ اجْسٰادَهُمْ مِنّی السَّلٰامَ وَ السَّلٰامُ عَلَیْهِ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 303

و عَلَیْکُمْ وَ رَحْمَةُ اللّٰه وَ بَرَکٰاتُهُ. و یقول أیضاً: السَّلٰامُ عَلَیْکُمْ

أَئمَّةَ الْهُدیٰ وَ رَحْمَةُ اللّٰه وَ بَرَکٰاتُهُ اسْتَوْدِعُکُمُ اللّٰه وَ اقْرَأُ عَلَیْکُمْ السَّلٰامَ، آمَنّٰا بِاللّٰه وَ بِالرَّسُولِ وَ بِمٰا جِئْتُمْ بِهِ وَ دَلَلْتُمْ عَلَیْهِ، اللّٰهُمَّ فَاکْتُبْنٰا مَعَ الشَّاهِدیٖنَ. و یطلب من اللّٰه أن یوفّقه لزیارتهم مرّة اخریٰ

الی الدَّرَجاتِ الْعُلیٰ، وَ صَلَّی اللّٰه عَلَیْکَ صَلاةً تَقِرُّ بِهٰا عَیْنُ رَسُولِهِ وَ تُبَلِّغُهُ اکْبَرَ مَأْمُولِهِ، اللّٰهُمَّ اجْعَلْ افْضَلَ صَلَواتِکَ وَ ازْکٰاهٰا وَ انْمیٰ بَرَکٰاتِکَ وَ اوْفٰاهٰا عَلی رَسُولِکَ وَ نَبِیِّکَ وَ خِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیّینَ، وَ عَلیٰ مَنْ نَسَلَ مِنْ اوْلٰادِهِ الطَّیِّبیٖنَ، وَ عَلیٰ مَنْ خَلَّفَ مِنْ عِتْرَتِهِ الطّٰاهِریٖنَ بِرَحْمَتِکَ یٰا ارْحَمَ الرّاحِمیٖنَ، اللّٰهُمَّ انّی اسْأَلُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَفِیِّکَ وَ ابْرٰاهیٖمَ نَجْلِ نَبِیِّکَ انْ تَجْعَلَ سَعْیی بِهِمْ مَشْکُوراً، وَ ذَنْبی بِهِمْ مَغْفُوراً، وَ حَیَاتِی بِهِمْ سَعیدَةً، وَ عاقِبَتی بِهِمْ حَمِیدَةً، وَ حَوائِجِی بِهِمْ مَقْضِیَّةً، وَ أَفْعٰالِی بِهِمْ مَرْضِیَّةً، وَ امُوری بِهِمْ مَسْعُودَةً، وَ شُؤُوِنی بِهِمْ مَحْمُودَةً، اللّٰهُمَّ وَ احْسِنْ لِیَ التَّوْفیٖقَ، وَ نَفِّسْ عَنّی کُلَّ هَمٍّ وَ ضیٖقٍ، اللّٰهُمَّ جَنِّبْنی عِقٰابَکَ، وَ امْنَحْنی ثَوٰابَکَ، وَ اسْکِنّی جَنٰانَکَ، وَ ارْقَنی رِضْوٰانَکَ وَ امٰانَکَ، وَ اشْرِکْ فی صالِحِ دُعٰائی وٰالِدَیَّ وَ وُلَدی وَ جَمیٖعَ الْمُؤْمِنینَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ الْاحْیٰاء مِنْهُمْ وَ الْامْوٰاتَ انَّکَ وَلِیُّ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 306

الْبٰاقِیٰاتِ الصّالِحَاتِ آمیٖنَ رَبَّ الْعٰالَمینَ. ثمّ یصلّی رکعتین و یطلب حاجاته من الهّٰم.

الْوَصِیّینَ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا مَنْ ظَهَرَتْ شَفَقَتُها عَلی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 307

رَسُولِ اللّٰه خَاتَمِ النَّبِیّینَ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ یٰا مَنْ تَرْبِیَتُهَا لِوَلِیِّ اللّٰه الْامیٖنِ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ وَ عَلیٰ رُوحِکِ وَ بَدَنِکِ الطّٰاهِرِ، السَّلٰامُ عَلَیْکِ وَ عَلیٰ وَلَدِکِ وَ رَحْمَةُ اللّٰه وَ بَرَکٰاتُهُ، اشْهَدُ أنَّکِ احْسَنْتِ الْکِفٰالَةَ وَ ادَّیْتِ الْامٰانَةَ، وَ اجْتَهَدْتِ فی مَرْضٰاتِ اللّٰه وَ بٰالَغْتِ فی حِفْظِ رَسُولِ اللّٰه، عٰارِفَةً بِحَقِّهِ، مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِ، مُعْتَرِفَةً بِنُبُوَّتِهِ، مُسْتَبْصِرَةً بِنِعْمَتِهِ، کٰافِلَةً بِتَرْبِیَتِهِ، مُشْفِقَةً عَلی نَفْسِهِ، وٰاقِفَةً عَلی خِدْمَتِهِ، مُخْتٰارَةً رِضٰاهُ، وَ اشْهَدُ انَّکِ مَضَیْتِ عَلَی الْایٖمٰانِ وَ الَّتمَسُّکِ بِاشْرَفِ الْادْیٰانِ، رَاضِیَةً مَرْضِیَّةً طٰاهِرَةً زَکِیَّةً تَقِیَّةً نَقِیَّةً، فَرَضِیَ اللّٰه عَنْکِ وَ ارْضٰاکِ، وَ جَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَکِ وَ مَأْواکِ، اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْفَعْنی بِزِیٰارَتها وَ ثَبِّتْنی عَلی مَحَبَّتِهَا، وَ لٰا تَحرِمنی شَفٰاعَتَها وَ شَفٰاعَةَ الْائِمَّةِ مِنْ ذُرِّیَّتِهٰا، وَ ارْزقْنی مُرَافَقَتَهٰا وَ احْشُرْنی مَعَهٰا وَ مَعَ اوْلٰادِهَا الطّٰاهِریٖنَ، اللّٰهُمَّ لٰا تَجْعَلُهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیٰارَتی ایّٰاهٰا، وَ ارْزقْنی الْعَوْدَ الَیْهٰا ابَداً مٰا ابْقَیْتَنی، وَ اذٰا

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 308

تَوَفَّیْتَنی فَاحْشُرْنی فی زُمْرَتِهٰا وَ ادْخِلْنی فی شَفٰاعَتِها بِرَحْمَتِکَ یٰا ارْحَمَ الرّاحِمیٖنَ، اللّٰهُمَّ بِحَقِّهٰا عِنْدَکَ وَ مَنْزِلَتِهٰا لَدَیْکَ اغْفِرْ لی وَ لِوٰالِدَیَّ وَ لِجَمیٖعِ الْمُؤْمِنینَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ، وَ اٰتِنٰا فِی الدُّنْیٰا حَسَنَةً وَ فِی الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنٰا بِرَحْمَتِکَ عَذٰابَ النّارِ. ثمّ یصلّی رکعتی صلاة الزیارة ثمّ یطلب حاجاته من اللّٰه.

العمّ المکرّم لرسول اللّٰه صلی الله علیه و آله و سلم مع أربعة و سبعین شهیداً آخر، و جرح فیها النبیّ صلی الله علیه و آله و سلم أیضاً. و فی أسفل الجبل یوجد مرقد حمزة و عبد اللّٰه بن جحش و مصعب بن عمیر، حیث دفن هؤلاء الثلاثة جنباً

______________________________

(1)- وفاء الوفاء: 3/ 927.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 309

إلی جنب، و دفن سائر الشهداء بالقرب منهم.

تَوَلّٰاکُمْ، وَ لٰا یَخیٖبُ مَنْ اتٰاکُمْ، وَ لٰا یَخْسَرُ مَنْ یَهواکُمْ وَ لٰا یَسْعَدُ مَنْ عٰادٰاکُمْ. ثمّ یصلّی رکعتی صلاة الزیارة و یقول: اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، اللّٰهُمَّ انّی تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِکَ بِلُزُومی لِقَبْرِ عَمِّ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّٰه عَلَیْهِ وَ آلِهِ لِیُجیرَنی مِنْ نِقْمَتِکَ فی یَوْمٍ تَکْثُرُ فِیهِ الْاصْوٰاتُ وَ تَشْغَلُ کُلُّ نَفْسٍ بِمٰا قَدَّمَتْ وَ تُجٰادِلُ عَنْ نَفْسِهَا، فَإِنْ تَرْحَمْنی الْیَوْمَ فَلٰا خَوْفٌ عَلَیَّ وَ لٰا

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 311

حُزْنٌ، وَ انْ تُعَاقِبْ فَمَوَلًی لَهُ الْقُدْرَةُ عَلی عَبْدِهِ، وَ لٰا تُخَیِّبْنی بَعْدَ الْیَوْمِ وَ لٰا تَصْرِفْنی بِغَیْرِ حٰاجَتی، فَقَدْ لَصِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِیِّکَ، وَ تَقَرَّبْتُ بِهِ الَیْکَ ابْتِغٰاءَ مَرْضَاتِکَ وَ رَجٰاءَ رَحْمَتِکَ، فَتَقَبَّلْ مِنّی وَ عُدْ بِحِلْمِکَ عَلی جَهْلی وَ بِرَافَتِکَ عَلی جِنٰایَةِ نَفْسی، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمی وَ مٰا اخٰافُ انْ تَظْلِمَنی وَ لٰکِنْ اخٰافُ سُوءَ الْحِسٰابِ، فَانْظُرِ الْیَوْمَ تَقَلُّبی عَلی قَبْرِ عَمِّ نَبِیِّکَ صلی الله علیه و آله فَبِهِمَا فُکَّنی مِنَ النّارِ، وَ لٰا تُخَیِّبْ سَعْیی، وَ لٰا یَهُونَنَّ عَلَیْکَ ابْتِهٰالی، وَ لٰا تَحْجُبَنَّ عَنْکَ صَوْتی، وَ لٰا تَقْلِبْنی بِغَیْرِ حَوٰائِجی، یٰا غِیٰاثَ کُلِّ مَکْرُوبٍ وَ مَحْزُونٍ، وَ یٰا مُفَرِّجاً عَنِ الْمَلْهُوفِ الْحَیْرٰانِ الْغَریٖقِ الْمُشْرِفِ عَلَی الْهَلَکَةِ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْظُرْ الَیَّ نَظْرَةَ لٰا اشْقیٰ بَعْدَهٰا ابَداً، وَ ارْحَمْ تَضَرُّعی وَ عَبْرَتی وَ انْفِرٰادی، فَقَدْ رَجُوتُ رِضٰاکَ وَ تَحَرَّیْتُ الْخَیْرَ الَّذی لٰا یُعْطیٖهِ احَدٌ سِوٰاکَ، فَلٰا تَرُدَّ امَلی، اللّٰهُمَّ انْ تُعَاقِبْ فَمَوْلًی لَهُ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 312

الْقُدْرَةُ عَلی عَبْدِهِ وَ جَزٰائَهِ بِسُوءِ فِعْلِهِ، فَلٰا اخیبَنَّ الْیَوْمَ وَ لٰا تَصْرِفْنی بِغَیْرِ حٰاجَتی، وَ لٰا تُخَیِّبَنَّ شُخُوصی وَ وِفٰادَتی، فَقَدْ انْفَدْتُ نَفَقَتی وَ اتْعَبْتُ بَدَنی

وَ قَطَعْتُ الْمَفٰازٰاتِ وَ خَلَّفْتُ الْاهْلَ وَ الْمٰالَ وَ مٰا خَوَّلْتَنی، وَ اٰثَرْتُ مٰا عِنْدَکَ عَلی نَفْسی، وَ لُذْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّٰه عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ تَقَرَّبْتُ بِهِ ابْتِغٰاءَ مَرْضَاتِکَ، فَعُدْ بِحِلْمِکَ عَلی جَهْلی وَ بِرَأْفَتِکَ عَلی ذَنْبی، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمی بِرَحْمَتِکَ یٰا کَریٖمُ یٰا کَریٖمُ.

314

قَصْدِهِمْ وَ تَوَفَّنی عَلی مٰا تَوَفَّیْتَهُمْ عَلَیْهِ وَ اجْمَعْ بَیْنی وَ بَیْنَهُمْ فی مُسْتَقَرِّ دٰارِ رَحْمَتِکَ اشْهَدُ انَّکُمْ لَنٰا فَرَطٌ وَ نَحْنُ بِکُمْ لٰاحِقُونَ.

ضُرّی وَ هَمّی وَ کَرْبی وَ غَمّی کَمٰا کَشَفْتَ عَنْ نَبِیِّکَ صَلَّی اللّٰه عَلَیْهِ وَ آلِهِ هَمَّهُ وَ کَفَیْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَ اکْفِنی مٰا اهَمَّنی مِنْ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 316

امْرِ الدُّنْیٰا وَ الْآخِرَةِ یٰا ارْحَمَ الرّاحِمیٖنَ. و هناک ثلاث مساجد اخریٰ تقع إلی جهة الجنوب إلی الأسفل قلیلًا من مسجد الفتح، و هی: 1- مسجد الإمام علی علیه السلام. 2- مسجد السیّدة فاطمة علیها السلام. 3- مسجد سلمان رضی الله عنه. و یستحبّ صلاة رکعتین فی کلّ واحد من هذه المساجد الثلاث:

مسجد الفضیح: و یقع فی شرق مسجد قبا.

مسجد المباهلة: و یقع شمال البقیع یسمّیٰ أیضاً بمسجد الإجابة.

مسجد أبو ذرّ: و یقع فی شارع أبو ذر.

مسجد الغمامة: و یقع غرب المدینة فی شارع عینیة، و یُقال: إنّه أوّل مسجد اقیمت فیه صلاة العید، و ذلک فی السنة الثانیة للهجرة، و فی شمال هذا المسجد یوجد مسجدان آخران، هما:

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 317

1- مسجد الإمام علی علیه السلام. 2- مسجد السیّدة فاطمة علیها السلام.

مسجد القبلتین: و یقع فی شمال غرب المدینة، و هو من أشهر مساجد المدینة، و قد حدث فی هذا المسجد تغییر القبلة من بیت المقدس إلی الکعبة المعظّمة.

مسجد الرایة: و یقع فی بدایة طریق الدخول إلی المدینة من جهة الشام و علی جبل «ذباب» و یسمّی أیضاً بمسجد الذباب. ملاحظة: یستحبّ صلاة رکعتین فی کلّ مسجد من المساجد المذکورة.

مقبرة البقیع: و قد مضی الحدیث عنها بالتفصیل.

مشربة امّ إبراهیم: و هی حجرة امّ إبراهیم ابن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و کان بیته و مصلّاه فی هذا المکان، و یقع هذا المحلّ بجانب مسجد قبا.

بدر: و هی

قریة تقع بین مکّة المکرّمة و المدینة المنوّرة، و فیها دفن أربعة عشر شهیداً من شهداء غزوة

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 318

بدر، و یجدر کثیراً بالزوّار الکرام أن یتشرّفوا بزیارة تلک القبور المقدّسة.

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 319

ثُمَّ اخْرَجْتَنی لِلَّذی سَبَقَ لی مِنَ الْهُدیٰ الی الدُّنْیٰا تَامّاً سَوِیّاً، وَ حَفِظْتَنی فِی الْمَهْدِ طِفْلًا صَبِیّاً، و رَزَقْتَنی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 321

مِنَ الْغَذٰاء لَبَناً مَرِیّاً، وَ عَطَفْتَ عَلَیَّ قُلُوبَ الْحَوٰاضِنِ، وَ کَفَّلْتَنِی الْامّهٰاتِ الرَّواحِمَ، وَ کَلْاتَنی مِنْ طَوَارِقِ الْجٰانِّ، وَ سَلَّمْتَنی مِنَ الزِّیٰادَةِ وَ النُّقْصٰانِ، فَتَعَالَیْتَ یٰا رَحیمُ یٰا رَحْمٰانُ، حَتَّی اذَا اسْتَهْلَلْتُ نَاطِقاً بِالْکَلٰامِ اتْمَمْتَ عَلَیَّ سَوٰابِغَ الْانْعٰامِ، وَ رَبَّیْتَنی زٰائِداً فی کُلِّ عٰامٍ، حَتَّی اذَا اکتَمَلَتْ فِطْرَتی وَ اعْتَدَلَتْ مِرَّتی اوْجَبْتَ عَلَیَّ حُجَّتَکَ بِانْ الْهَمْتَنی مَعْرِفَتَکَ، وَ رَوَّعْتَنی بِعَجٰائِبِ حِکْمَتِکَ وَ ایْقَظْتَنی لِمٰا ذَرَاْتَ فی سَمٰائِکَ وَ ارْضِکَ مِنْ بَدٰائِعِ خَلْقِکَ، وَ نَبَّهْتَنی لِشُکْرِکَ وَ ذِکْرِکَ، وَ اوْجَبْتَ عَلَیَّ طٰاعَتَکَ وَ عِبٰادَتَکَ، وَ فَهَّمْتَنی مٰا جٰاءَتْ بِهِ رُسُلِکَ، وَ یَسَّرْتَ لی تَقَبُّلَ مَرْضَاتِکَ، وَ مَنَنْتَ عَلَیَّ فی جَمیٖعِ ذٰلِکَ بِعَوْنِکَ وَ لُطْفِکَ. ثُمَّ اذْ خَلَقْتَنی مِنْ خَیْرِ الثَّری، وَ لَمْ تَرْضَ لی یٰا الٰهی نِعْمَةً دُونَ اخْریٰ، وَ رَزَقْتَنی مِنْ انْوٰاعِ الْمَعٰاشِ وَ صُنُوفِ الرِّیَاشِ بِمَنِّکَ الْعَظیٖمِ الْاعْظَمِ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 322

عَلَیَّ، وَ احْسٰانِکَ الْقَدیٖمِ الَیَّ، حَتَّی اذٰا اتْمَمْتَ عَلَیَّ جَمیٖعَ النِّعَمِ وَ صَرَفْتَ عَنّی کُلَّ النِّقَمِ لَمْ یَمْنَعْکَ جَهْلی وَ جُرْأَتی عَلَیْکَ انْ دَلَلْتَنی الیٰ مٰا یُقَرِّبُنی الَیْکَ، وَ وَفَّقْتَنی لِمٰا یُزْلِفُنی لَدَیْکَ، فَإِنْ دَعَوْتُکَ اجَبْتَنی وَ انْ سألْتُکَ اعْطَیْتَنی، وَ انْ اطَعْتُکَ شَکَرْتَنی، وَ انْ شَکَرْتُکَ زِدْتَنی، کُلُّ ذٰلِکَ اکْمٰالٌ لِانْعُمِکَ عَلَیَّ وَ احْسٰانِکَ الَیَّ، فَسُبْحَانَکَ سُبْحٰانَکَ مِنْ مُبْدِئٍ مُعِیدٍ حَمیٖدٍ مَجیٖدٍ، وَ تَقَدَّسَتْ اسْمٰاؤُکَ وَ عَظُمَتْ آلٰاؤُکَ، فَأَیَّ نِعَمِکَ یٰا الٰهی احْصی عَدَداً وَ ذِکْراً، امْ ایُّ عَطٰایٰاکَ اقُومُ بِهٰا شُکْراً وَ هِیَ یٰا رَبِّ اکْثَرُ مِنْ انْ یُحْصِیَهٰا الْعٰادُّونَ، اوْ یَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحٰافِظُونَ.

ثُمَّ مٰا صَرَفْتَ وَ دَرَأتَ عَنّی اللّٰهُمَّ مِنَ الضُّرِّ وَ الضَّرّٰاءِ اکْثَرُ مِمَّا ظَهَرَ لی مِنَ الْعٰافِیَةِ وَ السَّرّٰاءِ، وَ انَا اشْهَدُ یٰا الهی بِحَقیٖقَةِ إِیمٰانی، وَ عَقْدِ عَزَماتِ یَقینی، وَ خٰالِصِ صَریحِ تَوْحیدی، وَ بٰاطِنِ مَکْنُونِ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 323

ضَمیری، وَ عَلٰائِقِ مَجَاری نُورِ بَصَری، وَ اسٰاریٖرِ صَفْحَةِ جَبِینی، وَ خُرْقِ مَسٰارِبِ نَفْسی، وَ خَذٰاریٖفِ مٰارِنِ عِرْنیٖنی، وَ مَسٰارِبِ سِمٰاخِ سَمْعی، وَ مٰا ضُمَّتْ وَ اطْبَقَتْ عَلَیْهِ شَفَتٰایَ وَ حَرَکٰاتِ لَفْظِ لِسٰانی، وَ مَغْرَزِ حَنَکِ فَمی وَ فَکّی، وَ مَنٰابِتِ اضْرٰاسی، وَ مَسٰاغِ مَطْعَمی وَ مَشْرِبی، وَ حِمٰالَةِ امِّ رَأسی، وَ بَلُوعِ فٰارِغِ حَبٰائِلِ عُنُقی، وَ مٰا اشْتَمَلَ عَلَیْهِ تَامُورُ صَدْری، وَ حَمٰائِلِ حَبْلِ وَتینی، وَ نِیٰاطِ حِجابِ قَلْبی، وَ افْلٰاذِ حَوٰاشی کَبِدی، وَ مٰا حَوَتْهُ شَرٰاسیفُ اضْلٰاعی، وَ حِقٰاقُ مَفٰاصِلی، وَ قَبْضُ عَوٰامِلی، وَ اطْرٰافُ انٰامِلی وَ لَحْمی وَ دَمی وَ شَعْری وَ بَشَری وَ عَصَبی وَ قَصَبی وَ عِظٰامی وَ مُخّی وَ عُرُوقی وَ جَمیٖعُ جَوٰارِحی، وَ مَا انْتَسَجَ عَلی ذٰلِکَ ایّٰامَ رِضٰاعی، وَ مٰا اقَلَّتِ الْارْضُ مِنّی وَ نَوْمی وَ یَقْظَتی، وَ سُکُونی وَ حَرَکٰاتِ رُکُوعی وَ سُجُودی، انْ لَوْ حٰاوَلْتُ وَ اجْتَهَدْتُ مَدَی الْأَعْصٰارِ وَ الْاحْقٰابِ لَوْ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 324

عُمِّرْتُهٰا انْ اؤَدِّیَ شُکْرَ وٰاحِدَةٍ مِنْ انْعُمِکَ مَا اسْتَطَعْتُ ذٰلِکَ الّاٰ بِمَنِّکَ، الْمُوجِبِ عَلَیَّ بِهِ شُکْرُکَ ابَداً جَدیٖداً وَ ثَنٰاءً طٰارِفاً عَتیٖداً. اجَلْ وَ لَوْ حَرَصْتُ انَا وَ الْعٰادُّونَ مِنْ انٰامِکَ انْ نُحْصِیَ مَدیٰ انْعٰامِکَ سٰالِفِهِ وَ آنِفِهِ مٰا حَصَرْنٰاهُ عَدَداً وَ لٰا احْصَیْنٰاهُ امَداً، هَیْهَاتَ انّیٰ ذٰلِکَ وَ انْتَ الْمخْبِرُ فی کِتٰابِکَ النّاطِقِ وَ النَّبِأَ الصَّادِقِ (وَ انْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّٰه لٰا تُحْصُوهٰا) صَدَقَ کِتٰابُکَ

اللّٰهُمَّ وَ انْبٰاؤُکَ، وَ بَلَّغَتْ انْبِیٰاؤُکَ وَ رُسُلُکَ مٰا انْزَلْتَ عَلَیْهِمْ مِنْ وَحْیِکَ، وَ شَرَعْتَ لَهُمْ وَ بِهِمْ مِنْ دینکَ، غَیْرَ انّی یٰا الٰهی اشْهَدُ بِجَهْدی وَ جِدّی وَ مَبْلَغِ طٰاعَتی وَ وُسْعی، وَ اقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً: الْحَمْدُ لله الَّذی لَمْ یَتَّخِدْ وَلَداً فَیَکُونُ مَوْرُوثاً، وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ شَریکٌ فی مُلْکِهِ فَیُضَادَّهُ فِیمَا ابْتَدَعَ، وَ لا وَلِیّ مِنَ الذُّلِّ فَیُرْفِدَهُ فِیمَا صَنَعَ، فَسُبْحَانَهُ لَوْ کٰانَ فِیهِمَا آلِهَةٌ الَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا وَ تَفَطَّرَتٰا، سُبْحٰانَ اللّٰه الْوٰاحِدِ الْاحَدِ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 325

الصَّمَدِ الَّذی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً احَدٌ، الْحَمْدُ للّٰه حَمْداً یُعٰادِلُ حَمْدَ مَلٰائِکَتِهِ الْمُقَرَّبیٖنَ وَ انْبِیٰائِهِ الْمُرْسَلینَ، وَ صَلَّی اللّٰهُ عَلی خِیَرَتِهِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیّینَ و آلِهِ الطَّیِّبیٖنَ الطّٰاهِریٖنَ الْمخْلَصیٖنَ وَ سَلَّمَ. ثمّ شرع علیه السلام بالسؤال و اهتمّ بالدعاء و دموعه تنحدر علی خدّیه، ثمّ قال: اللّٰهُمَّ اجْعَلْنی اخْشٰاکَ کَانّی ارٰاکَ، وَ اسْعِدْنی بِتَقْوٰاکَ وَ لٰا تُشْقِنی بِمَعْصِیَتِکَ، وَ خِرْ لی فی قَضَائِکَ وَ بٰارِکْ لی فی قَدَرِکَ حَتَّی لٰا احِبَّ تَعْجیلَ مٰا اخَّرْتَ وَ لٰا تَأْخیٖرَ مٰا عَجَّلْتَ. اللّٰهُمَّ اجْعَلْ غِنٰایَ فی نَفْسی، وَ الْیَقیٖنَ فی قَلْبی، وَ الْاخْلٰاصَ فی عَمَلی، وَ النُّورَ فی بَصَری، وَ الْبَصیٖرَةَ فی دینی، وَ مَتِّعْنی بِجَوٰارِحی، وَ اجْعَلْ سَمْعی وَ بَصَری الْوٰارِثَیْنِ مِنّی، وَ انْصُرْنی عَلی مَنْ ظَلَمَنی، وَ ارِنی فِیهِ ثٰاری وَ مَآرِبی وَ اقِرِّ بِذٰلِکَ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 326

عَیْنی، اللّٰهُمَّ اکْشِفْ کُرْبَتی، وَ اسْتُرْ عَوْرَتی، وَ اغْفِرْ لی خَطیٖئَتی، وَ اخْسَأ شَیْطٰانی، وَ فُکَّ رِهٰانی، وَ اجْعَلْ لی یٰا الٰهی الدَّرَجَةَ الْعُلیٰا فِی الْآخِرَةِ وَ الْاوْلیٰ. اللّٰهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ کَمٰا خَلَقْتَنی فَجَعَلْتَنی سَمِیعاً بَصیٖراً وَ

لَکَ الْحَمْدُ کَمٰا خَلَقْتَنی فَجَعَلْتَنی خَلْقاً سَوِیّاً رَحْمَةً بی وَ قَدْ کُنْتَ عَنْ خَلْقی غَنِیّاً. رَبِّ بِمٰا بَرَأتَنی فَعَدَّلْتَ فِطْرَتی، رَبِّ بِمٰا انْشَأتَنی فَاحْسَنْتَ صُورَتی، رَبِّ بِمٰا احْسَنْتَ الَیَّ وَ فی نَفْسی عٰافَیْتَنی، رَبِّ بِمٰا کَلَأتَنی وَ وَفَّقْتَنی، رَبِّ بِمٰا انْعَمْتَ عَلَیَّ فَهَدَیْتَنی، رَبِّ بِمٰا اوْلَیْتَنی وَ مِنْ کُلِّ خَیْرٍ اعْطَیْتَنی، رَبِّ بِمٰا اطْعَمْتَنی وَ سَقَیْتَنی، رَبِّ بِمٰا اغْنَیْتَنی وَ اقْنَیْتَنی، رَبِّ بِمٰا اعَنْتَنی وَ اعْزَزْتَنی، رَبِّ بِمٰا الْبَسْتَنی مِنْ سِتْرِکَ الصّافی، وَ یَسَّرْتَ لی مِنْ صُنْعِکَ الْکٰافی، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ و آلِ مُحَمَّدٍ، وَ أَعِنّی عَلی بَوٰائِقِ الدُّهُورِ وَ صُرُوفِ اللَّیٰالِیَ وَ الْأَیّٰامِ، وَ نَجِّنی مِنْ اهْوٰالِ الدُّنْیٰا وَ کُرُبٰاتِ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 327

الْآخِرَةِ، وَ اکْفِنی شَرَّ مٰا یَعْمَلُ الظّٰالِمُونَ فِی الْارْضِ. اللّٰهُمَّ مٰا اخٰافُ فَاکْفِنی، وَ مٰا احْذَرُ فَقِنی، وَ فی نَفْسی فَاحْرُسْنی، وَ فی سَفَری فَاحْفَظْنی، وَ فی اهْلی وَ مٰالی فَاخْلُفْنی، وَ فیٰ ما رَزَقْتَنی فَبَارِکْ لی، وَ فی نَفْسی فَذَلِّلْنی، وَ فی اعْیُنِ النّٰاسِ فَعَظِّمْنی، وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْانْسِ فَسَلِّمْنی، وَ بِذُنُوبی فَلٰا تَفْضَحْنی، وَ بِسَریٖرَتی فَلَا تُخْزِنی، وَ بِعَمَلی فَلٰا تَبْتَلِنی، وَ نِعَمَکَ فَلٰا تَسْلُبْنی، وَ الیٰ غَیْرِکَ فَلٰا تَکِلْنی. الٰهی الیٰ مَنْ تَکِلُنی، الیٰ قَریبٍ فَیَقْطَعُنی، امْ الیٰ بَعیٖدٍ فَیَتَجهَّمُنی، امْ الی الْمُسْتَضْعفیٖنَ لی وَ انْتَ رَبّی وَ مَلیک امْری، اشْکُو الَیْکَ غُرْبَتیِ وَ بُعْدَ دٰاری وَ هَوٰانی عَلی مَنْ مَلَّکْتَهُ امْری. الٰهی فَلٰا تُحْلِلْ عَلَیَّ غَضَبَکَ، فَإِنْ لَمْ تَکُنْ غَضِبْتَ عَلَیَّ فَلٰا ابٰالی سِوَاکَ، سُبْحٰانَکَ غَیْرَ انَّ عٰافِیَتَکَ اوْسَعُ لی، فَأَسْألُکَ یٰا رَبِّ بِنُورِ وَجْهِکَ الَّذی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 328

اشْرَقَتْ لَهُ الْارْضُ وَ السَّمٰوٰاتُ، وَ کُشِفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ، وَ صَلَحَ بِهِ امْرُ

الْاوَّلیٖنَ وَ الْاٰخِریٖنَ، انْ لٰا تُمیٖتَنی عَلی غَضَبِکَ وَ لٰا تُنْزِلَ بی سَخَطَکَ، لَکَ الْعُتْبیٰ حَتَّی تَرْضیٰ قَبْلَ ذٰلِکَ، لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرٰامِ، وَ الْمَشْعَرِ الْحَرٰامِ، وَ الْبَیْتِ الْعَتیٖقِ الذی احْلَلْتَهُ الْبَرَکَةَ وَ جَعَلْتَهُ لِلنّٰاسِ امْناً، یٰا مَنْ عَفٰا عَنْ عَظیمِ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ، یٰا مَنْ اسْبَغَ النَّعْمَاءَ بِفَضْلِهِ، یٰا مَنْ اعْطَی الْجَزیٖلَ بِکَرَمِهِ، یٰا عُدَّتی فی شِدَّتی، یٰا صاحِبی فی وَحْدَتی، یٰا غِیٰاثی فی کُرْبَتی، یٰا وَلِیّی فی نِعْمَتی. یٰا الٰهی وَ الٰهَ آبٰائی ابْرٰاهیٖمَ وَ اسْمٰعیٖلَ وَ اسْحٰقَ وَ یَعْقُوبَ، وَ رَبَّ جَبْرِئِیلَ وَ میٖکٰائیٖلَ وَ اسْرٰافیٖلَ، وَ رَبِّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیّینَ وَ آلِهِ الْمُنْتَجَبیٖنَ، وَ مُنْزِلَ التَّوْراةِ وَ الْانْجیٖلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقٰانِ، وَ مُنْزِلَ کهیعص وَ طٰهٰ وَ یٰس وَ الْقُرْآن الْحَکیٖمِ، انْتَ کَهْفی حیٖنَ تُعْییٖنی الْمَذٰاهِبُ فی سَعَتِهٰا، وَ تَضیٖقُ بِیَ الْارْضُ بِرُحْبِهٰا، وَ لَوْ لٰا رَحْمَتُکَ لَکُنْتُ مِنَ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 329

الْهَاٰلِکیٖنَ، وَ انْتَ مُقیلُ عَثْرَتی وَ لَو لٰا سَتْرُکَ ایّٰایَ لَکُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحیٖنَ وَ انْتَ مُؤَیِّدی بِالنَّصْرِ عَلی اعْدٰائی، وَ لَو لٰا نَصْرُکَ ایّٰایَ لَکُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبیٖنَ. یٰا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالسُّمُّوِ وَ الرِّفْعَةِ، فَأَوْلِیَاؤُهُ بِعِزِّهِ یَعْتَزُّونَ، یٰا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوکُ نَیر الْمَذَلَّةِ عَلی اعْنٰاقِهِمْ فَهُمْ مِنْ سَطَوٰاتِهِ خٰائَفُونَ، یَعْلَمُ خَائَنَةَ الْاعْیُنِ وَ مٰا تُخْفِی الصُّدُورُ، وَ غَیْبَ مٰا تَأتی بِهِ الْازْمِنَةُ وَ الدُّهُورُ، یٰا مَنْ لٰا یَعْلَمُ کَیْفَ هُوَ الّاٰ هُوَ، یٰا مَنْ لٰا یَعْلَمُ مٰا هُوَ الّاٰ هُوَ یٰا مَنْ لٰا یَعْلَمُهُ الّاٰ هُوَ، یٰا مَنْ کَبَسَ الْارْضَ عَلَی الْماءِ وَ سَدَّ الْهَوٰاءَ بِالسَّمٰاءِ، یٰا مَنْ لَهُ اکْرَمُ الْاسْمٰاءِ، یٰا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذی لٰا یَنْقَطِعُ ابَداً، یٰا مُقَیِّضَ الرَّکْبِ لِیُوسُفَ فِی

الْبَلَدِ الْقَفْرِ وَ مُخرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ وَ جٰاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِیَّةِ مَلِکاً، یٰا رٰادَّهُ عَلی یَعْقُوبَ بَعْدَ انِ ابْیَضَّتْ عَیْنٰاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ کَظیمٌ، یٰا کٰاشِفَ الضُّرِّ الْبَلْویٰ عَنْ ایُّوبَ وَ یٰا مُمْسِکَ یَدَیْ ابْرٰاهیٖمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ کِبَرِ سِنِّهِ وَ فَنٰاءِ عُمْرِهِ، یٰا مَنِ اسْتَجٰابَ لِزَکَرِیّا

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 330

فَوَهَبَ لَهُ یَحْییٰ وَ لَمْ یَدَعْهُ فَرْداً وَحیٖداً، یٰا مَنْ اخْرَجَ یُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ، یٰا مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنی اسْرٰائیٖلَ فَأَنْجَاهُمْ وَ جَعَلَ فِرْعَوْنَ وَ جُنُودَهُ مِنَ الْمُغْرَقینَ، یٰا مَنْ ارْسَلَ الرِّیَاحَ مُبَشِّرٰاتٍ بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ، یٰا مَنْ لَمْ یَعْجَلْ عَلی مَنْ عَصَاهُ مِنْ خَلْقِهِ، یٰا مَنِ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ وَ قَدْ غَدَوْا فی نِعْمَتِهِ یَأْکُلُونَ رِزْقَهُ وَ یَعْبُدُونَ غَیْرَهُ، وَ قَدْ حٰادُّوهُ وَ نٰادُّوهُ وَ کَذَّبُوا رُسُلَهُ. یٰا اللّٰه یٰا اللّٰه یٰا بَدِی ءُ، یٰا بَدیٖعاً لٰا نِدَّ لَکَ، یٰا دٰائِماً لٰا نَفٰادَ لَکَ، یٰا حَیّاً حیٖنَ لٰا حَیَّ، یٰا مُحِیْیَ الْمَوْتیٰ، یٰا مَنْ هُوَ قٰائِمٌ عَلی کُلِّ نَفْسٍ بِمٰا کَسَبَتْ، یٰا مَنْ قَلَّ لَهُ شُکْری فَلَمْ یَحْرِمْنی، وَ عَظُمَتْ خَطیٖئَتی فَلَمْ یَفْضَحْنی، وَ رَانی عَلَی الْمَعٰاصی فَلَمْ یَشْهَرْنی، یٰا مَنْ حَفِظَنی فی صِغَری، یٰا مَنْ رَزَقَنی فی کِبَری، یٰا مَنْ ایٰادیٖهِ عِنْدی لٰا تُحْصیٰ، وَ نِعَمُهُ لا تُجٰازَیٰ، یٰا مَنْ عٰارَضَنی بِالْخَیْرِ وَ الْاحْسٰانِ وَ عٰارَضْتُهُ بِالْاسٰائَةِ وَ الْعِصْیٰانِ، یٰا مَنْ هَدَانی لِلْایٖمٰانِ مِنْ قَبْلِ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 331

انْ اعْرِفَ شُکْرَ الْامْتِنٰانِ، یٰا مَنْ دَعَوْتُهُ مَریٖضاً فَشَفٰانی، وَ عُرْیٰاناً فَکَسَانی، وَ جٰائِعاً فَأَشْبَعَنی، وَ عَطْشٰانَاً فَأَرْوَانی، وَ ذَلیٖلًا فَأَعَزَّنی، وَ جٰاهِلًا فَعَرَّفَنی، وَ وَحیٖداً فَکثَّرَنی، وَ غٰائِباً فَرَدَّنی، وَ مُقِلًّا فَأَغْنَانی، وَ مُنْتَصِراً فَنَصَرَنی، وَ غَنِیّٰاً

فَلَمْ یَسْلُبْنی، وَ امْسَکْتُ عَنْ جَمیٖعِ ذٰلِکَ فَابْتَدَأَنی، فَلَکَ الْحَمْدُ وَ الشُّکْرُ، یٰا مَنْ اقٰالَ عَثْرَتی، وَ نَفَّسَ کُرْبَتی، وَ اجٰابَ دَعْوَتی، وَ سَتَرَ عَوْرَتی، وَ غَفَرَ ذُنُوبی، وَ بَلَّغنی طَلِبَتی، وَ نَصَرَنی عَلی عَدُوّی، وَ انْ اعُدَّ نِعَمَکَ وَ مِنَنَکَ وَ کَرٰائِمَ مِنَحِکَ لٰا احْصیٖهٰا. یٰا مَوْلٰایَ انْتَ الَّذی مَنَنْتَ، انْتَ الَّذی انْعَمْتَ، انْتَ الَّذی احْسَنْتَ، انْتَ الَّذی اجْمَلْتَ، انْتَ الَّذی افْضَلْتَ، انْتَ الَّذی اکْمَلْتَ، انْتَ الَّذی رَزَقْتَ، انْتَ الَّذی وَفَّقْتَ، انْتَ الَّذی اعْطَیْتَ، انْتَ الَّذی اغْنَیْتَ، انْتَ الَّذی اقْنَیْتَ، انْتَ الَّذی آوَیْتَ، انْتَ الَّذی کَفَیْتَ، انْتَ الَّذی هَدَیْتَ، انْتَ الَّذی عَصَمْتَ، انْتَ الَّذی سَتَرْتَ، انْتَ الَّذی غَفَرْتَ، انْتَ الَّذی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 332

اقَلْتَ، انْتَ الَّذی مَکَّنْتَ، انْتَ الَّذی اعْزَزْتَ، انْتَ الَّذی اعَنْتَ، انْتَ الَّذی عَضَدْتَ، انْتَ الَّذی ایَّدْتَ، انْتَ الَّذی نَصَرْتَ، انْتَ الَّذی شَفَیْتَ، انْتَ الَّذی عٰافَیْتَ، انْتَ الَّذی اکْرَمْتَ، تَبٰارَکْتَ وَ تَعٰالَیْتَ، فَلَکَ الْحَمْدُ دٰائِماً وَ لَکَ الشُّکْرُ وٰاصِباً ابَداً. ثُمَّ انَا یٰا الٰهِیَ الْمُعْتَرِفُ بِذُنُوبی فَاغْفِرْهَا لی، انَا الَّذی اسَأتُ، انَا الَّذی أَخْطَأتُ، انَا الَّذی هَمَمْتُ، انَا الَّذی جَهِلْتُ، انَا الَّذی غَفَلْتُ، انَا الَّذی سَهَوْتُ، انَا الَّذی اعْتَمَدْتُ، انَا الَّذی تَعَمَّدْتُ، انَا الَّذی وَعَدْتُ، وَ انَا الَّذی اخْلَفْتُ، انَا الَّذی نَکَثْتُ، انَا الَّذی اقْرَرْتُ، انَا الَّذی اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِکَ عَلَیَّ وَ عِنْدی وَ ابُوءُ بِذُنُوبی فَاغْفِرْهَا لی، یٰا مَنْ لٰا تَضُرُّهُ ذُنُوبِ عِبٰادِهِ وَ هوَ الْغَنِیُّ عَنْ طٰاعَتِهِمْ، وَ الْمُوفِّقُ مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً مِنْهُمْ بِمَعُونَتِهِ وَ رَحْمَتِهِ، فَلَکَ الْحَمْدُ الٰهی وَ سَیِّدی. الٰهی امَرْتَنی فَعَصَیْتُکَ، وَ نَهَیْتَنی فَارْتَکَبْتُ نَهَیْکَ، فَأَصْبَحْتُ لٰا ذٰا بَرٰاءَةٍ لی فَأَعْتَذِرُ، وَ لٰا ذٰا قُوَّةٍ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 333

فَأَنْتَصِرُ، فَبِأَیِّ شَیْ ءٍ اسْتَقْبِلُکَ یٰا مَوْلٰایَ،

أَ بسمعی امْ بِبَصَری امْ بِلِسٰانی امْ بِیَدی امْ بِرِجْلی، ا لَیْسَ کُلُّهٰا نِعَمَکَ عِنْدی وَ بِکُلِّهٰا عَصَیْتُکَ یٰا مَوْلٰایَ، فَلَکَ الْحُجَّةُ وَ السَّبیٖلُ عَلَیَّ، یٰا مَنْ سَتَرَنی مِنَ الْآبٰاءِ وَ الْامَّهٰاتِ انْ یَزْجُرُونی، وَ مِنَ الْعَشٰائِرِ وَ الْاخْوٰانِ انْ یُعَیِّرُونی، وَ مِنَ السَّلٰاطیٖنَ انْ یُعٰاقِبُونی، وَ لَوِ اطَّلَعُوا یٰا مَوْلٰایَ عَلی مَا اطَّلَعْتَ عَلَیْهِ مِنّی اذاً مٰا انْظرُونی وَ لَرَفَضُونی وَ قَطَعُونی، فَهَا انَا ذٰا یٰا الٰهی بَیْنَ یَدَیْکَ یٰا سَیِّدی خٰاضِعٌ ذَلیٖلٌ حَصیٖرٌ حَقٖیرٌ لٰا ذُو بَرٰاءَةٍ فَأَعْتَذِرُ، وَ لٰا ذُو قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ، وَ لٰا حُجَّةٍ فَاحْتَجُّ بِهٰا، وَ لٰا قٰائلٌ لَمْ اجْتَرِحْ وَ لَمْ اعْمَلْ سُوءً، وَ مٰا عَسَی الْجُحُودُ لَوْ حَجَدْتُ یٰا مَوْلٰایَ یَنْفَعُنی، کَیْفَ و انّیٰ ذٰلِکَ وَ جَوٰارِحی کُلُّهٰا شَاهِدَةٌ عَلَیَّ بِمٰا قَدْ عَمِلْتُ، وَ عَلِمْتُ یَقیناً غَیْرَ ذی شَکٍّ أنَّکَ سٰائَلی مِنْ عَظٰائِمِ الْامُورِ، وَ انَّکَ الْحَکَمَ الْعَدْلُ الَّذی لٰا تَجُورُ، وَ عَدْلُکَ مُهْلِکی، وَ مِنْ کُلِّ عَدْلِکَ مَهْرَبی، فَإِنْ تُعَذِّبْنی یٰا الٰهی فَبِذُنُوبی بَعْدَ حُجَّتِکَ عَلَیَّ،

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 334

وَ انْ تَعْفُ عَنّی فَبِحِلْمِکَ وَ جُودِکَ وَ کَرَمِکَ. لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ سُبْحٰانَکَ انّی کُنْتُ مِنَ الظّٰالِمیٖنَ، لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ سُبْحٰانَکَ انّی کُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرینَ، لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ سُبْحٰانَکَ انّی کُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدیٖنَ، لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ سُبْحٰانَکَ انّی کُنْتُ مِنَ الْخٰائِفیٖنَ، لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ سُبْحٰانَکَ انّی کُنْتُ مِنَ الْوَجِلینَ، لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ سُبْحٰانَکَ انّی کُنْتُ مِنَ الرَّاجیٖنَ، لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ سُبْحٰانَکَ انّی کُنْتُ مِنَ الرّاغِبیٖنَ، لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ سُبْحٰانَکَ انّی کُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلینَ، لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ سُبْحٰانَکَ انّی کُنْتُ مِنَ السّائِلیٖنَ، لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ سُبْحٰانَکَ انّی کُنْتُ

مِنَ الْمُسَبِّحینَ، لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ سُبْحٰانَکَ انّی کُنْتُ مِنَ الْمُکَبِّرینَ، لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ سُبْحٰانَکَ رَبّی وَ رَبِّ آبٰائِیَ الْاوَّلیٖنَ. اللّٰهُمَّ هٰذٰا ثَنٰائی عَلَیْکَ مُمَجِّداً، وَ اخْلٰاصی لِذِکْرِکَ مُوَحِّداً، وَ اقْرٰاری بِآلٰائِکَ مُعَدِّداً وَ انْ کُنْتُ مُقِرّاً انّی لَمْ احْصِهٰا لِکَثْرَتِهٰا وَ سُبُوغِهٰا وَ تَظٰاهُرِهٰا وَ تَقٰادُمِهٰا الیٰ حٰادِثٍ مٰا لَمْ تَزَلْ تَتَعَهَّدُنی بِهِ مَعَهٰا

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 335

مُنْذُ خَلَقْتَنی وَ بَرَأْتَنی مِنْ اوَّلِ الْعُمْرِ مِنَ الإغْنَاءِ مِنَ الْفَقْرِ، وَ کَشْفِ الضُّرِّ، وَ تَسْبیٖبِ الْیُسْرِ، وَ دَفْعِ الْعُسْرِ، وَ تَفْریٖجِ الْکَرْبِ، وَ الْعٰافِیَةِ فِی الْبَدَنِ وَ السَّلٰامَةِ فِی الدّینِ، وَ لَوْ رَفَدَنی عَلی قَدْرِ ذِکْرِ نِعْمَتِکَ جَمیٖعُ الْعٰالَمینَ مِنَ الْاوَّلیٖنَ وَ الْاٰخِریٖنَ مٰا قَدَرْتُ وَ لٰا هُمْ عَلی ذٰلِکَ، تَقَدَّسْتَ وَ تَعٰالَیْتَ مِنْ رَبٍّ کَریٖمٍ عَظیمٍ رَحیمٍ، لٰا تُحْصیٰ آلٰاؤُکَ وَ لٰا یَبْلغُ ثَنٰاؤُکَ وَ لَا تُکٰافی نَعْمَاؤُکَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اتْمِمْ عَلَیْنٰا نِعَمَکَ، وَ اسْعِدْنٰا بِطٰاعَتِکَ سُبْحٰانَکَ لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ. اللّٰهُمَّ انَّکَ تُجیٖبُ الْمُضْطَرَّ وَ تَکْشِفُ السُّوءَ، وَ تُغیٖثُ الْمَکْرُوبَ، وَ تَشْفِی السَّقیٖمَ، وَ تُغْنِیَ الْفَقیٖرَ، وَ تَجْبُرُ الْکَسیٖرَ، وَ تَرْحَمُ الصَّغیٖرَ، وَ تُعٖینُ الْکَبیٖرَ، وَ لَیْسَ دُونَکَ ظَهیٖرٌ وَ لٰا فَوْقَکَ قَدیٖرٌ، وَ انْتَ الْعَلِیّ الکَبیرُ، یٰا مُطْلِقَ الْمُکَبَّلِ الْاسیٖرِ، یٰا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغیٖرِ، یٰا عِصْمَةَ الْخٰائِفِ الْمُسْتَجیٖرِ، یٰا مَنْ لٰا شَریکَ لَهُ وَ لٰا وَزیٖرَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ و آلِ مُحَمَّدٍ، وَ اعْطِنی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 336

فی هٰذِهِ الْعَشِیَّةِ افْضَلَ مٰا اعْطَیْتَ وَ انَلْتَ احَداً مِنْ عِبٰادِکَ مِنْ نِعْمَةٍ تُولیهَا، وَ آلٰاءٍ تُجَدِّدُهَا، وَ بَلِیَّةٍ تَصْرِفُهَا، وَ کُرْبَةٍ تَکْشِفُهَا، وَ دَعْوَةٍ تَسْمَعُهَا، وَ حَسَنَةٍ تَتَقَبَّلُهَا، وَ سَیِّئَةٍ تَتَغَمَّدُهَا، انَّکَ لَطیٖفٌ بِمٰا تَشَاءُ

خَبیٖرٌ وَ عَلیٰ کُلِّ شَیْ ءٍ قَدیٖرٌ. اللّٰهُمَّ انَّکَ أَقْرَبُ مَنْ دُعِیَ، و أَسْرَعُ مَنْ أَجَابَ، و أَکْرَمُ مَنْ عَفَا، و أَوْسَعُ مَنْ اعْطیٰ، وَ اسْمَعُ مَنْ سُئِلَ، یٰا رَحْماٰنَ الدُّنْیٰا وَ الْاٰخِرَةِ وَ رَحیٖمَهُمٰا، لَیْسَ کَمِثْلِکَ مَسْئُولٌ وَ لٰا سِوٰاکَ مَأْمُولٌ، دَعَوْتُکَ فَاجْبَتَنی، وَ سَأَلْتُکَ فَأَعْطَیْتَنی، وَ رَغِبْتُ الَیْکَ فَرَحِمْتَنی، وَ وَثِقْتُ بِکَ فَنَجَّیْتَنی، وَ فَزِعْتُ الَیْکَ فَکَفَیْتَنی. اللّٰهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ عَبْدِکَ وَ رَسُولِکَ وَ نَبِیِّکَ وَ عَلیٰ آلِهِ الطَّیِّبیٖنَ الطّٰاهِریٖنَ أَجْمَعِینَ، وَ تَمِّمْ لَنٰا نَعْمَاءَکَ وَ هَنِّئْنٰا عَطٰاءَکَ، وَ اکْتُبْنٰا لَکَ شَاکِریٖنَ وَ لِآٰلٰائِکَ ذٰاکِریٖنَ آمیٖنَ آمیٖنَ رَبَّ الْعٰالَمینَ. اللّٰهُمَّ یٰا مَنْ مَلَکَ فَقَدَرَ، وَ قَدَرَ فَقَهَرَ، وَ عُصِیَ فَسَتَرَ،

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 337

وَ اسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ، یٰا غٰایَةَ الطّٰالِبیٖنَ الرّاغِبیٖنَ، وَ مُنْتَهیٰ امَلِ الرَّاجیٖنَ، یٰا مَنْ احٰاطَ بِکُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً وَ وَسِعَ الْمُسْتَقیٖلیٖنَ رَأْفَةً وَ رَحْمَةً وَ حِلْماً، اللّٰهُمَّ انَّا نَتَوَجَّهُ الَیْکَ فی هٰذِهِ الْعَشِیَّةِ الَّتی شَرَّفْتَهٰا وَ عَظَّمْتَهٰا بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّکَ وَ رَسُولِکَ وَ خِیَرَتِکَ مِنْ خَلْقِکَ، وَ أمیٖنِکَ عَلی وَحْیِکَ، الْبَشیرِ النَّذیٖرِ، السِّرَاجِ الْمُنیٖرِ، الَّذی انْعَمْتَ بِهِ عَلَی الْمُسْلِمینَ وَ جَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعٰالِمیٖنَ. اللّٰهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ کَمٰا مُحَمَّدٌ اهْلٌ لِذٰلِکَ مِنْکَ یٰا عَظیمُ، فَصَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلیٰ آلِهِ الْمُنْتَجَبیٖنَ الطَّیِّبیٖنَ الطّٰاهِریٖنَ أَجْمَعِینَ وَ تَغَمَّدْنٰا بِعَفْوِکَ عَنّٰا، فَإِلَیْکَ عَجَّتِ الأَصْواتُ بِصُنُوفِ اللُّغٰاتِ، فَاجْعَلْ لَنٰا اللّٰهُمَّ فی هٰذِهِ الْعَشِیَّة نَصیٖباً مِنْ کُلِّ خَیْرٍ تَقْسِمُهُ بَیْنَ عِبٰادِکَ، وَ نُورٍ تَهْدی بِهِ، وَ رَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا، وَ بَرَکَةٍ تُنْزِلُهَا، وَ عٰافِیَةٍ تُجَلِّلُهَا، وَ رِزْقٍ تَبْسُطُهُ یٰا ارْحَمَ الرّاحِمیٖنَ. اللّٰهُمَّ اقْلِبْنَا فی هٰذَا الْوَقْتِ مُنْجِحینَ مُفْلِحِینَ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 338

مَبْرُوریٖنَ غٰانِمینَ، وَ لٰا تَجْعَلْنٰا مِنَ الْقٰانِطیٖنَ، وَ لٰا تُخْلِنَا مِنْ رَحْمَتِکَ،

وَ لٰا تَحْرِمْنَا مٰا نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِکَ، وَ لٰا تَجْعَلْنٰا مِنْ رَحْمَتِکَ مَحْرُومیٖنَ، وَ لٰا لِفَضْلِ مٰا نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطٰائِکَ قٰانِطینَ، وَ لٰا تَرُدَّنَا خَائَبیٖنَ، وَ لٰا مِنْ بٰابِکَ مَطْرُودیٖنَ، یٰا اجْوَدَ الْاجْوَدیٖنَ وَ اکْرَمَ الْاکْرَمیٖنَ الَیْکَ اقْبَلْنَا مُوقِنینَ، وَ لِبَیْتِکَ الْحَرٰامِ آمّیٖنَ قٰاصِدینَ، فَأَعِنَّا عَلی مَنَاسِکِنَا، وَ اکْمِلْ لَنٰا حَجَّنٰا، وَ اعْفُ عَنّٰا وَ عٰافِنٰا فَقَدْ مَدَدْنٰا الَیْکَ ایْدِیَنٰا، فَهِیَ بِذِلَّةِ الْاعْتِرٰافِ مَوْسُومَةٌ. اللّٰهُمَّ فَأَعْطِنَا فی هٰذِهِ الْعَشِیَّةِ مٰا سَأَلْنٰاکَ وَ اکْفِنٰا مَا اسْتَکْفَیْنٰاکَ، فَلٰا کٰافِیَ لَنٰا سِوٰاکَ وَ لٰا رَبَّ لَنٰا غَیْرُکَ، نَافِذٌ فِینَا حُکْمُکَ، مُحیٖطٌ بِنٰا عِلْمُکَ، عَدْلٌ فِینَا قَضَاؤُکَ، اقْضِ لَنَا الْخَیْرَ وَ اجْعَلْنٰا مِنْ اهْلِ الْخَیْرِ، اللّٰهُمَّ اوْجِبْ لَنٰا بِجُودِکَ عَظیمَ الْاجْرِ وَ کَریٖمَ الذُّخْرِ وَ دَوٰامَ الْیُسْرِ، وَ اغْفرِ لَنٰا ذُنُوبَنٰا أَجْمَعِینَ، وَ لَا تُهْلِکْنٰا مَعَ الْهٰالِکیٖنَ، وَ لٰا تَصْرِفْ عَنّٰا رَأْفَتَکَ وَ رَحْمَتَکَ یٰا ارْحَمَ الرّاحِمیٖنَ، اللّٰهُمَّ اجْعَلْنٰا فی هٰذَا الْوَقْتِ مِمَّنْ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 339

سَأَلَکَ فَأَعْطَیْتَهُ، وَ شَکَرَکَ فَزِدْتَهُ، وَ تٰابَ الَیْکَ فَقَبِلتَهُ، وَ تَنَصَّلَ الَیْکَ مِنْ ذُنُوبِهِ کُلِّهٰا فَغَفَرْتَهَا لَهُ، یٰا ذَا الْجَلٰالِ وَ الْاکْرٰامِ. اللّٰهُمَّ وَفِّقنٰا وَ سَدِّدنٰا وَ اعصِمنٰا، وَ اقْبَلْ تَضَرُّعَنَا یٰا خَیْرَ مَنْ سُئلَ، وَ یٰا ارْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، یٰا مَنْ لٰا یخْفیٰ عَلَیْهِ اغْمٰاضُ الْجُفُونَ، وَ لٰا لَحْظُ الْعُیُونِ، وَ لٰا مَا اسْتَقَرَّ فِی الْمَکْنُونِ، وَ لٰا مَا انْطَوَتْ عَلَیْهِ مُضْمَرٰاتُ الْقُلُوبِ، الٰا کُلُّ ذٰلِکَ قَدْ احْصٰاهُ عِلْمُکَ وَ وَسِعَهُ حِلْمُکَ، سُبْحٰانَکَ وَ تَعٰالَیْتَ عَمّٰا یَقُولُ الظّٰالِمُونَ عُلُوّاً کَبیراً، تُسَبِّحُ لَکَ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ الْارَضُونَ وَ مَنْ فیٖهِنَّ، وَ انْ مِنْ شَیْ ءٍ الّاٰ یُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ، فَلَکَ الْحَمْدُ وَ الَمجْدُ وَ عُلُوُّ الْجَدِّ، یٰا ذَا الْجَلٰالِ وَ الْاکْرٰامِ، وَ الْفَضْلِ

وَ الْانْعٰامِ، وَ الْایٰادی الْجِسٰامِ، وَ انْتَ الْجَوٰادُ الْکَریٖمُ الرَّؤُفُ الرَّحیٖمُ. اللّٰهُمَّ اوْسِعْ عَلَیَّ مِنْ رِزْقِکَ الْحَلٰالِ، وَ عٰافِنی فی بَدَنی وَ دیٖنی، وَ آمِنْ خَوْفی، وَ اعْتِقْ رَقَبَتی مِن النّارِ، اللّٰهُمَّ لٰا تَمْکُرْ بی و لا تَسْتَدْرِجْنی وَ لٰا

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 340

تَخْدَعْنی، وَ ادْرَء عَنّی شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْانْسِ. ثمّ رفع رأسه و طرفه إلی السماء و دموعه تنحدر علی خدّیه کالقربتان و هو یقول برفیع صوته: یٰا اسْمَعَ السّامِعیٖنَ، یٰا ابْصَرَ النّاظِرین، وَ یٰا اسْرَعَ الْحٰاسِبیٖنَ، وَ یٰا ارْحَمَ الرّاحِمیٖنَ، صَلِّ مُحَمَّدٍ و آلِ مُحَمَّدٍ السّادَةِ الْمَیٰامیٖنَ، وَ اسْأَلُکَ اللّٰهُمَّ حٰاجَتی الَّتی انْ اعْطَیْتَنیٖها لَمْ یَضُرَّنی مٰا مَنَعْتَنی، وَ انْ مَنَعْتَنیٖهَا لَمْ یَنْفَعنی مٰا اعْطَیْتَنی، اسْأَلُکَ فَکٰاکَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، لٰا الٰهَ الّاٰ انْتَ وَحْدَکَ لٰا شَریکَ لَکَ، لَکَ الْمُلْکَ وَ لَکَ الْحَمْدُ وَ انْتَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدیٖرٌ یٰا رَبِّ یٰا رَبِّ. و لم یزل یقول: «یا ربِّ» حتّی ضجّ الجمیع بالبکاء علیٰ بکائه علیه السلام حتّی وصلوا المشعر الحرام. و السیّد ابن طاوس ذَکَرَ بعد «یا ربّ ربّ» هذه الزیادة: الٰهی انَا الْفَقیٖرُ فی غِنٰایَ فَکَیْفَ لٰا اکُونُ فَقیٖراً فی فَقْری، الٰهی انَا الْجٰاهِلُ فی عِلْمی فَکَیْفَ لٰا اکُونُ جَهُولًا فی جَهْلی، الٰهی انَّ اخْتِلٰافَ تَدْبیرِکَ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 341

وَ سُرْعَةَ طَوَاءِ مَقٰادیٖرِکَ مَنَعٰا عِبٰادَکَ الْعٰارِفیٖنَ بِکَ عَنِ السُّکُونِ الیٰ عَطٰاءٍ وَ الْیَأْسِ مِنْکَ فی بَلٰاءٍ، الٰهی مِنّی مٰا یَلیقُ بِلُؤْمی وَ مِنْکَ مٰا یَلیقُ بِکَرَمِکَ، الٰهی وَصَفْتَ نَفْسَکَ بِاللُّطْفِ وَ الرَّأْفَةِ لی قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفی، ا فَتَمْنَعُنی مِنْهُمٰا بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفی، الٰهی انْ ظَهَرَتِ الْمحٰاسِنُ مِنّی فَبِفَضْلِکَ وَ لَکَ الْمِنَّةُ عَلَیَّ، وَ انْ ظَهَرَتِ

الْمَسٰاوی مِنّی فَبِعَدْلِکَ وَ لَکَ الْحُجَّةُ عَلَیَّ. الٰهی کَیْفَ تَکِلُنی وَ قَدْ تَکَفَّلْتَ لی، وَ کَیْفَ اضٰامُ وَ انْتَ النَّاصِرُ لی، امْ کَیْفَ اخیبُ وَ انْتَ الْحَفِیُّ بی، هَا انَا اتَوَسَّلُ الَیْکَ بِفَقْری الَیْکَ وَ کَیْفَ اتَوَسَّلُ الَیْکَ بِمٰا هُوَ مُحَالٌ انْ یَصِلَ الَیْکَ، امْ کَیْفَ اشْکُو الَیْکَ حٰالی وَ هُوَ لٰا یَخْفیٰ عَلَیْکَ امْ کَیْفَ اتَرْجِمُ بِمَقٰالی وَ هُوَ مِنْکَ بَرَزٌ الَیْکَ، امْ کَیْفَ تُخَیِّبُ آمٰالی وَ هِیَ قَدْ وَفَدَتْ الَیْکَ، امْ کَیْفَ لٰا تُحسنُ احْوٰالی وَ بِکَ قٰامَتْ، الٰهی مٰا الْطَفَکَ بی مَعَ عَظیمِ جَهْلی، وَ مٰا ارْحَمَکَ بی مَعَ قَبیحِ فِعْلی، الٰهی مٰا اقْرَبَکَ مِنّی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 342

وَ ابْعَدَنی عَنْکَ، وَ مٰا أرْأفَکَ بی فَمَا الَّذی یَحْجُبُنی عَنْکَ. الٰهی عَلِمْتُ بِاخْتِلٰافِ الْآثٰارِ وَ تَنَقُّلٰاتِ الْاطْوٰارِ انَّ مُرَادَکَ مِنّی انْ تَتَعَرَّفَ الَیَّ فی کُلِّ شَیْ ءٍ حَتَّی لٰا اجْهَلَکَ فی شَی ءٍ، الٰهی کُلّمٰا اخْرَسَنی لُؤْمی انْطَقَنی کَرَمُکَ، وَ کُلَّمٰا آیَسَتْنی اوْصٰافی اطْمَعَتْنی مِنَنُکَ، الٰهی مَنْ کٰانَتْ مَحَاسِنُهُ مَسٰاوِی فَکَیْفَ لا تکُونُ مَساوِیهِ مَساوِیَ، و مَنْ کانتْ حقاٰئقُهُ دعاوِی فکیف لا تکون دَعٰاویهِ دَعٰاوِیَ، الٰهی حُکْمُکَ النّافِذُ وَ مَشِیَّتُکَ الْقٰاهِرَةُ لَمْ یَتْرُکٰا لِذِی مَقٰالٍ مَقٰالًا، وَ لٰا لِذی حٰالٍ حٰالًا، الٰهی کَمْ مِنْ طٰاعَةٍ بَنَیْتُهٰا وَ حٰالَةٍ شَیَّدْتُها، هَدَمَ اعْتٰمادی عَلَیْهٰا عَدْلُکَ، بَلْ اقٰالَنی مِنْهٰا فَضْلُکَ. الٰهی انَّکَ تَعْلَمُ انّی وَ انْ لَمْ تَدُمِ الطّٰاعَةُ مِنّی فِعْلًا جَزْماً، فَقَدْ دٰامَتْ مَحَبَّةً وَ عَزْماً الٰهی کَیفَ اعْزِمُ وَ انْتَ الْقٰاهِرُ، وَ کَیْفَ لٰا اعْزِمُ وَ انْتَ الآمِرُ، الٰهی تَرَدُّدی فِی الآثٰارِ یُوجِبُ بُعْدَ الْمَزٰارِ، فَاجْمَعْنی

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 343

عَلَیْکَ بِخِدْمَةٍ تُوصِلُنی الَیْکَ، کَیْفَ یُسْتَدَلُّ عَلَیْکَ بِمٰا هُوَ فی وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ الَیْکَ،

ا یَکُونُ لِغَیْرِکَ مِنَ الظُّهُورِ مٰا لَیْسَ لَکَ حَتَّی یَکُونَ هُوَ الْمُظْهِرُ لَکَ، مَتیٰ غِبْتَ حَتَّی تَحْتَاجَ الیٰ دَلیلٍ یَدُلُّ عَلَیْکَ، وَ مَتیٰ بَعُدْتَ حَتَّی تَکُونَ الآثٰارُ هِیَ الَّتی تُوصِلُ الَیْکَ، عَمِیَتْ عَینٌ لٰا تَرَاکَ عَلَیْهٰا رَقیٖباً، وَ خَسِرَتْ صَفْقَة عَبْدٍ لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّکَ نَصیٖباً. الٰهی امرتَ بِالرُّجُوعِ الی الآثٰارِ فَارْجِعْنی الَیْکَ بِکِسْوَةِ الْانْوٰارِ وَ هِدٰایَةِ الْاسْتِبْصٰارِ حَتَّی ارْجِعَ الَیْکَ مِنْهٰا کَمٰا دَخَلْتُ الَیْکَ مِنْهٰا، مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ الَیْهٰا، وَ مَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الْاعْتمادِ عَلَیْهٰا، انَّکَ عَلی کُلِّ شَی ءٍ قَدیٖرٌ، الٰهی هٰذٰا ذُلّی ظٰاهِرٌ بَیْنَ یَدیکَ، وَ هٰذا حٰالی لٰا یَخْفیٰ عَلَیْکَ، مِنْکَ اطْلُبُ الْوُصُولَ الَیْکَ، وَ بِکَ اسْتَدِلُّ عَلَیْکَ فَاهْدِنی بِنُورِکَ الَیْکَ، وَ اقِمْنی بِصِدْقِ الْعُبُودِیَّةِ بَیْنَ یَدَیْکَ، الٰهی عَلِّمْنی مِنْ عِلْمِکَ الْمَخْزُونِ، وَ صُنّی بِسِتْرِکَ الْمَصُونِ، الٰهی حَقِّقْنی بِحَقٰائِقِ اهْلِ الْقُرْبِ، وَ اسْلُکْ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 344

بی مَسْلَکَ اهْلِ الْجَذْبِ، الٰهی اغْنِنی بِتَدْبیرِکَ لی عَنْ تَدْبیری وَ بِاخْتِیٰارِکَ عَنْ اخْتِیٰاری، وَ اوْقِفْنی عَلی مَرَاکِزِ اضْطِرٰاری. الٰهی اخْرِجْنی مِنْ ذُلِّ نَفْسی، وَ طَهِّرْنی مِنْ شَکّی وَ شِرْکی قَبْلَ حُلُولِ رَمْسی، بِکَ انْتَصِرُ فَانْصُرْنی، وَ عَلَیْکَ اتَوَکَّلُ فَلٰا تَکِلْنی، وَ ایّٰاکَ أَسْأَلُ فَلٰا تُخَیِّبْنی، وَ فی فَضْلِکَ ارْغَبُ فَلٰا تَحْرِمْنی، وَ بِجَنٰابِکَ انْتَسِبُ فَلٰا تُبْعِدْنی، وَ بِبٰابِکَ اقِفُ فَلٰا تَطْرُدْنی، الٰهی تَقَدَّسَ رِضٰاکَ انْ تَکُون لَهُ عِلَّةٌ مِنْکَ، فَکَیْفَ تَکُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنّی، الٰهی انْتَ الْغنیُّ بِذٰاتِکَ انْ یَصِلَ الَیْکَ النَّفْعُ مِنْکَ، فَکَیْفَ لٰا تَکُونُ غَنِیّاً عَنّی، الٰهی انَّ الْقَضٰاءَ وَ الْقَدَرَ یُمَنّینی، وَ انَّ الْهَویٰ بِوَثٰائِقِ الشَّهْوَةِ اسَرنی، فَکُنْ انْتَ النَّصیٖرَ لی حَتَّی تَنْصُرَنی وَ تُبَصِّرَنی، وَ اغْنِنی بِفَضْلِکَ حَتَّی اسْتَغْنِی بِکَ عَنْ طَلَبی. انْتَ الَّذی اشْرَقْتَ الْانْوٰارَ فی

قُلُوبِ اوْلِیٰائِکَ حَتَّی عَرَفُوکَ وَ وَحَّدُوکَ، وَ انْتَ الَّذی ازَلْتَ الْاغْیٰارَ عَنْ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 345

قُلُوبِ احِبَّائِکَ حَتَّی لَمْ یُحِبُّوا سِوٰاکَ وَ لَمْ یَلْجَئُوا الیٰ غَیْرِکَ، انْتَ الْمُونِسُ لَهُمْ حَیْثُ اوْحَشَتْهُمُ الْعَوٰالِمُ، وَ انْتَ الَّذی هَدَیْتَهُمْ حَیْثُ اسْتَبٰانَتْ لَهُمُ الْمَعٰالِمُ، مٰا ذٰا وَجَدَ مَنْ فَقَدَکَ وَ مَا الَّذی فَقَدَ مَنْ، لَقَدْ خٰابَ مَنْ رَضِیَ دُونَکَ بَدَلًا، وَ لَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغی عَنْکَ مُتَحَوِّلًا، کَیْفَ یُرْجیٰ سِوٰاکَ وَ انْتَ مٰا قَطَعْتَ الْإحْسٰانَ، وَ کَیْفَ یُطْلَبُ مِنْ غَیْرِکَ وَ انْتَ مٰا بَدَّلْتَ عٰادَةَ الْامْتِنٰانِ، یٰا مَنْ اذٰاقَ احِبَّاءَهُ حَلٰاوَةَ الْمُؤانَسَةِ فقاموا بَیْنَ یَدَیهِ مُتَمَلِّقِینَ، وَ یٰا مَنْ الْبَسَ أَوْلیٰاءَهُ مَلٰابِسَ هَیْبَتِهِ فَقٰامُوا بَیْنَ یَدَیْهِ مُسْتَغْفِرینَ، انْتَ الذّٰاکِرُ قَبْلَ الذّٰاکِرینَ، وَ انْتَ الْبٰادی بِالْاحْسٰانِ قَبْلَ تَوَجّهِ الْعٰابِدینَ وَ انْتَ الْجَوٰادُ بِالْعَطٰاءِ قَبْلَ طَلَبِ الطّٰالِبیٖنَ، وَ انْتَ الْوَهّٰابُ ثُمَّ لِمٰا وَهَبْتَ لَنٰا مِنَ الْمُسْتَقْرِضیٖنَ. الٰهی اطْلُبْنی بِرَحْمَتِکَ حَتَّی اصِلَ الَیْکَ، وَ اجْذِبْنی بِمَنِّکَ حَتَّی اقْبِلَ عَلَیْکَ، الٰهی انَّ رَجٰائی لٰا یَنْقَطِعُ عَنْکَ وَ انْ عَصَیْتُکَ، کَمٰا انَّ خَوْفی لٰا یُزٰایِلُنی وَ انْ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 346

اطَعْتُکَ، فَقَدْ دَفَعَتْنِی الْعَوٰالِمُ الَیْکَ، وَ قَدْ اوْقَعَنی عِلْمی بِکَرَمِکَ عَلَیْکَ، الٰهی کَیْفَ اخیبُ وَ انْتَ امَلی، امْ کَیْفَ اهٰانُ وَ عَلَیْکَ مُتَّکَلی، الٰهی کَیْفَ اسْتَعِزُّ وَ فِی الذِّلَةِ ارْکَزْتَنی، امْ کَیْفَ لٰا اسْتَعِزُّ وَ الَیْکَ نَسَبْتَنی، الٰهی کَیْفَ لٰا افْتَقِرُ وَ انْتَ الَّذی فِی الْفُقَرٰاءِ اقَمْتَنی، امْ کَیْفَ افْتَقِرُ وَ انْتَ الّذی بِجُودِکَ اغْنَیْتَنی، وَ انْتَ الَّذی لٰا الٰهَ غَیْرُکَ، تَعَرَّفْتَ لِکُلِّ شَی ءٍ فَمٰا جَهِلَکَ شَیْ ءٌ، وَ انْتَ الَّذی تَعَرَّفْتَ الَیَّ فی کُلِّ شَیْ ءٍ فَرَأَیْتُکَ ظاهِراً فٖی کُلِّ شَی ءٍ، وَ أَنْتَ الظّٰاهِرُ لِکُلِّ شَی ءٍ. یٰا مَنِ اسْتَویٰ بِرَحْمٰانِیَّتِهِ فَصَارَ

الْعَرْشُ غَیْباً فی ذٰاتِهِ، مَحَقْتَ الْآثٰارَ بِالْآثٰارِ وَ مَحَوْتَ الْاغْیٰارِ بِمُحیٖطٰاتِ افْلٰاکِ الْانْوٰارِ، یٰا مَنِ احْتَجَبَ فی سُرٰادِقٰاتِ عَرْشِهِ عَنْ انْ تُدْرِکُهُ الْابْصٰارُ، یٰا مَنْ تَجَلّیٰ بِکَمٰالِ بَهٰائِهِ فَتَحَقَّقَتْ عَظَمَتُهُ الْاسْتِوٰاءَ، کَیْفَ تَخْفَی وَ انْتَ الظّٰاهِرُ، امْ کَیْفَ تَغیبُ وَ انْتَ الرَّقیٖبُ الْحٰاضِرُ، انَّکَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدیٖرٌ، وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ

مناسک الحج (للفاضل)، ص: 347

وَحْدَهُ.

________________________________________

لنکرانی، محمد فاضل موحدی، مناسک الحج (للفاضل)، در یک جلد، ه ق